في إطار تجهيزات
النظام السوري لمعركة
إدلب المتوقعة، وبعد سيطرة قواته على مناطق الجنوب، جنّد النظام
50 ألفا من الشباب في هذه المناطق، ما يثير التكهنات حول مهمتهم القادمة وأين
سيخدمون.
وقال المرصد السوري
لحقوق الإنسان إن النظام السوري جند في الأشهر الخمسة الماضية، 50 ألف شاب ضمن
قواته المقاتلة، بداعي "التخلف عن الخدمة"، أو عبر المصالحات والتسويات
الأخيرة خصوصا في الجنوب السوري.
وأشار إلى أن عمليات
التجنيد بدأت في نيسان/ أبريل الماضي من محافظتي درعا والقنيطرة، ومن جنوب دمشق
وبلدات غوطة دمشق الشرقية وريف دمشق الجنوبي والقلمون الشرقي وسهل الزبداني ومضايا
ووادي بردى وريف دمشق الغربي ومنطقة التل في ريف العاصمة دمشق.
المحلل الاستراتيجي
العميد أحمد رحال أوضح لـ"
عربي21" أن المجندين الجدد لا يمكلون أمرهم
بمجرد دخولهم صفوف القوات النظام، ويمكنه أن يضعهم في أي مواجهة يريد، سواء مع
تنظيم الدولة أو المعارضة في إدلب، ولا يملك أي منهم الاعتراض.
وعن العقيدة القتالية
للمجندين الجدد فإنها ستكون مثار شكوك بالنسبة للنظام، ولن يفرز أي منهم في أماكن تحتاج
إلى مصداقية عالية في الجنود، خصوصا أن بعضهم أجبر إجبارا على الخدمة العسكرية.
ولفت رحال إلى أن
بعضهم سيكون مصدر تخوف للنظام.
أما عن الكفاءة
القتالية، فأوضح رحال أن كفاءتهم القتالية لا تهم النظام كثيرا لأنه لا يعتمد في
معاركه على قدرات الجندي بل يعتمد على الغزارة النارية.
وأشار إلى صعوبات
ستواجه المجندين الجدد في التأقلم مع زملائهم الذين يقاتلون إلى جانب النظام منذ
سنوات، وأن المؤسسة العسكرية السورية لن يكون فيها نسيج متماسك كالمجتمع المدني
تماما.
وفي إطار التسخين
الإعلامي حول معركة إدلب، حذر الغرب النظام السوري من تكرير سيناريو الغوطة
الشرقية في إدلب، مهددا بمعاقبة النظام إذا ما استخدم السلاح الكيماوي في معركة
إدلب المرتقبة.
من جانبها قالت روسيا
إن الغرب يجهز لعمليات قصف كيماوي مفبركة تقوم بها القوات المعارضة لإيجاد ذريعة
لضربات عسكرية جديدة ضد نظام الأسد.
المحلل السياسي
الروسي، أندريه أونتيكوف، أشار إلى أنه من الطبيعي أن يكون المجندون الجدد أصحاب
إرادة غير قوية، لكنه واجبهم الوطني، بحسب تعبيره.
وقال
لـ"
عربي21" إن الأوضاع الآن في
سوريا أكثر أمانا، وإن أغلب
هؤلاء سيخدم في المناطق التي انتزع النظام السيطرة عليها وربما لن يشاركوا في أي
أعمال قتالية.
وعن احتمالية مشاركتهم
في معركة إدلب، أوضح أونتيكوف أن معركة إدلب تحتاج إلى مقاتلين ذوي كفاءة، خصوصا
في مواجهة مقاتلي هيئة
تحرير الشام الذي يملكون خبرات قتالية.
ورغم عدم إعلان انطلاق
المعارك في إدلب، إلا أن النظام قال إنه وحداته العسكرية أوقعت خسائر بين من وصفهم
بـ"صفوف المجموعات الإرهابية المنتشرة في ريفي إدلب وحماة".
وقالت وكالة أنباء
النظام "سانا" إن القوات ضربت المقاتلين في في بلدة الخوين بريف إدلب
الجنوبي والأطراف الشرقية لبلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي، وعلى الأطراف الغربية
لقرية الزكاة في ريف حماة الشمالي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن النظام
مستمر في خرق الهدنة في مناطق بإدلب وحماة واللاذقية وحلب.