قال وزير الخارجية
الألماني هايكو ماس، الجمعة، إن
تركيا لا يمكنها إصلاح علاقاتها المتصدعة مع الاتحاد
الأوروبي قبل أن تطلق سراح المواطنين الألمان الذين اعتقلتهم.
جاء ذلك في الوقت الذي
دعا فيه وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، لبداية جديدة مع الاتحاد
الأوروبي.
وتسعى تركيا التي
اضطربت علاقاتها مع أوروبا منذ سنوات إلى إصلاح تلك العلاقات، في وقت تراجعت فيه
قيمة عملتها، وتدهورت علاقاتها مع الولايات المتحدة بشدة.
وتقول ألمانيا إن 50
من مواطنيها محتجزون في السجون التركية منذ الحملة التي أعقبت محاولة الانقلاب في
يوليو/ تموز 2016. ولم توجه تهم سوى لسبعة منهم، وهناك 35 ممنوعون من مغادرة البلاد.
في وقت سابق، وصلت
الصحافية الألمانية ميشالي تولو التي تواجه تهم الإرهاب في تركيا، إلى بلدها،
الأحد الماضي، وقالت إنه "لم يتغير شيء" في وضع حقوق الإنسان في تركيا
حتى بعد السماح لها بشكل غير متوقع بمغادرة البلاد.
وكانت محكمة في
إسطنبول أمرت في كانون الأول/ ديسمبر بالإفراج المشروط عن تولو (34 عاما)، بعد
توقيفها لأكثر من ستة أشهر؛ بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي الماركسي-اللينيني، المحظور في تركيا، والمصنف مجموعة إرهابية.
ورفع عنها حظر السفر
بعد تحسن العلاقات بين أنقرة وبرلين.
وقال ماس، الذي سيقوم
الأسبوع المقبل بأول زيارة رسمية لأنقرة للصحفيين خلال اجتماع بين وزراء خارجية الدول
الأعضاء في
الاتحاد الأوروبي والدول الطامحة للانضمام للاتحاد ومن بينها تركيا: "هذه القضايا لا بد من تسويتها".
وقال أيضا: "ستكون
هذه خطوة نحو تطبيع العلاقات مع ألمانيا، وكذلك مع الاتحاد الأوروبي"، مضيفا
أنه سيثير هذه القضية خلال زيارته التي ستستمر يومين لأنقرة وإسطنبول ابتداء من
الأربعاء المقبل.
والعلاقات متوترة جدا
بين ألمانيا وتركيا، وهما عضوان في حلف شمال الأطلسي، منذ أدانت برلين قيام أنقرة
باعتقال نحو 50 ألف شخص، وعزلت أو أوقفت عن العمل 150 ألفا بعد محاولة الانقلاب.
وقال وزير الخارجية
التركي في فيينا إن الاتحاد الأوروبي لم يفهم التحديات الأمنية التي تواجه تركيا.
وقال للصحفيين: "ليست لدينا أي مشكلة مع الاتحاد الأوروبي أو أوروبا. نحن جزء
من هذه القارة".
وأضاف: "نعم لدينا
بعض القضايا (المثارة) مع الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد محاولة الانقلاب. الإجراءات
التي تعين علينا اتخاذها لم تفهمها أوروبا... لكن الآن نريد تطبيع العلاقات".
وسئل ماس في فيينا
أيضا عما إذا كانت تركيا في حاجة لمساعدات اقتصادية من الاتحاد الأوروبي؛ لوقف
انخفاض قيمة الليرة التركية، فقال: "أول شيء بالنسبة لتركيا هو أن تكمل شروط
التطبيع... الكرة في ملعب تركيا".