هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن حالة التشاؤم التي اجتاحت جماهير ريال مدريد وغياب حماسهم، على الرغم من الإصرار الذي أظهره المدرب واللاعبون على مواصلة حصد الألقاب بعد خروج الأسماء الكبيرة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرأيين السائدين في صفوف الفريق الملكي هما رأي المشجعين الذين يشعرون بالبرود بسبب غياب الانتدابات الثقيلة، ورأي إدارة النادي التي ترفض التسليم بأنها لا تمتلك المؤهلات اللازمة لمواصلة نغمة التتويجات خلال هذا الموسم.
وذكرت الصحيفة أن هناك حالة من الانزعاج والقلق في غرفة تبديل الملابس، في ظل حالة التشاؤم في صفوف الجماهير منذ خروج كريستيانو رونالدو وزين الدين زيدان. فعلى الرغم من وجود لاعبين موهوبين صاعدين، إلا أن نسخة هذا الموسم من ريال مدريد لا تثير حماس المشجعين، وخير دليل على ذلك عدد الحضور الذي لم يتجاوز نصف طاقة استيعاب ملعب البيرنابيو خلال الجولة الأولى ضد خيتافي.
وأكدت الصحيفة أن هذا الحضور الضعيف للجماهير يثير قلق إدارة النادي واللاعبين، رغم إيمانهم بقدرتهم على المنافسة على الألقاب وإنجاح مشروع المدرب الجديد جولين لوبيتيغي، الذي تمكن من إحاطة نفسه بمجموعة من المساعدين الأوفياء العازمين على حصد الألقاب في هذا الموسم.
اقرأ أيضا: ريال مدريد يستعد للتخلص من 8 لاعبين
وأوردت الصحيفة أن لوبيتيغي يعرف أغلب لاعبي الفريق منذ أن كان على رأس المنتخب الوطني، حيث كان يشرف على تدريب سيرخيو راموس، وناتشو، وكارفاخال، وأودريوزولا، وإيسكو، وماركو أسينسيو، ولوكاس فاسكيز وفاييخو، وهذا يعني أن تغيير المدرب لن يخل بتوازن الفريق. ويحتاج المدرب خلال هذا الموسم للتواصل جيدا مع غاريث بيل، وبث الحماس في بقية النجوم الأجانب، مثل مارسيلو وبنزيما وكروس ومودريتش، الذين أكدوا أنهم لا يزالون يرغبون في حصد الألقاب.
ونقلت الصحيفة عن مصدر من داخل الفريق قوله إن "أجواء التشاؤم التي تسود المشجعين في الخارج لا علاقة لها بآمال وطموحات اللاعبين، الذين نشاهدهم يجتهدون في التمارين كل يوم، وسئموا من سماع أن تشكيلة هذا الموسم ضعيفة ولن تحقق النجاح".
وأكدت الصحيفة أن ماركو أسينسيو هو واحد من أكثر اللاعبين انزعاجا من هذا التشاؤم، خاصة أنه كان من المستفيدين من رحيل كريستيانو رونالدو، وبات المجال الآن مفتوحا أمامه للعب بشكل أساسي. كما يؤمن هذا اللاعب باللعب الجماعي، وقدرة فريقه على تقديم عروض جيدة تشد المشاهدين. أما إيسكو، الذي يعرف عن المدرب لوبيتيغي ميله للاعتماد عليه حتى في المنتخب، قد أظهر هو أيضا تفاجؤه من غياب الحماس ونسب المشاهدة المعتادة لفريق ريال مدريد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الموسم لا يزال في بدايته، وأمام اللاعبين متسع من الوقت لإثبات قدرتهم على مواصلة المشوار من دون المدرب زيدان والهداف البرتغالي رونالدو، ومن دون انتدابات من الوزن الثقيل، التي كان الكثيرون ينادون بها لتعزيز خط الهجوم ووسط الميدان. وفي الواقع، هناك لاعبون متشوقون لاقتناص الفرص وافتكاك أماكنهم الأساسية، مثل ناتشو، وسيبايوس، وبورخا مايورال، الذين يسعون لإثبات خطأ كل الأصوات التي نادت بانتداب تياغو ورودريغو مورينو.
وأوضحت الصحيفة أن لوبيتيغي يسعى لملء الفراغ الذي خلفه زيدان، الذي كان يتمتع بكاريزما وشخصية قيادية. والآن، يسعى المدرب الجديد لتجاوز مخلفات الإقالة المفاجئة التي تعرض لها قبيل انطلاق مشاركة إسبانيا في كأس العالم. أما ماركو أسينسيو فهو من اللاعبين القلائل الذين تحدثوا في العلن عن تلك الإقالة، معتبرين أنها كانت قرارا خاطئا، ولكن هناك آخرون يشاطرونه نفس الرأي في الخفاء، مثل سيرخيو راموس وإيسكو.
وأفادت الصحيفة بأن لوبيتيغي يسعى في البداية إلى عزل الفريق عن حالة التشكيك التي تسود الإعلام والمشجعين، ولهذا السبب أغلق المدرب حسابه على تويتر للابتعاد عن غوغاء شبكات التواصل الاجتماعي. وفي الحقيقة، يواجه المدرب لوبيتيغي مهمة صعبة، بسبب الضغوط الخارجية المسلطة على الفريق، في انتظار أن يحقق الانتصارات ويقدم مردودا مقنعا، ولكن الشيء المؤكد حاليا هو أنه يمتلك مجموعة من اللاعبين الواثقين، والعازمين على تفنيد كل الادعاءات القائلة بأنهم يفتقرون لروح الفوز.
وتوقعت الصحيفة أن يكون الهدف الأساسي الذي يسعى ريال مدريد لتحقيقه خلال الموسم الجديد، هو استعادة مكانته في الليغا وتحقيق نتائج منتظمة، بعد أن أنهى الموسم الماضي باحتلال المركز الثالث في الدوري، على بعد 17 نقطة عن غريمه برشلونة، لذلك يعمل المدرب حاليا على تحسين التركيز الدفاعي.
وفي الختام، اعتبرت الصحيفة أن مهمة اللاعبين، الذين أكدوا أنهم يتمتعون بالحماس والطموح في بداية الموسم، ستكون تقديم لعب فرجوي وتوظيف مهارات لاعبي الفريق، من أجل شد الجماهير واستعادة معدلات الحضور التي تليق بالفريق الملكي.