هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا لمراسله ديفيد واينر، يقول فيه إن أمريكا تزيل القضايا الرئيسية في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني واحدة تلو الأخرى عن طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقول إنها تحاول تبني نهج آخر بعد فشل ربع قرن من محادثات السلام.
ويجد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أنه من خلال إزالة القضايا التي تهم الفلسطينيين عن الطاولة، فإن الإدارة تجعل التوصل إلى سلام أمرا أكثر صعوبة، إن لم يكن ذلك دعوة لاندلاع العنف مرة أخرى.
وينقل الكاتب عن إيلان غولدنبيرغ، وهو دبلوماسي أمريكي سابق شارك في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية خلال إدارة باراك أوباما، قوله: "من خلال تدخل إدارة ترامب وإعادة كتابة قواعد اللعبة من جانب واحد، فإن الإدارة تكون قد أخرجت نفسها من دور الوسيط".
وأضاف غولدنبيرغ، الذي يرأس الآن مركز دراسات "نيو أميريكان سيكيوريتي": "كثير من الخطوات ليست منطقية، إن حاولت أن توائم بينها وبين الجهد للتوصل إلى حل".
ويشير الموقع إلى أن واشنطن قامت الأسبوع الماضي بالتوقف عن تمويل الوكالة التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين؛ بحجة أنها تديم صفة اللاجئين عليهم، وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، بأن مطالبة الفلسطينيين بعودة ملايين اللاجئين وأبنائهم إلى بيوتهم التي خسروها في إسرائيل -الأمر الذي قد يمحو عنها صفة اليهودية- أمر يجب استبعاده، ولم تقدم بديلا.
ويفيد التقرير بأن الفلسطينيين ينظرون إلى إدارة ترامب على أنها منحازة تماما لإسرائيل وقطعوا أي اتصالات معها؛ لكون أمريكا لم تنشر خطتها لسلام الشرق الأوسط، وقالت عضوة اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إن أمريكا تحاول "تفكيك قضايا الحل النهائي كلها، بما في ذلك القدس المحتلة، واللاجئون الفلسطينيون وحق العودة، وحل الدولتين، وحدود 1967، وشرعية المستوطنات، مدمرة بذلك فرص السلام".
ويلفت واينر إلى أن حملة ترامب لإعادة كتابة مبادئ التفاوض بدأت بعد أسابيع قليلة من دخوله البيت الأبيض، دون مقاومة تذكر من الزعماء العرب الهائمين بموقفه المتشدد تجاه إيران.
ويذكر الموقع أن ترامب تخلى عن سنوات من السياسة الأمريكية بالامتناع عن دعم حل الدولتين، الذي يعارضه الكثير في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ثم أعلن في كانون الثاني/ ديسمبر القدس عاصمة لإسرائيل، قائلا إن إعلانه هذا هو اعتراف بالواقع؛ فهناك مقر الحكومة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هذا التحرك أدى إلى الخلاف مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، التي تطالب بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
ويورد التقرير نقلا عن دعاة النهج الجديد، قولهم بأنه سيحرك الأمور بعد التخلص من المواقف المتشددة التي أعاقت التوصل إلى سلام، وقال نائب الوزير في مكتب نتنياهو والسفير السابق في واشنطن مايكل أورين: "إنهم يزيلون القضايا الرئيسية التي لم يستطع أحد أن يتفق عليها.. بدلا من الانتظار حتى النهاية لحلها، فإنهم قاموا بالتخلص منها ابتداء، وذلك يغير اللعبة".
وينقل الكاتب عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان بالقرب من تل أبيب صمويل ساندلر، قوله إن "الاستراتيجية هي جعل الفلسطينيين يفهمون بأن الثمن يزيد مع الوقت، وهناك عامل محفز آخر هو أن الدول العربية تقول بأنها لا تستطيع التضحية بمصالحها لأجل الفلسطينيين".
ويستدرك الموقع بأن المنتقدين يقولون بأن تغيير الأمور جذريا دون توفير البدائل قد يجعل القضايا المركزية تبدو أكبر، فيقول ممثل أمريكا سابقا في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط دينس روس، إن التاريخ يشير إلى أن الفلسطينيين لن يتجاوبوا إيجابيا للضغط دون حوافز.
ويورد التقرير نقلا عن روس، وهو الآن زميل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: "التمسك بأوهام مثل حصول الفلسطينيين على (حق العودة) لا يخدم المصالح الفلسطينية ولا يخدم السلام.. لكن جعل الفلسطينيين أكثر واقعية قد يحصل نتيجة عرض شيء (بديل) عليهم".
ويقول واينر إن "عباس راهن في رئاسته على فرضية أن الدبلوماسية التي تقودها أمريكا ستحقق ما لم يستطع العنف تحقيقه، وكلفته الجولات العديدة من المفاوضات الفاشلة خسارة الدعم الشعبي، وإن فشلت جهود ترامب للسلام فإن إحباط الفلسطينيين قد يؤدي بهم إلى العنف، ويدفعهم إلى معسكرات أكثر تطرفا".
وينوه الموقع إلى أن بعض الدبلوماسيين يشككون في وجود خطة أمريكية لمنع المجموعات الإسلامية المتطرفة من ملء الفراغ، بعد أن قطعت أمريكا مساعداتها عن "الأونروا"، التي تنفذ أهم عملياتها في قطاع غزة، الذي تحكمه حركة حماس، لافتا إلى أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين حذروا من أن أي تغير للمعونات للفلسطينيين يجب أن يكون تدريجيا لتجنب الاضطرابات.
ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى قول ديفيد هاردين، وهو دبلوماسي سابق في المنطقة، ويرأس الآن مجموعة جورج تاون الاستراتيجية: "أعتقد أن الـ(أونروا) تدعم الفشل والاختلال الوظيفي، إنها تحتاج إلى تغيير وتفكيك، لكن ليس مرة واحدة وليس اليوم.. أمريكا تقلل من تأثيرها، وتترك مساحة لأطراف أخرى قد تكون معادية لمصالحنا ومصالح إسرائيل".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا