هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عرضت قناة "الجزيرة" فيلما وثائقيا مثيرا عن التيار الجامي المدخلي، الذي ينسب نفسه إلى "السلفية".
وقدم الفيلم أبرز أفكار هذا التيار، وكيف سخّر جهوده في خدمة حكام السعودية ومن يوالونهم، مع التشدد في مسألة طاعة الحكام، وشيطنة من يخالفونهم والتشنيع عليهم.
واستعرض الفيلم أبرز التصريحات لرؤوس الجامية المدخلية، والتي وصل فيها البعض إلى استباحة دماء من يخالف الحاكم، مع شرعنة جميع أفعال الأخير، والتبرير لها.
ويقول المعارض السعودي سعد الفقيه في الفيلم، إن هذا التيار "ضد أي نوع من أنواع الثورة أو الاعتراض أو المظاهرات أو التجمعات ما دامت مخالفة للأنظمة التي يرضى عنها آل سعود".
في حين قال الداعية الليبي رياض صاكي إن "من أوجد حفتر وحرضه وفعلا شجعه على الخروج هم المداخلة فهم كانوا سبب خروجه وليس فقط أنهم خرجوا معه".
ويكشف الفيديو كيف أن اللواء خليفة حفتر استعان بهذا التيار في حربه ضد الثوار الليبيين، رغم أن حفتر لا توجد لديه أي خلفية دينية.
ربيع بن هادي مدخلي، أحد رموز هذا الفكر، وينسب التيار المدخلي إليه، قال في أبيات شعرية:
"أما الملوك فهم آل السعود، لهم * * * سمع وطاعتهم حتْم بقرآن
في طاعة الله جل الله
خالقنا *
* * قد بين
الأمر ربي خير تبيـان
ولا يحل لشخص خلْع
بيعتهم *
* * ومنْ يَخُن
فعليه إثم خوّان".
ولفت الفيلم إلى دور هذا التيار في مصر، وكيف أنه فضل بشكل علني فوز أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية ضد مرسي، برغم أن شفيق يقر بعلمانيته.
وقال رسلان بعد انقلاب السيسي وقرب الانتخابات الرئاسية التي فاز بها دون وجود منافس حقيقي، إن مجرد الترشح لمنافسة السيسي هو "إثم كبير ولا يجوز في الشريعة الإسلامية".
وبرغم أن بروز هذا التيار كان في فترة الغزو العراقي للكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي، وتشنيع رموز هذا التيار على الدعاة المعارضين حينها للتدخل الأمريكي، إلا أن هذا الفكر تبلور وبات اليوم يتدخل في السياسة والعسكرة بشكل واضح، بحسب الفيلم.
ولعبت الإمارات خلال السنوات الماضية دورا بارزا في التحكم بهذا التيار، وشكلت كتائب موالية لها في اليمن، يقودها هاني بن بريك، الداعي بشكل صريح إلى انفصال جنوب اليمن.
وقال بريك في تصريح مصور له إنه وأتباعه يوالون السعودية والإمارات، ويعادون من يعاديها.
وخلص الفيلم إلى أن هذا التيار يتغير وفقا للمتغيرات السياسية في السعودية، ومن الممكن أن يخالف مبادئه ويحرض على الخروج على أحد الحكام لأن السعودية تريد ذلك، وفقا للفيلم.