هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشهد محافظة
المهرة في أقصى شرق اليمن، حراكا شعبيا متناميا منذ نحو أسبوعين، رفضا لسياسات الهيمنة
السعودية والإماراتية على أهم المرافق الحيوية السيادية فيها والتدخل في شؤونها، وسط
تساؤلات عن مآلات هذا التحرك.
ومنذ 24 حزيران/
يونيو الفائت، وحتى 8 من تموز/ يوليو الجاري، لازال التحرك الشعبي في مدينة الغيظة
(عاصمة المهرة)، مستمرا، للمطالبة بـ"الحفاظ على السيادة الوطنية، وإعادة العمل
في منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون ومطار الغيظة الدولي".
في هذا السياق،
قال عضو اللجنة الإعلامية لاعتصام أبناء المهرة السلمي، صالح بخيت الحريزي إن "ما
يحدث حالياً هو اعتصامات تدعم وتؤيد شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وأيضا
تطالب التحالف العربي بالعودة إلى أهدافه المعلنة".
وأضاف في تصريح
خاص لـ"عربي21" أن الاعتصام يأتي تأكيدا على ضرورة "أن تكون كافة المرافق
والموانئ في المهرة تحت إدارة السلطات الشرعية وهي سيادة وطنية لا يساوم عليها أحد".
ويقع في المهرة
منفذان بريان على الحدود مع سلطنة عُمان، وتمتلك أطول شريط ساحلي في اليمن يقدر بـ560
كلم على بحر العرب، إلى جانب ميناء بحري يسمى نشطون.
ووفقا للحريزي
فإن محافظة المهرة، من المحافظات الهادئة والمسالمة، التي لم تصل إليها الحرب الدائرة
في البلاد. مؤكدا أن الاعتصام سلمي، ويؤكد المعتصمون على سلميته، حتى تحقق أهدافه المعلنة.
وأشار إلى أن
المفاجئ في الأمر هو إغلاق السعودية مطار الغيضة الدولي وتحويله إلى ثكنة عسكرية، واستخدامه
للأغراض العسكرية فقط، بل زادت على ذلك، بتعزيز قواتها المتمركزة في المطار بمدرعات
وآليات عسكرية.
لم يتوقف الأمر
عند هذا الحد، وفقا للمتحدث الحريزي، بل تم السيطرة على ميناء نشطون على بحر العرب،
حيث قامت القوات السعودية بالإشراف على المنافذ البرية " شحن" و"صرفيت"
، وهو ما تسبب في نفور رؤوس الأموال من العمل هناك.
كما اتهم بخيت
الحزيري القوات السعودية والإماراتية بـ"إنشاء ميليشيات خارج إطار المؤسسة العسكرية
والأمنية، وأغلب المنتمين لها من خارج المحافظة، وتخضع فقط لسلطة المحافظ، راجح باكريت".
في تلميح ضمني إلى تماهيه مع مساعي الرياض وأبوظبي.
ولفت الى أن
خطوة تشكيل المليشيات تأتي في إطار تمكينها من إدارة هذه المنافذ "تحت حجج غير
مقبولة".
ويبدو أن قيادة
محافظة المهرة ممثلة بالمحافظ " باكريت"، غير راضية عن الاعتصام، ولذلك،
قال الناشط الحريزي إن هناك حملة تشويه يقودها الرجل ضدهم، وسط تلويحه باستخدام القوات
العسكرية السعودية وطيرانها الاباتشي.
وأردف قائلا:
لقد عمل "راجح باكريت" منذ تعيينه محافظا للمدينة في تشرين الثاني/ نوفمبر
2017 ـ خلفا للسابق محمد عبدالله كده ـ على تسليم المحافظة ومحاولة هدم ما تم الحفاظ
عليه خلال السنوات الثلاثة الماضية.
وشدد الحزيري
أن المهرة وأبناءها، متمسكون بالولاء لليمن ولسلطتها الشرعية، في وقت تحدث عن دور التحالف
العربي الذي قال إنه "يجب أن يستمر دون الانحراف عن أهدافه المعلنة".
وأوضح المسؤول
الإعلامي في الاعتصام أن مطالبهم واضحة للعيان، وهي مرفوعة أمام الرئيس هادي، "وهو الوحيد المخول بالرد عليها
ولا نعترف بأي سلطة سوى سلطة الدولة والشرعية اليمنية" حسب قوله.
ورفض محاولات
تشويه صورة الاعتصام الذي يمثل كل أبناء المهرة وقبائلها، من قبل من وصفهم "ضعاف
النفوس، وأصحاب المآرب الأخرى، رغم تأكيدنا على سلمية المطالب الواضحة للجميع".
وكان بيان صادرعن
اللجنة التنظيمية لاعتصام المهرة أواخر الشهر الماضي، قد دعا إلى إعادة المنافذ البحرية
والجوية إلى وضعها الطبيعي وتسليمها لقوات الأمن المحلية والجيش بحسب توجيهات الرئيس
اليمني، وعدم السماح لأي قوات غير رسمية بالقيام بالمهام الأمنية في المحافظة بشكل
عام، والمنافذ الحدودية بشكل خاص.
وكانت قوات سعودية
قد وصلت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، الى
مطار مدينة الغيضة، يحمل الاسم نفسه، إلا أنه جرى تعزيزها بقوات أخرى العام الجاري.
وكيل محافظة
المهرة اليمنية لشؤون الصحراء، علي سالم الحريزي، قال إن وجود القوات السعودية والإماراتية
في المحافظة لا يمكن وصفه إلا بأنه احتلال.
وأضاف الحريزي،
في اتصال مع قناة "الجزيرة"، يوم السبت، إن "أبناء المهرة يريدون استعادة
السيادة على المحافظة، بعد أن أصبحت محتلة، بما فيها الموانئ والمطارات".