هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي تتسارع فيه مباحثات التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل برعاية مصرية وأممية، خرجت مواقف إسرائيلية رسمية وتحليلية متشائمة إزاء فرص نجاحها مع تباعد المواقف مع "حماس".
وفي هذا الصدد قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد أردان إن "إسرائيل وحماس ليستا قريبتين من تهدئة في غزة، ولا أرى حلا قريبا في الأفق للوضع القائم في الجبهة الجنوبية، فالوضع الطبيعي اتسم بالهدوء منذ انتهاء حرب غزة الأخيرة في 2014، فقط في الشهور الأخيرة أخذ الوضع يسخن رويدا رويدا، وجاء السبب في ذلك لفشل المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وأبو مازن لا يدفع رواتب الموظفين، وفي حين أن الفلسطينيين لا يستطيعون مهاجمة السلطة أو معبر رفح، فهم يوجهون غضبهم نحو إسرائيل".
وأضاف في مقابلة مع صحيفة معاريف ترجمتها "عربي21" أن "المحدد الأساسي لأي إعادة إعمار لغزة هو ألا يكون مرتبطا بإعادة تقوية حماس عسكريا، سواء شبكة الأنفاق أو القوة الجوية والبحرية، ودون حديث عن أسرى الجيش في غزة، فلا يتحدث أحد عن إعمار غزة".
اقرأ اأيضا: هذا هو هدف إسرائيل الأهم من التهدئة المتوقعة مع حماس
وختم بالقول إنه "إن لم يحصل ذلك، فإننا سنصل إلى وضع أكثر سوءا مع حماس، كما هو الوضع الجاري اليوم في لبنان، سنصل إلى المعركة القادمة معها في وضع سيئ جدا".
من جهتها قالت وزيرة القضاء، آيليت شاكيد، إنه "لا معنى لأي تسوية مع حماس طالما أن قطاع غزة لم ينزع سلاحه، أو يعاد الأسرى الإسرائيليون، وأنا لا أثق بقرب تلك التسوية مع الحركة، لأنه لا مصلحة لإسرائيل بأن تتوصل لتسوية مع حماس في حين تواصل الأخيرة التقوّي العسكري".
واعتبرت في حوار مع صحيفة معاريف ترجمته "عربي21" أن "إعادة الأسرى وجثامينهم شرط أساسي لابد منه، وهناك شروط أخرى تتمثل في نزع السلاح الموجود في قطاع غزة بصورة كاملة، وأنا لا أرى حماس موافقة على هذا الشرط، ولذلك فلن تكون هناك مصلحة لإسرائيل في الموافقة على أي صيغة للتهدئة والهدوء، فيما حماس تستمر في حيازة مقدرات عسكرية".
اقرأ أيضا: توقعات بالتوصل لاتفاق تهدئة بين حماس والاحتلال هذه تفاصيله
أما الجنرال ألون أفيتار فقال إن "حماس تحوز بين يديها مفتاح الاستقرار في غزة، لأنه منذ سيطرتها على غزة في 2007 فإن إسرائيل تجري معها مفاوضات غير مباشرة، وربما تكون هناك مؤشرات إيجابية على قرب إعلان التهدئة في ظل الاجتماعات المتلاحقة للكابينت الإسرائيلي المصغر، فيما تواصل حماس اجتماعاتها القيادية رفيعة المستوى".
وأضاف في لقاء مع صحيفة معاريف ترجمته "عربي21": "يبدو أننا عالقون منذ عدة أشهر في وضع بين بين، فلا نحن في حرب ولا هدوء، وإنما حالة استنزاف، ما يجعل حماس تمسك بمفاتيح الاستقرار في غزة، ومسألة التوصل لاتفاق تهدئة منوط بتحقيقه لمصالح كل الأطراف".
وأوضح أن "حماس معنية بتحقيق إنجازات، وهي تدرك أن لديها أدوات ضغط تتسبب بأضرار لإسرائيل مادية ومعنوية، مع أن المرحلة الأولى من الاتفاق قد لا تشمل بالضرورة إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس في غزة، وإنما سيتم إرجاء ملفهم للمرحلتين الثانية والثالثة، ما يعني أن إسرائيل تراجعت خطوة للوراء من أجل أن تدفع بالأمور إلى الأمام".
اقرأ أيضا: هنية: اتخذنا جملة من القرارات ووفد حماس سيعود للقاهرة
في ذات السياق، قال الخبير العسكري تال ليف-رام إن "التقديرات الإسرائيلية متفقة على أن إبرام أي تهدئة مع حماس لن يمنع أي تصعيد مستقبلي معها، رغم أن الأخيرة معنية بهذه التهدئة، لكنها في الوقت ذاته مستعدة لمواجهة عسكرية، وبالتالي فإن الوضع القائم حاليا كفيل بأن يتدهور لمواجهة سريعة أكثر من سابقه".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "أي اتفاق تهدئة مع حماس قد لا يصمد فترة طويلة من الزمن، ولن يمنع اندلاع مواجهة عسكرية كبيرة على المدى البعيد، وفي ظل أن حماس معنية بتحقيق إنجاز يحسن الوضع الأمني والإنساني في القطاع، فإن إسرائيل قد تكتفي بإعادة الأمور لما كانت عليه قبل اندلاع مسيرات العودة في آذار الماضي، شرط وقف المسيرات والطائرات الورقية والبالونات الحارقة وتنامي قدرات حماس العسكرية".
وختم بالقول: "في حال أن حماس لا توافق على هذه الشروط الإسرائيلية، فإنها بالتالي ستكون في وضع صعب إن لم تقدم للفلسطينيين في القطاع إنجازا سياسيا واقتصاديا ذا قيمة كبيرة بعد أشهر طويلة من المسيرات والمواجهات، وبالتالي فإننا سنكون في وضع من انسداد الأفق بين الجانبين".