هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر خبراء في علم البيئة من أن زيادة تناول اللحوم عالميا، سيؤدي دورا مهما في زيادة انبعاثات الكربون والحد من التنوع البيولوجي، الأمر الذي سيكون له تأثير بيئي مدمر.
ويقول تقرير نشرته الغارديان وترجمته "عربي21" إن استهلاك اللحوم عالميا آخذ في الصعود بشكل كبير نظرا لزيادة عدد سكان العالم، فمنذ عام 1961 زادت كمية اللحوم المستهلكة بنسبة وصلت من أربعة إلى خمسة أضعاف بسبب نمو عدد السكان.
وأكد البروفسور تيم كي، خبير علم الأوبئة في جامعة أكسفورد البريطانية، والمشارك في إعداد التقرير أن الزيادة في الاستهلاك تعد مصدر قلق كبير؛ إذ إن تربية الماشية تعد مساهما رئيسيا في ضياع التنوع البيولوجي، مثل الغابات والريف البري، وتستنزف الأنهار والبحيرات لري الأرض لزراعة الذرة والحبوب الأخرى، فضلا عن الأضرار الصحية التي قد تصيب البشر نتيجة تناول اللحوم المعالجة.
ولفت التقرير إلى وجود مؤشرات حديثة على أن بعض البلدان ، بما في ذلك المملكة المتحد، وصلت إلى الذروة في استهلاك اللحوم، بالتزامن مع ارتفاع كبير أيضا في الاستهلاك في البلدان المتوسطة الدخل، ولا سيما الصين وغيرها في شرق آسيا، خاصة لحم الخنزير.
ويقول التقرير إن إنتاج اللحوم وخاصة المواشي يمثل 15% من جميع الانبعاثات البشرية (ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز).
ومنذ عام 2015 ، صنفت منظمة الصحة العالمية اللحوم المصنعة في مجموعة من 120 مادة مسرطنة مثبتة إلى جانب الكحول والإسبستوس والتبغ. وفقا لبحوث السرطان في المملكة المتحدة.
وكانت المتخصصة في الأغذية سوفيا غالير، أعطت في مقال لها، تصورا عن الوضع الذي سيبدو عليه العالم عام 2050 فيما لو تخلى سكانه عن أكل اللحوم، واعتمادهم على تناول النباتات فقط.
وقالت في مقالها الذي نشرته في موقع "بي بي سي فيوتشر" إنه "إذا تبنى سكان العالم نمطا غذائيا واحدا، يعتمد على تناول النباتات فقط بحلول عام 2050، فسينخفض عدد الوفيات في العالم بنحو سبعة ملايين شخص كل عام، وسيساهم النظام الغذائي المعتمد على تجنب تناول جميع أنواع اللحوم وجميع منتجاتها، في تقليص عدد الوفيات بنحو مليون شخص آخر".
وتوقعت أن "تنخفض أيضا نسبة انبعاثات الغازات الضارة في الجو المتعلقة بإنتاج الغذاء بنحو 60 في المائة، وذلك وفقا للباحث ماركو سبرنغمان، وهو زميل برنامج "مستقبل الغذاء" بكلية مارتن سكول بجامعة أكسفورد".
وأردفت غالير بأن "هذا ما قد يحدث إذا تخلى الناس عن تناول اللحوم الحمراء، التي تأتي من الماشية المسؤولة عن انبعاث غاز الميثان في الجو من خلال ما تنتجه من روث".
وأشارت إلى أن "المزارعين في الدول النامية قد يعانون من ذلك كثيرا، فالمراعي القاحلة وشبه القاحلة لتربية الماشية، كما في المنطقة التي تعرف باسم الساحل الإفريقي بجوار الصحراء الكبرى، لا يمكن استخدامها إلا في تربية الماشية، وربما تجبر جماعات البدو التي تربي الماشية هناك على الاستقرار بشكل دائم، وبالتالي تفقد هويتها الثقافية إذا لم تعد هناك حاجة للحوم هذه الماشية".
اقرأ أيضا: هذه العلاقة بين اللحوم المطهوة حد الاستواء وأمراض والسكري
وأوضحت غالير أن "إعادة تجهيز المراعي السابقة وتحويلها إلى غابات طبيعية قد يخفف من حدة التغيرات المناخية، ويعيد التنوع البيولوجي إلى وضعه السابق، بما في ذلك الحيوانات التي تتغذى على العشب مثل الجاموس، والحيوانات المفترسة مثل الذئاب، التي كانت قبل ذلك تطارد أو تقتل من أجل الحفاظ على الماشية".
وسيؤدي غياب اللحوم إلى تراجع فرص الإصابة بمرض القلب التاجي والسكري والسكتة الدماغية وبعض أمراض السرطان، وبالتالي فإن ذلك سيوفر للعالم ما بين اثنين وثلاثة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وما يُنفق على علاج هذه الأمراض.
وتابعت: "لكننا بلا شك سنحتاج إلى بدائل غذائية أخرى لتحل محل اللحوم، وخاصة لهؤلاء الذين يعانون من سوء التغذية حول العالم، والذين يقدر عددهم بملياري نسمة".