هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أدى مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، فجر الثلاثاء، صلاة عيد الأضحى المبارك في مختلف المدن والمحافظات والمناطق الفلسطينية المحتلة.
وفي مدينة القدس المحتلة التي ازدحمت بقوات الاحتلال الإسرائيلي على مداخل المدينة، وصل عشرات الآلاف من المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة عيد الأضحى، وفق ما أفاد به الباحث والناشط المقدسي عبد الكريم أبو سنينة الذي حضر صلاة العيد بالمسجد الأقصى.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "أجواء العيد مع كل ما تعانيه القدس المحتلة والمسجد الأقصى من إجراءات الاحتلال الظالمة، تبقى جميلة، لكنها لا تخلو من منغصات سلطات الاحتلال"، مقدرا عدد المصلين في الأقصى بنحو 100 ألف.
ولفت أبو سنينة إلى أنه في السنوات الماضية، "كانت الكثير من المؤسسات المجتمعية والخيرية العاملة بالقدس، تقدم الهدايا للأطفال القادمين للصلاة في الأقصى ما كان يساهم في إسعادهم، لكن بعدما قامت سلطات الاحتلال بإغلاق تلك المؤسسات، حرمت الأطفال من الفرحة في العيد".
وفي قطاع غزة المحاصر منذ 13 عاما، توافد مئات الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء على عشرات الساحات الخارجية التي خصصت لصلاة العيد، وسط صيحات تكبير العيد.
ووفق متابعة مراسل "عربي21"، تناول العديد من الخطباء، فضائل عيد الأضحى وزيارة الأرحام وأحكام الأضحية وشروط صحتها، في حين شدد خطيب آخر في محافظة خانيونس جنوب القطاع، على أهمية البذل والعطاء في هذا العيد رغم الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.
وعقب الانتهاء من صلاة وخطبة العيد، تبادل المصلون التهاني بمناسبة العيد، وبدأ آلاف الفلسطينيين في مختلف مدن قطاع غزة ممن تيسر لهم توفير الأضاحي بذبح أضاحيهم، وسط تجمع المواطنين وخاصة الأطفال الذين بدت عليهم علامات السرور والفرح.
وحول واقع سوق الأضاحي في القطاع، أفاد مدير عام التسويق والمعابر، في وزارة الزراعة بغزة، تحسين السقا، بأنه "تم إدخال 10 آلاف رأس من العجول والأبقار إضافة لوجود 25 ألف رأس من الماعز والأغنام المحلية".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "الإقبال على شراء الأضاحي من المواطنين ضعيف جدا، ولكن خلال اليومين الماضيين، شهدت أسواق الأضاحي ضغطا كبيرا من الجمعيات والمؤسسات الخيرية، التي قامت بشراء كميات جيدة من الأغنام والعجول".
ونوه السقا إلى أن "هذه الجمعيات تساهم في توفير لحوم الأضاحي لكثير من العائلات الفلسطينية التي تعاني ظروفا صعبة للغاية، نظرا لتقليص رواتب الموظفين في قطاع غزة وعدم الانتظام في دفعها"، مضيفا أن "معظم الموظفين لم يتمكنوا من شراء أضاحيهم لهذا العام، خاصة أن العيد تزامن تقريبا مع موسم المدارس والزيتون".
وأكد مدير عام التسويق أن "القدرة الشرائية لدى المواطنين في قطاع غزة ضعيفة جدا، لكن الجمعيات تعتمد على ما يصلها من تبرعات وهبات خارجية".
وحول نسبة بيع الأضاحي من المتوفرة، توقع السقا أن يتم نفاد شبه كامل لكمية العجول، وقال: "نتوقع ذبح 10 آلاف رأس من العجول والأبقار، وما يقارب الـ20 ألف رأس من الأغنام".
وفي مشهد يجسد الترابط والتكافل المجتمعي، تبدأ العائلات الفلسطينية فور الانتهاء من ذبح الأضاحي، بزيارة والأقارب وتفقد أسر الأسرى والشهداء، وتوزيع ما تيسر من لحوم أضاحيهم.