هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دخلت قضية إدخال "العامية" إلى مقررات الدراسة بالمغرب منعطفا جديدا، حينما وصف عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي (دستورية) نور الدين عيوش، المعترضين عليه بـ"الكلاب"، ما حدا بمعارضيه إلى توقيع عريضة تطالب بعزله من المؤسسة الدستورية.
ويعيش المغرب هذه الأيام على وقع جدل واسع داخل المجتمع بسبب تضمين عدد من المقررات الدراسية كثيرا من المصطلحات "العامية"/ الدارجة، ما دفع رئيس الحكومة للتدخل وإعلان رفضه المساس بمكانة اللغة العربية في مقررات الدراسة.
من حقي أن أصفهم بالكلاب
وقال عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، نور الدين عيوش، إن من حقه وصف من يهاجمه ويسبه ويطعن في عرضه، ويكيل الشتائم له ولأمه ويتدخل في حياته الخاصة بـ"الكلاب التي تنبح".
وأضاف نور الدين عيوش في تصريح لـ"عربي21": "لقد شتموا أمي، وتدخلوا في حياتي الخاصة، وطعنوا في عرضي، هؤلاء لم يكن غرضهم النقاش، ومن حقي أن أصفهم بالكلاب التي تنبح".
وتابع عيوش، الذي يعتبر "عراب" الدارجة بالمغرب: "أنا لم أصف أبدا الشعب المغربي بالكلاب، فهذا الشعب أحترمه، ولم أصف من يخالفني الرأي بهذا الوصف، أنا أتحدث فقط عن فئة معينة لا تناقش ولا تختلف وإنما تسب وفقط".
وزاد: "أحترم كل من ناقشني واختلف معي وأعتبر أن الاختلاف ضرورة، ومن طبيعة الديموقراطية التي ننادي بها وننشدها، فلا يعقل أن ديموقراطيا يرفض أفكارا تخالفه".
اقرأ أيضا: جدل بالمغرب بعد إدراج "الدارجة" في المقررات الدراسية
وأوضح: "أنا لا أعادي اللغة العربية، فأنا أحترمها جدا، وكل ما أدعو إليه هو تقريب اللغة العربية الفصيحة من التلاميذ، من خلال الاعتماد على اللغة العربية المغربية".
وشدد: "ما أدعو له هو عملية تجسير بين اللغتين العربية الفصيحة والدراجة".
عريضة للإقالة
ولم يمر هجوم عيوش على مخالفيه دون أن يخلف ردود فعل، ففي أولها أطلق نشطاء عريضة شعبية على موقع الحملات الدولية الشهير "أفاز"، تطالب بإقالة نور الدين عيوش من عضويته بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
وعلل النشطاء دعوتهم بسبب ما وصفوه بأنشطة عيوش "الرامية لإدخال الدارجة في المقررات التعليمية"، ووصفه لمنتقديه الذين يهاجمونه بسبب مواقفه بشأن إدخال الدارجة للمقررات الدراسية بأنهم "كلاب ولا يستحقون الاحترام".
وانطلقت حملة التوقيع على العريضة ساعات بعد هجوم عيوش على منتقديه.
وتقول العريضة إن عيوش يخطط لـ"تدمير المبادئ والقيم الأخلاقية، وإعدام اللغة العربية لأبناء 40 مليون مغربي، ويطالب الحكومة بصريح العبارة وبكل إصرار بإدراج المثلية والسحاق في برامج التعليم، والسماح بهما بكل حرية في المجتمع المغربي تحت ذريعة حرية الجسد".
وحصلت العريضة على توقيعات الآلاف من النشطاء، بهدف إقالة عيوش من عضوية اللجنة الدائمة للمناهج والبرامج والتكوينات والوسائط التعليمية التابعة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين، وذلك بالموازاة مع حملة انتقادات واسعة أثارتها تصريحات عيوش ضد منتقديه بشأن الجدل حول إدخال الدارجة في المقررات التعليمية.
هذا ويعد نور الدين عيوش من رجال الأعمال في المغرب الذين يشتغلون في مجال الدعاية والإشهار، وسبق له أن دعا في مناسبات كثيرة إلى تمكين العامية المغربية من التدريس، كما سبق له أن أنتج "قاموسا" لما سماه اللغة العربية الدارجة.
ويذكر أن الملك المغربي محمد السادس هو من عين أعضاء المجلس الأعلى للتربية، بعد إصدار القانون الجديد المنظم للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي الذي عزز من تركيبته التعددية واستقلاليته ومهامه الاستشارية، باعتباره مؤسسة دستورية تشكل قوة اقتراحية بناءة، وآلية للتقييم والمتابعة والاستشراف، في مجال إصلاح وتأهيل المدرسة المغربية.