هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناول خبير إسرائيلي في الشؤون العربية في مقاله على موقع نيوز ون، وترجمته "عربي21"، مسألة غياب العاهل الأردني عن البلاد، والضجة التي أثيرت حول ذلك هناك.
وقال يوني بن مناحيم إن "الغياب الطويل للملك الأردني عبد الله الثاني عن بلاده أثار الكثير من التساؤلات عن سبب هذا الغياب، الذي امتد لأكثر من شهر، منذ لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 26 يونيو الماضي في البيت الأبيض، وطرح كثيرا من الأقاويل والشائعات، خاصة عن مرضه وعلاجه في الخارج".
وأضاف أن "ما دعا الملك لأن يقضي إجازته السنوية طيلة
هذه المدة خارج المملكة يعني أنه واثق في استقرار حكمه ومؤسساته الرسمية، رغم أن
الغياب يتزامن مع ما تشهده المملكة من ظهور بعض قضايا الفساد".
وأوضح
أن "ما زاد النقاش الأردني حول غياب الملك حالة الوضع الأمني والاقتصادي
الخطير في البلاد، والتطورات الإقليمية التي تشهدها سوريا والعراق وقطاع غزة، التي
قد يكون لها تأثيرات مباشرة على الوضع في المملكة، بجانب زيادة المطالبات داخل الأردن
بإجراء تغييرات في بناء السلطة الملكية من الناحية القانونية، سواء تشكيل الحكومة أو
الوزراء المنتخبون أو استقلالية جهاز القضاء".
وأكد
بن مناحيم، وهو ضابط سابق في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "أمان"، أن
"الملك اضطر الصيف الماضي لأن يقطع إجازته السنوية، والعودة للأردن في أعقاب إطلاق
النار داخل السفارة الإسرائيلية في عمان، ومقتل اثنين من مواطنيه".
وأضاف: "لكن الملك اليوم لا يبدو أنه متأثر من حالة الانتقادات الشعبية المتزايدة
غير المسبوقة، ووصف النظام الحاكم بالأبعد عن الديمقراطية، ولذلك واصل إجازته،
وكأن شيئا لم يكن، إلى أن عاد في الأول من أغسطس".
وأشار إلى أن "طول زيارة الملك الخاصة في الخارج أثار إشاعات حول مرضه وعلاجه، دون
خروج مصدر رسمي يؤكد أو ينفي هذه الشائعات، ويبدو أنه كوالده الراحل الحسين بن
طلال، الذي اعتاد على قضاء إجازاته السنوية خارج المملكة، ويعدّ عبد الله من محبي
الدراجات النارية، وفي يوليو 2010 نظم سباقا في شمال كاليفورنيا".
وأضاف
الكاتب أن "الملك الأردني استطاع الحفاظ على حكمه منذ أن اعتلى الملك في 1999،
وتجاوز الثورات العربية التي بدأت في 2011، وشهدت الأشهر الأخيرة على نجاحه في
استيعاب المظاهرات التي عمت المملكة ضد تدهور الوضع الاقتصادي وزيادة الضرائب، واستجاب
الملك لمطالب الاتحادات النقابية والمهنية، وأطاح برئيس الحكومة، وشكل حكومة جديدة".
وختم
بالقول إنه من "الواضح أن الملك الأردني قدر أن الوضع في بلاده ليس خطيرا كما
صورته وسائل الإعلام، ما يضطره لأن يقطع إجازته، في ظل أن أجهزة الأمن الأردنية
تعدّ مخلصة له، وفي حال كانت هناك مخاوف جدية من عدم استقرار البلاد، فإنهم كانوا
سيستدعونه فورا للعودة إلى المملكة".
وأوضح
أن "الملك لديه ثقة كبيرة في مؤسسات الحكم، ولذلك واصل إجازته في الخارج، رغم
الضجة الكبيرة التي أثارتها الصحافة المحلية".