هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن محاولة حركة حماس في اختراق هواتف مستوطنين إسرائيليين في غلاف غزة، عبر تطبيق اختراق يشبه تطبيق صافرات الإنذار الإسرائيلي.
وأثارت وسائل الإعلام الإسرائيلي مسألة خوض حركة حماس لأكثر من معركة في آن واحد، في ظل محاولتها اختراق الهواتف في وقت التصعيد الإسرائيلي الأخيرة على غزة، وإطلاقها صواريخ للمستوطنات.
وسارعت شركة Clearsky للأمن الإلكتروني إلى الكشف مبكرا عن
مخطط حركة حماس في هذه المعركة، في حين تكتمت إسرائيل عن الإدلاء بأي تفاصيل حول أعداد
الهواتف التي تم اختراقها من قبل الحركة.
اقرأ أيضا: معاريف: حماس حاولت اختراق هواتف إسرائيليين.. كيف؟
لم تكن هذه الحادثة هي الأولى في دخول حركة حماس في
حروب السايبر مع دولة الاحتلال، فقد استطاعت الحركة باختراق هواتف لجنود إسرائيليين عبر تطبيقات المحادثة والشات،
من خلال حسابات وهمية لفتيات جميلات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى إثر هذه الحادثة، دعا الجيش الإسرائيلي لفتح
حوار جاد مع جنوده للتوعية بطرق التجسس الحديثة لحركة حماس، والتي تتعلق بتطبيقات
مشاهدة كأس العالم ووسائل التواصل الاجتماعي.
تفوق "حماس"
وفي هذا الإطار، أكد الخبير في شؤون الأمن القومي
إبراهيم حبيب، أن "حركة حماس استطاعت في وقت قصير أن تفرض نفسها بقوة في مجال
حروب السايبر مع الجيش الإسرائيلي، وهذا نابع من امتلاك كتائب القسام لوحدات
متخصصة في صفوفها تقوم بتطوير ما يلزم من برامج اختراق على الهواتف أو الحواسيب
للتجسس على المجتمع أو الجيش الإسرائيلي وهي حالة مشابهة لما يقوم به الجيش
الإسرائيلي من اختراق أنظمة الاتصالات والتواصل التابعة لحماس".
وأضاف حبيب في حديث لـ"عربي21" أن
"هذا المجال من حروب الأدمغة لم يعد حكرا على دول كإسرائيل التي تعد رائدة
دول العالم في هذا المجال، نظرا لأن مجال هذا العلم هو مدني بالأساس ولكن يتم
توظيفه عسكريا في حالة الصراع أو الحروب بين الدول".
وتابع: "استطاعت حماس من خلال وجود تخصصات
جامعية وتقنية في غزة وفي الخارج أن توظف العديد من أبنائها في هذا المجال، وقد
نجحوا في اختراق المجتمع الإسرائيلي أكثر من مرة سواء عبر إرسال تسجيلات صوتية
لهواتف شخصية، أو اختراق منظومة البث التلفزيوني لنشر مواد مصورة تحاكي وتخاطب
المجتمع الإسرائيلي لمغادرة أراضيهم والعودة من حيث أتوا، أو من خلال اختراق
بيانات شخصية لجنود ومستوطنين عبر تطبيقات مخصصة لذلك".
وبدأت المحاولات الأولى لحركة حماس في حروب الأدمغة
منذ الحرب الإسرائيلية على غزة صيف 2014، عندما تمكنت كتائب القسام للمرة الأولى
من اختراق منظومة الاتصالات اللاسلكية التابعة للجيش الإسرائيلي، والتجسس على
التعليمات التي كانت تصدرها القيادة للجنود في الميدان.
معركة مفتوحة
من جانبه، أكد الخبير الأمني إسلام شهوان، أن
"حركة حماس تدرك أن المعركة مع إسرائيل ليست مقتصرة على المواجهة العسكرية
فحسب، بل هي معركة مفتوحة والعنصر الأبرز في هذه المعركة هو حرب الإلكترونيات،
لذلك تسعى حماس إلى تطوير قدراتها في هذا المجال، ورغم ذلك سجلت حماس الكثير من
نقاط التفوق على المنظومة الأمنية للجيش الإسرائيلي باختراقها لهواتف وشبكات اتصال
لجنود وضباط إسرائيليين واختراق حسابات لمواقع وشركات إسرائيلية".
وأضاف شهوان في حديث لـ"عربي21" أن
"المواجهة الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل كشفت عن قدرة المقاومة
على ضرب أهدافها بدقة كبيرة، لذلك تستطيع حماس أن توظف حرب الأدمغة سواء باختراق
هواتف الجنود أو المستوطنين، لأجل تحديد نقاط تجمعهم وإلحاق أكبر قدر من الأذى
سواء بالخسائر البشرية والمادية".
وتابع شهوان قائلا إن "إسرائيل تدرك أن تطور
حماس والفصائل المسلحة في حروب السايبر سيشكل خطرا على أمنها القومي، لذلك فهي
تسعى إلى تصفية كل من يثبت تورطه في مساعدة حماس في هذا المجال عبر اغتياله كما
جرى مع العالمين محمد الزواري وفادي البطش".
وختم شهوان حديثه بالقول إنه "لا يمكن إنكار
الجهود التي تبذلها دول كإيران وحزب الله في دعم وتطوير قدرات حماس في هذا النوع
من الحروب، نظرا لما تمتلكه إيران من خبرات وقدرات لوجستية في هذا المجال".