هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناول سياسيون سوريون هجوم تنظيم الدولة على محافظة السويداء جنوب سوريا، وبحثوا دوافعه، رابطين بينه وبين مطالب النظام بقتال الأهالي إلى جانبه.
وأشاروا إلى محاولة النظام السوري الضغط على أهالي المحافظة؛ من أجل دفع مشايخ الطائفة إلى الزج بالشباب المسلح من الدروز للقتال إلى جانب قوات النظام.
وشن تنظيم الدولة هجوما مفاجئا، الأربعاء، على مناطق في محافظة السويداء، ما أدى إلى مقتل نحو 100 شخص مدني، ومسلحين اثنين.
اقرأ أيضا: إعلام النظام: هجوم انتحاري بالسويداء السورية يوقع 100 قتيل
وفي هذا الصدد، أكد عضو الائتلاف الوطني السوري السابق، حسين البسيس، أن هجوم التنظيم على السويداء، وقيامه بتفجيرات، جاء من أجل الضغط على أهالي السويداء؛ لدفع مشايخ الطائفة إلى زج الشباب المسلح من الدروز الذين رفضوا القتال خارج مناطقهم للقتال إلى جانب قوات نظام الأسد والمليشيات الداعمة له.
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن المستفيد الأول على الصعيدين العسكري والسياسي هو نظام الأسد، حيث إنه على الصعيد العسكري يدفع شباب السويداء للمشاركة بالقتال إلى جانبه، بينما على الصعيد السياسي هي ورقة ضغط يستخدمها لتحقيق أهدافه وغاياته، وإرسال الرسائل بأنه فقط هو من يحارب "الإرهاب" في سوريا .
ورأى البسيس أن "نظام الأسد سيفشل في مخططه؛ لأنه يتبع سياسة مخابراتية غبية"، وفق تعبيره، بالتالي "لن تمر وتنطلي على أهالي السويداء الذين عرفوا ألاعيب نظام الأسد منذ بداية الثورة، حيث قاموا بتحصين بيتهم الداخلي".
بدوره، ذهب المحلل السياسي السوري، حسن النيفي، إلى التساؤل حول من الذي سمح أو أتاح لتنظيم الدولة التواجد في محافظة السويداء.
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى العودة للتاريخ الذي حصل فيه اتفاق بين التنظيم والنظام، الذي يقضي بخروج أفراد التنظيم من الحجر الأسود في دمشق، إذ اتجهت جماعات من التنظيم إلى السويداء، كما جاءت مجموعات أخرى من البادية السورية، وذلك تحت أنظار نظام الأسد والروس معا.
وقال المحلل السياسي النيفي: "إن غاية النظام كانت السماح لتنظيم الدولة بالتواجد في السويداء؛ لكي يكون هذا التواجد مبررا للهجوم على السويداء والسيطرة عليها. ومن جهة أخرى، يريد نظام الأسد أن يوحي للمجتمع الدولي بأنه يقاتل التنظيم دفاعا عن الأقليات الدينية كالدروز مثلا".
ويعتقد النيفي أن تشهد المنطقة قريبا اتفاقا بين تنظيم الدولة والنظام يقضي بخروج التنظيم من السويداء، وتسليم مناطق سيطرته لنظام الأسد.
إما تنظيم الدولة وإما النظام
أما رئيس مجلس السوريين أسامة بشير، فقال لـ"عربي21": "إن التنظيم دائما يفاجئنا بأعمال تكون لصالح النظام مية بالمية"، معتبرا أن الهجوم يأتي لصالح النظام، حيث يضع أهل السويداء أمام خيارين، إما تنظيم الدولة وإما النظام الذي سيحميكم من تنظيم الدولة والإرهاب .
ورأى أن "الهجوم رسالة لمشيخة الدروز، بأنكم مستهدفون من الإرهاب، وعليكم العمل والتعامل والقبول بنا، لنحميكم، ونتعاون ضد داعش والإرهاب"، مؤكدا أن كل عمل من تنظيم الدولة يأتي لإعطاء دعم للنظام، ودعم لضرورة بقائه لمحاربة الإرهاب .
الجدير بالذكر أن الهجوم المفاجئ لتنظيم الدولة على السويداء، جنوبي سوريا، يأتي بعد أيام من زيارة وفد روسي للمحافظة، والاجتماع مع مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، وذلك من أجل مناقشة مستقبل المحافظة، وضرورة تسليم الفصائل المحلية للسلاح المنتشر للنظام السوري.