هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تخطت أزمة شركة "الخطوط الملكية المغربية" أسبوعها الثالث، مسجلة فشل محاولات الحل، وتشبث كل طرف بمواقفه، زاد من عمقها التغطية الإعلامية التي توفرها الصحافة الغربية، حيث "دولت" مشكلا بين أطراف مغربية.
ومنذ 20 يوليو/ تموز الماضي تعيش الشركة على وقع إضراب عام دعت له الجمعية المغربية للربابنة، لتنطلق أزمة على مستوى الرحلات من مطارات المغرب والخارج عبر إلغاء وتأجيل الرحلات الجوية.
أزمة وربابنة جدد
وأعلنت "الخطوط الملكية المغربية"، إلغاء عدد من رحلاتها الجوية السبت 11 أغسطس/ آب، كما أعلنت تأجيل عدد آخر من الرحلات، تماما كما فعلت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وألغت الجمعة 10 أغسطس/ آب الجاري أربع رحلات، مشيرة إلى تمكين مسافريها من تأجيل تاريخ رحلاتهم، دون أي تكلفة إضافية، أو الحصول على استرداد التذكرة في حالة إلغاء رحلاتهم. بسبب الإضراب الذي أعلنه أغلب ربابنة الشركة منذ 20 تموز/ يوليو الماضي.
فشل جولات الحوار، وتشبث جمعية الربابنة التي تقود الإضراب بمطالبها دفع الشركة إلى البحث عن حلول لتعويض النقص الحاصل في الربابنة، الذي كلفها خسائر مالية فادحة بعد إلغاء عشرات الرحلات.
وأطلقت الخطوط المغربية مباراة لانتقاء ربابنة جدد وأعلنت "لارام"، الخميس 9 أغسطس/ آب الجاري، عن فتح باب الترشح للطلبة الحاصلين على باكالوريا علمية، من أجل توظيف 16 ربانا جديدا.
واعتبر الشركة في إعلانها أن خطوة توظيف 16 ربانا جديدا تأني في إطار مخططها التطويري، الذي ينص على فتح مدرسة تعليم الطيران.
اقرأ أيضا: بسبب احتجاج الربابنة.. 14 رحلة جوية ألغيت بمطار الدار البيضاء
وتعرضت الشركة، المملوكة كليا للدولة، لخسائر مالية كبيرة، بسبب الإضراب الذي يخوضه ربابنتها، الذين يطالبون بزيادة رواتبهم والاحتفاظ بحق رفض العمل في الساعات الإضافية، إضافة إلى إعادة فتح مدرسة تعليم الطيران.
ورغم تجاوز ثلاثة أسابيع من الإضراب، وانتشار صورة سلبية إضافية عن المغرب دوليا، فإن السلطات الرسمية لم تبد أي تجاوب مع الأزمة التي تتخبط فيها "لارام"، حيث اكتفى الناطق الرسمي باسم الحكومة بالقول إن هذا الأمر متروك للشركة ومؤسساتها التدبيرية.
تدويل الأزمة
انتقلت أزمة الشركة إلى مستوى "دولي"، خاصة وأن أكبر المتضررين منها الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين تحولت معاناتهم مع شركة بلادهم للطيران إلى حديث للصحافة العالمية.
ونقلت RTL الفرونكوفونية مشاهد لمتابعيها انتظار المغاربة لساعات طويلة في مطار بروكسيل، ونشرت تصريحات أظهرت سيطرة الغضب على المواطنين من الأصول المغربية على خدمات الشركة.
ووصفت مغربية الشركة بالقول "إنها انتهت"، في حين قال مواطن مغربي آخر إن الشركة انحدرت إلى أدنى مستويات قلة الاحترام ودون اعتبار لحقوق الإنسان، قائلا: "نحن مجرد أرقام بالنسبة للمغرب".
ووصف مواطن مغربي آخر ما تعرض له بأنه غير إنساني خاصة أنه بقي وعائلته في مطار بروكسيل لمدة طويلة دون مستلزماتهم الأساسية وخاصة حليب الأطفال.
من جهتها اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أنه في الأيام الأخيرة، ظل الركاب عالقين في مطارات دولية، بما في ذلك العائلات التي لديها أطفال، مشيرة إلى أن البعض انتظر أزيد من 48 ساعة في بروكسل، وآخرون أكثر من 35 ساعة في أمستردام.
وسجلت في تقرير نشرته الأسبوع الماضي، أن عطلة نهاية الأسبوع الأول لشهر أغسطس، كانت شديدة الفوضى، حيث تم إلغاء 30 رحلة بين السبت والاثنين.
وتوظف الشركة 520 طيارا، بينما لا تزال هناك 86 وظيفة شاغرة، وسبق للشركة أن مرت بأزمة عصيبة في 2011 ، قبل أن تعمل على تجاوزها بتوظيف 3200 موظف سنة 2012 ، وأطلقت بعدها خطة لتطوير رحلاتها نحو القارة الإفريقية مع ما مجموعه 90 وجهة في العالم.