هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا تزال الشكوك تحيط بالأوساط السياسية في قدرة القاهرة على إحداث
اختراق حقيقي في ملف المصالحة، رغم مصادقة حركة حماس على الرؤية المصرية الجديدة
للمصالحة؛ إلا أن التجارب السابقة لحركة فتح في وضع العراقيل أمام تطبيق التفاهمات
قللت من فرص نجاحها، وفق ما أشارت إليه مصادر لـ"عربي21".
وأضافت المصادر أن الرؤية
المصرية الجديدة تتضمن أربع نقاط أساسية، وهي: تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال مدة أقصاها 5
أسابيع، ورفع العقوبات المفروضة على غزة، وعلى رأسها إعادة رواتب موظفي السلطة
الفلسطينية (الذين تم تعيينهم بغزة قبل أحداث الانقسام عام 2007) بشكل كامل، وإعفاء
السلطة للوقود المخصص لتوليد الكهرباء من كافة الضرائب المفروضة عليه.
بالإضافة لتولي
وزراء الحكومة الحالية مهامهم على ذات الهيكلية الإدارية القائمة في الوزارات
العاملة بغزة، إلى جانب استيعاب موظفي قطاع غزة المدنيين الذين عينتهم حركة حماس خلال
إدارتها للقطاع ودفع رواتبهم أسوة بموظفي السلطة الفلسطينية بغزة.
نجاح الزيارة
من جانبه، أكد المصدر القيادي في حركة حماس لـ"عربي21"، أن
"جولة الحوار التي جمعت قادة الحركة مع المخابرات المصرية تكللت بالنجاح،
ونحن بانتظار استكمال الجهود المصرية مع الأشقاء في فتح لإعلان الاتفاق النهائي،
وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من تفاهمات، والذي سيحدد ملامح المرحلة القادمة".
اقرأ أيضا: حماس توافق على الرؤية المصرية للمصالحة.. هذه تفاصيلها
وتتزامن زيارة وفد حركة حماس للقاهرة في ظل معطيات فرضتها الأوضاع الميدانية الأخيرة في غزة والتي لا تزال
قائمة من إمكانية نشوب مواجهة عسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة للضغوط
الاقتصادية التي يعيشها قطاع غزة، بسبب الإجراءات العقابية التي فرضها الاحتلال،
ومن بينها إغلاق معبر كرم أبو سالم النافذة التجارية الوحيدة للقطاع.
وأشارت أوساط
سياسية إلى أن العلاقات بين مصر وحركة حماس لم تعد كالسابق، خصوصا أن وفد الحركة في
القاهرة غاب عنه أبرز ممثليه، وبخاصة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية،
ونائبه في غزة يحيى السنوار، ما أثار حفيظة الجانب المصري.
بدوره، أكد الكاتب
والمحلل السياسي، إياد القرا، أن "البنود التي طرحتها مصر في مبادرتها
الجديدة للمصالحة لا تختلف في تفاصيلها عن ما قدم في الجولات السابقة، وموقف حركة حماس لم
يتغير من المصالحة، رغم كل العقبات التي كانت تضعها حركة فتح لتعطيلها، لذلك، فإن
جولة المصالحة الحالية ستكون محطة لا تختلف عن سابقتها نظرا لعدم وجود ضمانات أو
ضوابط حقيقية تجبر الطرفين على الالتزام بما تم الاتفاق عليه".
الظروف السياسية
وأضاف القرا في حديث
لـ"عربي21" أن
"موافقة حركة حماس على الرؤية المصرية الجديدة مرتبط بسياق الأحداث التي تشهدها
المنطقة، لذلك فإن التعاطي الإيجابي من قبل حركة فتح وقبولها بهذه المبادرة قد
يكون لغرض وضع حركة حماس في موقف القبول بأي مشروع سياسي ضمن ما بات يعرف بصفقة القرن".
اقرأ أيضا: هل تشكل الضغوط على السلطة عاملا إيجابيا بإنجاز المصالحة؟
وتابع: "في حال
فشلت جولة المصالحة الحالية فإن حماس قد تكون مضطرة للدخول في مواجهة عسكرية
مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي".
في المقابل، أبدى
رئيس وفد حركة فتح، عزام الأحمد، تفاؤله بنجاح جولة الحوار الحالية، قائلا في
تصريحات صحفية إن "الساعات والأيام المقبلة ستشهد اتصالات حثيثة ومتسارعة
ومكثفة، قد تتوج بإعلان المصالحة الفلسطينية من جديد".
وفي سياق متصل، كشف
القيادي في حركة فتح، عبد الله عبد الله، عن أن "الرؤية الجديدة للمصالحة التي
أعلنتها مصر هي جزء من النتائج والتوصيات للجنة التي شكلها عباس
لمتابعة الأوضاع الخاصة بغزة".
وأضاف: "هناك اجتماع للإطار القيادي
واللجنة المركزية مساء اليوم الأربعاء لإعلان موافقة حركة فتح على هذه المبادرة على
قاعدة استكمال ما تم الاتفاق عليه في السابق".
الفرصة الأخيرة
وكشف عبد الله في
حديث لـ"عربي21"، عن أنه
"فور الإعلان عن موافقة فتح على هذه المبادرة، فإن وفدا قياديا سيتوجه للقاهرة
للقاء المسؤولين المصريين للاتفاق على كافة التفاصيل تمهيدا لتطبيقها على أرض
الواقع".
وألمح القيادي في
فتح إلى أن "جولة الحوار الحالية قد تكون الأخيرة بين الطرفين، كما أن حركة فتح لن
تقبل بأي اشتراطات جديدة قد تضعها حركة حماس لإفشال هذه الجهود".
اقرأ أيضا: فتح: القاهرة وجهت دعوات لتنفيذ المصالحة.. حماس تؤكد
إلى ذلك، أكد أستاذ
العلوم السياسية، عبد الستار قاسم، أن "مصر تسعى من خلال رؤيتها الجديدة
للمصالحة إلى تهيئة الشارع في غزة للقبول بما يطرح من مبادرات سياسية ضمن ترتيبات
صفقة القرن، بالإضافة لهدم ما حققته مسيرات العودة من إنجازات على الصعيد السياسي
والإعلامي".
وأضاف المحلل
السياسي في حديث لـ"عربي21"، أن
"التزامن بين تصريحات ميلادينوف عن ضرورة تحقيق المصالحة، والإعلان عن هذه
المبادرة بعد يومين فقط من تصريحاته يطرح تساؤلا عن الجهود الخفية التي تقودها
الولايات المتحدة في المنطقة لإجبار حركة حماس على الدخول في هذه الصفقة المشبوهة، التي
من أبرز أهدافها وقف الأعمال التي يصفها الإسرائيليون بـ"الإرهابية" بما فيها مسيرات العودة".