هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" في تقرير أعده مراسلها في الأمم المتحدة كولام لينتش، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستجمد الملايين من المساعدات المقدمة للفلسطينيين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن البيت الأبيض سيقوم بتعليق 200 مليون دولار من المساعدات للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، بشكل يقطع شريان حياة مهما في ظل التوتر السياسي والأمني في المنطقة؛ أملا في إجبارهم على القبول بالخطة الأمريكية للحل.
ويقول لينتش إن المبلغ يمثل كل الدعم الإنساني الذي تقدمه الولايات المتحدة مباشرة للفلسطينيين، حيث تساهم واشنطن في ميزانية وكالة الأونروا، التي تشرف على برامج تشغيل وتدريب وتعليم اللاجئين الفلسطينيين، وقطعت عنها جزءا من المساعدة، وليست لديها خطط لتقديم المزيد.
وتلفت المجلة إلى أن هذا القرار يأتي متزامنا مع تخفيض المساعدات عن الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الأخرى، مشيرة إلى أن العاملين الفلسطينيين سيطروا على مقر الأونروا في غزة، بعد إعلانها عن تقليل عدد العاملين فيها.
ويفيد التقرير بأن جارد كوشنر ووزير الخارجية مايك بومبيو قرارا قطع المساعدات عن الفلسطينيين، في لقاء عقد على مستوى عال، في بداية هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن الكونغرس خصص 230 مليون دولار للمساعدات الاقتصادية؛ لدعم منظمات الإغاثة في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، لكن المسؤولين قالوا إنهم سيطلبون من الكونغرس تعليق المعونة، وذلك بحسب مصادر دبلوماسية فضلت عدم الكشف عن هويتها.
وينقل الكاتب عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية، قوله: "ليس لدينا ما نقوله في الوقت الحالي"، فيما حذر متحدث باسم مجلس الأمن القومي، قائلا: "لا قرار اتخذ بعد".
وتبين المجلة أن خفض المساعدات سيؤثر على عدد من البرامج التي تديرها منظمات غير حكومية وجمعيات خيرية في الضفة الغربية وغزة، بما فيها منظمة "كير" و"كاثوليك رليف سيرفيسز" و"إنترناشونال ميديكال كوربس" و"ميرسي كوربس"، التي تقدم الطعام والمعدات الطبية والخدمات، لافتة إلى أنه من المحتمل أن تقضي هذه الجماعات على برامج وكالة التنمية الدولية "يو أس إي إيد".
ويورد التقرير نقلا عن المصادر، قولها إن الإدارة ستواصل تمويل شبكة من ست مستشفيات في القدس الشرقية، التي تحصل على 25 مليون دولار من المساعدة السنوية الأمريكية.
وينقل لينتش عن مدير بعثة "ميرسي كوربس" في غزة أندي دونيتش، قوله: "إنها مثل عاصفة من التطورات التي تتشكل بحيث تقود إلى أسوأ سيناريو في غزة لم نره منذ عقود"، حيث أبلغت المنظمة 13 من موظفيها عن إنهاء أعمالهم، وأضاف مديرها: "ما يقلقنا هو قدرتنا على الرد".
وتقول المجلة إن بومبيو عارض في البداية قطع المساعدات، ودعا لتحويل الدعم للمنظمات الدولية، لكن كوشنر دفع باتجاه قطع الدعم؛ حتى يقوي موقعه عندما يعلن عن خطته التي ينتظرها الجميع.
ويفيد التقرير بأنه يطلب من الجهاز التنفيذي، وبموجب القانون، إنفاق المال المخصص من الكونغرس للمساعدات، مشيرا إلى أن هناك طريقة للتحايل على القانون من خلال وضعها في "رزمة إنقاذ" لا يجب إنفاقها، وبناء على قوانين الكونغرس فإن لدى المشرعين 45 يوما لدعم طلب الإدارة، وفي هذه الحالة فإن نهاية المدة ستتزامن مع نهاية العام المالي، بحيث لا يمكن إنقاقها.
وينقل الكاتب عن مدير بعثة "يو أس إي إيد" في الضفة الغربية ديف هايدين، قوله: "سيأتي هذا بنتائج عكسية.. سنترك فراغا، ونترك الساحة لحركة حماس والرافضين كلهم".
وتنوه المجلة إلى أن الإدارة الأمريكية قطعت جزءا من المساعدة السنوية للأونروا، التي تقدم العون لخمسة ملايين لاجئ فلسطيني، وفي ذلك الوقت قالت الخارجية إن الإجراءات هي من أجل دفع الوكالة القيام بإصلاحات لم تحددها.
ويستدرك التقرير بأن الرسائل الإلكترونية التي كشفت عنها "فورين بوليسي" الجمعة الماضية، أشارت إلى أن مسؤولي البيت الأبيض كانوا يبحثون عن طرق لتفكيك المؤسسة الدولية، مشيرا إلى أن كوشنر وصف في رسالة إلكترونية الأونروا بـ"الفاسدة والعاجزة ولا تساعد على السلام".
ويؤكد لينتش أن إدارة ترامب تريد من الدول العربية الثرية في الخليج المساهمة في تغطية ميزانية الأونروا.
وتختم "فورين بوليسي" تقريرها بالإشارة إلى قول المتحدث باسم الأونروا كريس غانيس، إن الدول الأخرى أسهمت في ميزانية الوكالة منذ كانون الثاني/ يناير، وبطريقة "غير مسبوقة"، حيث وصلت 200 مليون دولار إلى خزينتها، منها 100 مليون دولار من السعودية والإمارات العربية المتحدة، و38 مليون أخرى تعهدت بها بلجيكا وقبرص والدنمارك والفاتيكان وإيرلندا ومالطا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، إلا أن الأونروا لا تزال بحاجة إلى 217 مليون دولار.