هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يشارك للأسبوع الثاني على التوالي العشرات من موظفي الأونروا في الاعتصام المفتوح داخل المقر الرئيسي للأونروا وسط مدينة غزة؛ احتجاجا على قرار الأخيرة وقف العمل ببرنامج الطوارئ، الذي يقضي بإحالة المئات من الموظفين للتقاعد المبكر، تحت ذريعة الأزمة المالية التي تمر بها الأونروا.
بالتزامن مع ذلك، بدأ عدد من المعتصمين داخل رئاسة الأونروا بخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام، والمبيت على البوابة الخارجية لمقر الأونروا، وهو ما دفع الأمور لتأخذ شكلا تصعيديا في أعقاب قيام الأونروا بقطع المياه والكهرباء عن مقر إقامة المعتصمين؛ لإجبارهم على مغادرة المكان.
البدء بفصل الموظفين
تأتي هذه الخطوات تزامنا مع "بدء الأونروا الإجراءات التنفيذية لتطبيق قرار فصل موظفيها في غزة"، وفقا لما نقلته نائب رئيس اتحاد الموظفين العرب في الأونروا، آمال البطش.
وأضافت البطش أن" 150 موظفا تم استيفاء كافة الإجراءات المتعلقة بفصلهم من قبل الأونروا، بالإضافة لإخطار 500 آخرين لنقلهم للعمل بنظام المياومة حتى نهاية العام، على أن يتم فصلهم بشكل نهائي قبل بداية العام القادم".
وأكدت البطش في حديث لـ"عربي21" أن "الأزمة بين الاتحاد ورئاسة الأونروا ما زالت مستمرة، وقد تشهد خلال الأيام القادمة تصعيدا في حال لم تستجب الأونروا لمطالب الاتحاد بتجميد قرارها بوقف العمل ببرنامج الطوارئ، خصوصا أن العام الدراسي شارف على البداية، وهنالك تسريبات عن اعتزام الأونروا تأجيل افتتاح المدارس لمدة شهر إضافي، وهو ما يهدد مستقبل ربع مليون طالب في غزة من الالتحاق بمقاعد الدراسة في الموعد المقرر لها".
تقضي الإجراءات التي تعتزم الأونروا اتخاذها وفق خطة وقف العمل ببرنامج الطوارئ تسريح ما يزيد على ألف موظف في قطاع غزة يشكل قطاع التعليم والباحثين الاجتماعيين الغالبية العظمى من هؤلاء الموظفين، بالإضافة لتسريح 435 موظفا في برنامج الصحة النفسية، وبرنامج العمل مقابل الغذاء (التشغيل المؤقت) الذي يستفيد منه قرابة 25 ألف خريج جامعي سنويا، وبرنامج المساعدات الغذائية الطارئة (الكبونات) الذي يستفيد منه قرابة مليون مواطن من لاجئ القطاع.
ودخلت الأزمة بين اتحاد الموظفين والأونروا مرحلة خطيرة في أعقاب اتساع رقعة الاحتجاجات، التي دعا إليها اتحاد الموظفين ومنظمات المجتمع المدني والهيئة الوطنية لمسيرات العودة، بالإضافة لدعوة الفصائل الفلسطينية للمشاركة في هذه الاحتجاجات، كما دعت الأطر الصحفية في غزة وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لمقاطعة المؤتمرات الصحفية لمدير مكتب عمليات الأونروا ماتياس شمالي؛ احتجاجا على إجراءاته الأخيرة بحق الموظفين.
فشل جهود الوساطات
وحاولت "عربي21" التواصل مع المتحدثين باسم الأونروا، عدنان أبو حسنة، وسامي مشعشع، للحديث عن آخر التطورات بشأن الاحتجاجات الشعبية والمفاوضات الجارية مع الاتحاد، إلا أنهما رفضا التعليق على هذا الأمر.
من جانبه، كشف رئيس اتحاد موظفي وكالة "الأونروا"، أمير المسحال، عن "جهود تقودها أطراف فلسطينية رسمية ممثلة بالحكومة ودائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير ومؤسسات نقابية مع إدارة الأونروا لإنهاء الأزمة الحالية، لكنها فشلت، ولم تسفر عن أي نتائج ملموسة؛ بسبب إصرار الوكالة على الاستمرار في تقليص خدماتها؛ بحجة الأزمة المالية التي تمر بها".
وأضاف المسحال، في حديث لـ"عربي21"، أن "الأزمة بين الاتحاد والأونروا ستأخذ مسارا تصعيديا في الأيام القادمة، ومن بين الخطوات الاحتجاجية المنوي اتخاذها الدخول في إضراب شامل في كافة مرافق الأونروا؛ لأن استمرار إدارة الأونروا في عدم التجاوب مع الوساطات والاتصالات الرسمية بات يهدد مستقبل 13 ألف موظف من فقدان الأمان الوظيفي لهم".