هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا يقول فيه إن مطلب الرئيس الأمريكي من السعوديين رفع مستوى إنتاجهم النفطي هو صورة عن قلة الخيارات المتوفرة لديه من أجل تخفيض أسعار النفط في محطات البنزين، قبل الانتخابات النصفية المهمة له لمواصلة أجندته.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه رغم تراجع البيت الأبيض يوم السبت عن تغريدة الرئيس دونالد ترامب، التي قال فيها إنه أقنع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بزيادة مستويات الإنتاج لدرجة قصوى، بشكل كان سيقود إلى دق إسفين في كارتل النفط منظمة أوبك، إلا أن المسؤولين الأمريكيين لم ينفوا قيام ترامب بالاتصال مع الملك السعودي.
ويجد الموقع أن هذه المكالمة تتماشى مع اعتقاد ترامب أن أسعارا مرتفعة للنفط هي سلاح في الحملة الانتخابية يستخدم ضد الحزب الحاكم، حيث يتم بيع الجالون الخالي من الرصاص، بالإضافة إلى الضريبة، بـ55 سنتا، أي أعلى من سعره العام الماضي، بحسب إدارة معلومات الطاقة.
ويشير التقرير إلى أن ترامب حمّل في مقابلة مسجلة يوم الجمعة، وبثتها قناة "فوكس نيوز" يوم السبت، منظمة أوبك مسؤولية ارتفاع أسعار النفط، التي قال إنها تقوم "100%" بالتلاعب في السوق العالمية.. وعليها التوقف"، وقال: "بحسب رأيي عليهم زيادة مليوني برميل"، وأضاف أن "علاقته الجيدة مع الملك السعودي وولي عهده الأمير محمد بن سلمان قد تساعد على تحقيق النتائج التي يريدها".
ويقول الموقع إن "ترامب لديه خيارات قليلة على المدى القصير لتخفيض سعر النفط غير التراجع عن بعض الجهود الكبرى في مجال السياسة الخارجية، بما فيها العقوبات التي فرضها على فنزويلا، وربما حاول الرئيس الاعتماد على الاحتياطي النفطي الأمريكي، كما فعل الرئيس بيل كلينتون في التسعينيات من القرن الماضي، لكن احتياط النفط الاستراتيجي هو وقود طوارئ يحتفظ به في الكهوف الملحية على طول خليج المكسيك، وتم اللجوء إليه لحماية أي توقف في إمدادات النفط، وأي خطوة لبيع النفط الخام لتخفيض سعره سيؤدي لانتقادات".
ويلفت التقرير إلى أن إدارة ترامب اتخذت سلسلة من الخطوات الملموسة التي منحت الشركات المحلية تسهيلات لاستخراج النفط الرخيص، بشكل يساعد على زيادة إنتاجه بكلفة عالية بشكل مؤقت.
ويفيد الموقع بأنه في محاولة لدائرة الداخلية في إدارة ترامب للرد على صناعة النفط، التي اشتكت من أن إدارة الرئيس باراك أوباما وضعت الكثير من القيود على عمليات التنقيب، فإنها تخطط لتوسيع مجال التنقيب عن النفط في أعالي البحار، وتسريع طلبات الحفر في الداخل، مستدركا بأن تطوير مجال الحفر في البحار أو في منطقة ألاسكا ومحمية الحياة البرية الوطنية في الأركتيك يحتاج لسنوات ليتم تطويره بشكل كامل.
ويؤكد التقرير أن "ترامب لديه داعمون في طرفي موضوع أسعار النفط، فأسعار عالية للنفط تساعد داعمين لترامب، مثل الملياردير ورئيس شركة (كونتينتال ريسورسيز إنك) أكبر منتج للنفط في حوض باكين هارولد هام، لكن الصدمة على الفواتير ومزاج قطاع واسع من العاملين، الذين يشكلون قاعدة ترامب السياسية".
وينوه الموقع إلى أن دراسة استطلاعية لـ"غازبادي" نشرت نتائجها في نهاية أسبوع الذكرى، الذي يتصادف مع بداية الصيف، وجدت انخفاضا بنسبة 24% للأمريكيين الذين يخططون لرحلات على الطرق في الصيف، وقالت نسبة 39% إن ارتفاع أسعار النفط هو السبب، وإنه أعلى ضعفين عن العام الماضي.
ويذكر التقرير أنه عندما حاول المرشح الجمهوري ميت رومني عام 2012 استخدام أسعار النفط ضد أوباما، فإن ترامب كتب تغريدة، قال فيها: "وصلت أسعار النفط لمستويات جنونية.. اعزلوا أوباما"، لافتا إلى أن الأخير خرج منتصرا، إلا أن هذا لم يمنع الديمقراطيين من استخدام أسعار النفط ضد ترامب اليوم، وقال زعيم الأقلية تشاك شومر إن على الرئيس الوقوف أمام أوبك، فيما تقدم السيناتور عن ماساسوشيتس إد ماركي، بمشروع قرار يمنع تصدير النفط الأمريكي، الذي رفع الحظر عنه عام 2015.
ويفيد الموقع بأن البيت الأبيض تراجع عن تغريدة ترامب، التي قال فيها إنه أقنع السعوديين بزيادة إنتاج النفط إلى مليوني برميل في اليوم، خاصة أن وكالة الأنباء السعودية لم تشر إلى زيادة الإنتاج ولا إلى مليوني برميل.
ويورد التقرير نقلا عن بيان البيت الأبيض، قوله: "أكد الملك سلمان أن السعودية لديها قدرة إنتاجية إضافية، وستستخدمها بحكمة؛ من أجل التأكد من استقرار وتوازن السوق، وبتنسيق مع الشركاء المنتجين؛ للرد على أي احتمال"، مشيرا إلى أنه بحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن لدى السعودية القدرة على إنتاج 12.04 مليون برميل في اليوم، وضخت المملكة أكثر من 10 ملايين برميل في اليوم في شهر أيار/ مايو.
وبحسب الموقع، فإنه السعودية انضمت لبقية الأعضاء في لقاء عقدته منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط في فيينا الشهر الماضي، ووافقت على تقليص إنتاجها، بناء على اتفاق خفض الإنتاج بداية عام 2017، وتكهن وزير النفط والطاقة السعودي خالد الفالح بزيادة حوالي مليون برميل في السوق، منوها إلى أنه تم التوصل للاتفاق لإرضاء بعض المنتجين، مثل إيران وفنزويلا، اللتين كانتا تريدان تحديد الإنتاجية، فيما حاولت دول، مثل السعودية، الخروج من التخفيض على الإنتاج.
وينقل التقرير عن مسؤول أوبك الإيراني كاظمبور أردبيلي، قوله إن السعوديين لو وافقوا على مطلب ترامب فإن هذا يعني أنه "يدعوهم للخروج من أوبك"، وأضاف أردبيلي في مقابلة: "لا مجال لأن تستطيع دولة واحدة إنتاج مليوني برميل نفط في اليوم فوق ناتجها المخصص لها إلا في حال خروجها من أوبك".
ويورد الموقع نقلا عن ترامب، قوله في أيار/ مايو، إنه سيعيد فرض العقوبات على إيران، والحد من شراء النفط الإيراني، حيث تعد القيود التي فرضتها أوبك محاولة لتجفيف التخمة النفطية، وهو هدف تم تحقيقه، مع أن تخفيف الطلب أدى إلى إضافة صغط على أسعاره.
ويشير التقرير إلى أن فنزويلا تعاني من مصاعب اقتصادية، ما أدى إلى تراجع الإنتاج، وفي ليبيا عرقل الإنتاج بسبب الخلاف على المنشآت النفطية، فيما قررت شركة نفط الخليج وقف إنتاج 220 ألف برميل في اليوم، بحسب شخص مطلع على الإنتاجية.
ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى أن سعر النفط الخام/ برنت وصل في أيار/ مايو إلى 80 دولارا، وهو السعر الأعلى منذ عام 2014، وأغلق في يوم الجمعة على 79.44 برميلا.