نشرت
صحيفة "تسايت" الألمانية حوارا مع الباحث في الشأن السياسي، دانييل
رايشه، حول تأثير أثرياء
الخليج على
كرة القدم العالمية. ووفقا لرايشه، أسال تهافت
رجال الأعمال الأمريكيين والروس والصينيين على شراء الأندية العالمية فتح الأبواب على أثرياء
الخليج لشراء الأندية الكبرى.
وقالت
الصحيفة في حوارها الذي ترجمته "
عربي21"، إن رايشه يرى أن "إقبال المستثمرين
الأمريكيين والصينيين والروس على شراء الأندية العالمية فتح الأبواب أمام
الدول الاستبدادية، التي ترغب في تحقيق مكاسب من خلال امتلاكها للأندية الكروية،
لاقتحام مجال كرة القدم".
وردا على
سؤال الصحيفة حول السبب الذي دفع دولا لا تحترم حقوق الإنسان، على غرار قطر
والإمارات العربية المتحدة، لشراء أندية كبرى مثل مانشستر سيتي وباريس
سان جيرمان،
أجاب الخبير في الشأن السياسي أن "النجم نيمار ما كان لينتقل إلى نادي باريس
سان جرمان لولا الحصار القطري. في ذلك الوقت، خلق القطريون الجدل من خلال تعاقد
النادي الباريسي مع المهاجم البرازيلي نيمار في صفقة مدوية. وتجدر
الإشارة إلى أن الأموال التي تصرفها قطر في مجال كرة القدم
تعد بمثابة استثمار في الأمن القومي القطري".
وحول
موقفه بشأن التداخل بين السياسة والرياضية، أفاد رايشه بأن "أندية مثل
مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان تستفيد من مالكيها الخليجيين، الذين يقومون ببناء
أكاديميات شبان من الطراز الرفيع ويوفرون بنية تحتية مميزة. علاوة على ذلك، يقرب
الاستثمار الرياضي دولة مثل قطر من الغرب".
وفي
السياق ذاته، تابع الخبير السياسي أن "قطر تسعى للظهور في ثوب الدولة
المنفتحة أمام الغرب، لذلك بادرت بوضع نظام تعليمي قوي، فضلاً عن منح المرأة المزيد
من الحقوق، على غرار حق العمل وممارسة الرياضة. وبهذه الطريقة، ستجد الدوحة طريقها
للانفتاح على بقية الثقافات".
وللإجابة
على سؤال الصحفي حول مدى تدخل حكام الخليج في سير عمل الأندية العالمية، أورد
الباحث في الشأن السياسي رايشه أن "حكام الخليج يضعون نصب أعينهم احتلال موقع ريادي في
كرة القدم العالمية. أما فيما يتعلق بتسيير شؤون النادي، فيقومون بتحديد استراتيجية
الاتصالات".
وبشـأن
موقف أنصار نادي مانشستر سيتي من سياسات مالكي ناديهم، أورد رايشه أن
"أنصار السيتيزينس لا يهتمون بالهيئة المديرة لناديهم فحسب، بل يبدون
أيضا اهتماما بالتأثير الاجتماعي والسياسي لناديهم. ولا يقتصر هذا على الأندية
التي يملكها أشخاص ينحدرون من دول استبدادية فقط".
وحيال
تنافس شركات الطيران الخليجية، على غرار طيران الإمارات والخطوط القطرية على عقود
الرعاية مع الأندية الكبرى على شاكلة أرسنال وإيه سي ميلان، أجاب الخبير في
الشأن السياسي رايشه أن "شركات الطيران الخليجية تنفق أموالا طائلة بشكل
أكثر من المعتاد. من جهته، لا يحظى نادي بايرن ميونيخ بدعم الخطوط القطرية فحسب،
بل أجرى النادي البافاري معسكره التدريبي في الدوحة".
وفي
الختام، قال الباحث في الشأن السياسي رايشه إن "القول بالفصل بين السياسة
والرياضة مجرد مغالطة خاصة وأن كل الأنشطة، التي تقوم بها أندية كرة القدم، تتميز
بطابعها السياسي. لذلك، يجب على الأندية العالمية أن تتخذ موقفا حاسما من التداخل
بين الرياضة والسياسة وأن تعالج مشاكلها المتعلقة بالتسيير