قالت مصادر مقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD إن الولايات المتحدة تدعم عملية التفاوض التي يتولاها "مجلس
سوريا
الديمقراطية" التابع لـ"قسد" مع النظام السوري.
ونقلت وسائل إعلام محلية كردية عن مصادر تأكيدها أن أمريكا تريد تأكيد بقائها في سوريا مستقبلا، مهما كان شكل الحل السياسي في هذا البلد، وذلك عبر وجود
عسكري صغير قد يتمثل في بعض القواعد العسكرية وخبراء عسكريين وأمنيين لمتابعة تدريب
"قسد"، والقوات الأمنية في منطقة شرق الفرات.
من جانب آخر، أكدت المصادر أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تنسحب من
سوريا بمجرد القضاء على تنظيم الدولة، لأن التهديدات الإيرانية للمصالح الأمريكية أكثر
خطورة من تهديدات التنظيم، وهذا يستوجب البقاء للتصدي لهذا الوجود وتحجيمه قدر الإمكان عبر قطع التواصل البري بين إيران وسوريا.
وحول المقترح الأمريكي الذي ينص على فرض
حظر جوي وبري على المناطق الخاضعة
لسيطرة PYD شمال سوريا،
اعتبرت المصادر أن "الحظر يؤكد حماية هذه المناطق ضد جميع التهديدات ومحاولات
التدخل والسيطرة عليها إقليميا أو داخليا بالدرجة الأولى".
وكانت أنباء ترددت حول اعتزام الإدارة الأمريكية فرض حظر جوي وبري في
المناطق التي يسيطر عليها PYD شمال شرق سوريا.
ولم يؤكد القيادي البارز في الإدارة الكردية آلدار خليل، هذه الأنباء،
مكتفيا في حديثه لـ"
عربي21" بالقول إن "المقترح الذي يشير إلى حظر جوي وبري شمال سوريا، هو مقترح
خاص بالأمريكيين، ولا معلومات لدينا مؤكدة
عن وجوده".
مصدر كردي، رأى أن الغاية من المقترح الأمريكي، زيادة الضغط على النظام
للنزول عند مطالب
الأكراد الذين يتفاوضون معه.
وقال لـ"
عربي21"طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن "واشنطن
تسعى إلى ترتيب المنطقة والدفع بالنظام إلى التنازل للأكراد".
ولفت إلى فشل الجولات السابقة من المفاوضات التي يتولاها "مجلس
سوريا الديمقراطية" مع النظام، وقال إن "المفاوضات كانت بدفع أمريكي وهذا
ما أكده أكثر من مصدر مقرب من الإدارة الذاتية، وحين فشلها بفعل تعنت النظام، بدأت التسريبات
عن مقترح أمريكي بفرض منطقة حظر جوي وبري، للضغط على النظام".
من جانبه اعتبر المتحدث الرسمي باسم "المجلس الأعلى للعشائر والقبائل
السورية" مضر حماد الأسعد، أن الغاية من المقترح الأمريكي منع عودة تنظيم الدولة.
وفي حديثه لـ"
عربي21"، رأى أن الولايات المتحدة تتذرع بمنع
التنظيم والنظام من الوصول إلى هذه المناطق، للحفاظ على وجودها في هذه المنطقة.
ولفت حماد الأسعد إلى أن النظام موجود ضمن مناطق سيطرة الأكراد وله
الكلمة العليا فيها، عسكريا وأمنيا ومدنيا واقتصاديا.
وبناء على ذلك، أعتبر أن المقصود بالمقترح الأمريكي تركيا، وقال إن
المقترح جاء بعيد الأزمة التركية- الأمريكية الأخيرة، وهذا يؤكد أن واشنطن تسعى إلى
منع اجتياح هذه المناطق من قبل الجيش التركي الذي هدد مرارا بالقيام بذلك.