هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير أمني إسرائيلي إن "الزيارة المثيرة للجدل للرئيس الفيليبيني إلى إسرائيل تكشف النقاب عن إزالتها لمظاهر الخجل والحياء في علاقاتها الخارجية، وفي الوقت الذي تتحدث فيه إسرائيل عن استعادة علاقاتها السياسية والأمنية، فإنها تثبت مرة بعد أخرى أن مصالحها هي الأهم فوق أي اعتبار، دون الحاجة لتحقيق السلام، أو الحرص على القيم الأخلاقية".
وأضاف يوسي ميلمان، في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، أن "زيارة رودريغو دوتيرتي الذي يعدّ رئيسا إشكاليا حتى داخل إسرائيل ذاتها، سببت أضرارا جدية لسياستها الخارجية، رغم أنه حظي باحترام كبير واستقبال من زعماء الدولة، بمن فيهم رئيس الحكومة ورئيس الدولة، والاجتماع به من قبل المؤسسات الأمنية والسياسية والاقتصادية، وكانت هناك شبه حالة إجماع من الترحيب به دون أي تحفظات".
وأضح ميلمان، وهو وثيق الصلة مع كبار قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أن "العلاقات الإسرائيلية مع عدد من الدكتاتوريين والطغاة، ومع الأنظمة التي تمارس القمع، ليست ظاهرة جديدة، ولم تبدأ فقط في عهد رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو، بل تعود إلى رئيس الحكومة الأول ديفيد بن غوريون".
وأكد أن "بن غوريون كان يعلم أن قيام إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، البقعة الجغرافية الأليمة والعنيفة، ستكون بحاجة لتحالفات سياسية، للعمل على توفير السلاح، والقيام باستثمارات اقتصادية، وفي عهده انضمت إسرائيل إلى حلف مع الدول الاستعمارية العظمى كفرنسا وبريطانيا لمحاربة مصر في حرب 1956".
وأشار إلى أنه "في سنوات السبعينات تحت زعامة حزب العمل برئاسة اسحق رابين وشمعون بيريس، أدارت إسرائيل منظومة علاقات واتصالات سرية مع نظام الأقلية العنصري والقاتل في دولة جنوب أفريقيا، وهي بذلك تعرف أنها تنتهك قرارات الأمم المتحدة، وهناك علاقات أخرى غير لائقة لإسرائيل في تلك الحقبة الزمنية مع أنظمة عسكرية في تشيلي والأرجنتين ومثيلاتها في أفريقيا الوسطى".
أخطر من ذلك، يضيف ميلمان، أنه "في سنوات التسعينات باعت حكومة رابين الثانية أسلحة لدولة رواندا في أفريقيا، حين كانت تشهد مذابح جماعية، ما استجلب ردود فعل قاسية وانتقادات لاذعة من الدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان في إسرائيل وخارجها، وقد اضطرت إسرائيل لتحضير الردود على هذه الانتقادات، وتوضيح هذه المسلكيات المخجلة لها".
وأردف أنه في "العقد الأخير اختفت مفاهيم الخجل والحياء من السياسة الخارجية الإسرائيلية، رغم أن إسرائيل تشهد انفتاحا مزدهرا في علاقاتها الدبلوماسية مع أكثر من مئة دولة في العالم، وهناك علاقات صداقة أخرى، لكنها في هذه المرحلة بالذات، وكلما تحسن وضعها الاقتصادي والأمني، ويتوافد إليها زعماء الدول، فإنها تزيل عن نفسها كل قناع، وتبدو لاهثة خلف مصالحها فقط، دون أن تبدي حرصا على أخلاق أو قيم إنسانية".
وأوضح أن "إسرائيل أقامت خلال تاريخها علاقات طويلة مع دكتاتوريين وأنظمة يمينية متطرفة ومثيرة للخلافات، لكنها تمنحها شرعية دولية، وتبرم معها صفقات سلاح، ومعلومات أمنية، وتساعدها في مواجهة الجماعات الإسلامية".
وختم بالقول إن "هذا الدعم الذي تقدمه إسرائيل لهذه الدول والأنظمة المشينة تسعى من خلفه أن تحصل على تصويت تلك الدول لصالح إسرائيل في الأمم المتحدة والمحافل الدولية، وأن تمنحها فرصة إطالة أمد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ومنع الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة".
وأشار إلى أن "إسرائيل مقابل هذه الخدمات التي توفرها تلك الأنظمة الدكتاتورية لها، تسعى لمكافأتهم بأن تجند لصالحهم الجاليات اليهودية حول العالم، لدعمهم أو على الأقل تفتح أمامهم البيت الأبيض، حيث يقيم الصديق الأقرب لليهود دونالد ترامب".