قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية الموالية لحزب الله إن وفدا
أمريكيا اجتمع بقيادات أمنية في النظام السوري في منطقة المزة بالعاصمة دمشق في
الأسبوع الأخير من شهر حزيران/ يونيو الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن طائرة خاصة إماراتية حطت قبيل منتصف الليل في مطار
دمشق الدولي الذي شهد إجراءات أمنية مشددة.
ولفتت إلى أن الوفد الأمريكي ضم ضابطا رفيع المستوى بالإضافة إلى ضباط
من وكالات استخبارية وأمنية أمريكية مختلفة.
وكان في استقبال الوفد الأمريكي بحسب الصحيفة اللواء
علي مملوك مدير
مكتب الأمن القومي في مكتبه الجديد بالمزة بالإضافة إلى رئيس إدارة المخابرات
العامة اللواء ديب زيتون ونائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء موفق أسعد.
وقالت "الأخبار" إن اللقاء استمر قرابة أربع ساعات استعرضت فيه جوانب من الأزمة السورية لكن الأبرز فيها كان عرضا أمريكيا بالاستعداد لسحب الجنود الأمريكيين بالكامل من الأراضي السورية بما فيها قاعدة التنف ومنطقة شرقي الفرات وفق ترتيبات
أمنية بإشراف الجيشين الروسي والتابع للنظام.
لكن الجانب الأمريكي في المقابل اشترط انسحاب الإيرانيين من كامل
الجنوب السوري والحصول على حصة من النفط في شرق الفرات فضلا عن ضمانات خطية بحصول
الشركات الأمريكية على حصة من قطاع النفط شرق
سوريا.
وطلب الضابط الأمريكي وفقا للصحيفة من النظام
تزويد الولايات المتحدة بقاعدة بيانات كاملة عن المجموعات "الإرهابية"
تتضمن أعداد القتلى الأجانب من أفرادها ومن بقي على قيد الحياة ومن لديه القدرة
على العودة إلى الدول الغربية باعتبار أن "الخطر الإرهابي يهدد الأمن
الدولي".
في المقابل أشارت الصحيفة إلى أن مملوك رفض
العرض الأمريكي ورد بأن القوات الأمريكية هي "قوات احتلال دخلت الأراضي السورية عنوة ويمكنها الخروج
بذات الطريقة".
وأضاف: "سوريا ليست دولة مقطوعة من شجرة،
بل هي جزء من محور واسع وموقفنا من العلاقة مع إيران واضح، وقد كرّره الرئيس بشار
الأسد في أكثر من مناسبة وخطاب، ومفاده أن علاقتنا التحالفية مع طهران وحزب الله
والقوات الحليفة التي قاتلت الإرهابيين إلى جانب الجيش السوري علاقة متينة، ولا
يغيّر هذا العرض من تحالفاتنا الثابتة".
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام أبلغ الأمريكان
ببنه "ليس بوارده إعطاء تسهيلات لشركات تابعة لدول حاربتنا ولا تزال ويمكن
ترك الأمر لوقت لاحق تحدده الحكومة ضمن سياسة إعادة الإعمار".
وبشأن قاعدة بيانات "المجموعات الإرهابية" قال مملوك إن "نائب
رئيس الاستخبارات الأسترالية زار دمشق قبل نحو عام وطلب معلومات عن الإسلاميين
الأستراليين من أصول عربية ممن يقاتلون في سوريا".
وأضاف: "سأكرر لكم الآن ما أجبته به يومها فلدينا
اليوم بنية معلوماتية ضخمة عن المجموعات الإرهابية، وقد تطورت بشكل كبير خلال
سنوات الأزمة. ونحن ندرك تماماً الأخطار التي يشكلها هؤلاء علينا وعليكم، كما أننا ندرك
مدى حاجتكم إلى هذه المعلومات، ونعرف أن من صلب مهام أجهزة الأمن البقاء على تواصل
حتى خلال الأزمات. وسبق أن قدّمنا معلومات إلى الأردنيين وإلى دول أخرى كثيرة من
بينها الإمارات العربية المتحدة. لكن موقفنا من هذا الأمر اليوم مرتبط بتطور موقفكم
السياسي من سوريا ونظامها وجيشها".
وتابع: "سوريا لن تقدم على أي تعاون أو
تنسيق أمني معكم في هذا الشأن قبل الوصول إلى استقرار في العلاقات السياسية بين
البلدين".
ولفتت الصحيفة إلى أن اللقاء انتهى واتفق الطرفان على بقاء التواصل
عبر القناة الروسية الإماراتية.