نشرت صحيفة
"الموندو" الإسبانية تقريرا تطرقت فيه إلى الأسباب الرئيسية التي أدت
إلى هزيمة المنتخب الإسباني أمام نظيره الروسي، بعد الاحتكام إلى ركلات الترجيح.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن لاعبي المنتخب الإسباني مرروا فيما
بينهم حوالي 1114 تمريرة خلال 120 دقيقة، أي ما يعادل 9.2 تمريرات في الدقيقة
الواحدة، أثناء المباراة التي جمعت بين المنتخب الإسباني والروسي يوم الأحد
الماضي. وقد حاول المنتخب الإسباني تسديد أهداف في شباك الخصم الروسي حوالي تسع
مرات، وأضاع العديد من الفرص لتحقيق الفوز، حيث كانت أمامه فرصة كبيرة للتسديد في
الدقيقة 13 من عمر المباراة.
وأوردت الصحيفة
أن إقالة المدرب جولين لوبيتيغي قبيل انطلاق فعاليات
كأس العالم بساعات قليلة، أثرت سلبا على مردود المنتخب الإسباني. فقد عمل لوبيتيغي بجد من أجل الذهاب بالمنتخب إلى أدوار متقدمة في
المونديال، من خلال تعزيز تشكيلة المنتخب بأفضل اللاعبين الإسبان، وإعداد جدول
أوقات ينظم كل أنشطة المنتخب على غرار أيام الراحة وأوقات التدريبات. كما تواصل
لوبيتيغي مع الطهاة لمعرفة الأطباق التي ستقدم للاعبين، حيث سمح المدرب للاعبين
بتناول الكرواسون، وشرب الكاكاو عند نهاية اليوم.
ومن جهته، صرح
لاعب الوسط في المنتخب الإسباني، كوكي ميروديو: "لقد كان جولين لوبيتيغي
قائدنا، أما بالنسبة للمدرب الحالي فرناندو هييرو فقد فعل كل ما بوسعه لإنقاذ
المنتخب". وأضاف اللاعب أن هزيمة المنتخب كانت نتيجة الفراغ الذي خلفه قرار
إقالة لوبيتيغي. كما صرح المدرب السابق، فرناندو هييرو، أنه لم يكن لديه الوقت
الكافي من أجل تعديل بعض الجوانب التكتيكية، لكنه اكتشف خلال المباراة التي جمعت
بين منتخبه ونظيره الروسي أن المسألة أكثر تعقيدا.
وأوضحت الصحيفة
أن غياب روح التجديد في طريقة لعب المنتخب الإسباني أثارت الكثير من الجدل. وفي
حديثه عن هذه المسألة، قال اللاعب أندريس إنييستا: "لدينا الكثير من اللاعبين
الجيدين لتحقيق الفوز في المستقبل، وتعود هذه المهمة أساسا إلى المدرب".
وفي الواقع، إن
الأداء الذي قدمه المنتخب الإسباني بين سنتي 2008 و2012 يبرهن على أنه كان بإمكانه
أن يقدم مردودا أفضل. وخلال تلك الفترة، ركزت إسبانيا على اللعب السلس وتقديم أداء
مقنع، وهو ما غاب تماما في كأس العالم لسنة 2018. لذلك من الضروري البحث عن
إستراتيجيات جديدة في اللعب لاسترداد مستوى تلك الفترة الذهبية.
وأشارت الصحيفة
إلى أن أغلبية لاعبي المنتخب الإسباني كانوا يفتقرون للياقة البدنية المطلوبة منذ
بداية المونديال لعدة أسباب. فقد تدهورت اللياقة البدنية لبعض اللاعبين لأنهم لم
يشاركوا في مباريات ذات مستوى تنافسي عال منذ عدة أسابيع قبل بداية المونديال. في
المقابل، وجد البعض الآخر نفسه مجهدا بعد تمضية موسم حافل بالمباريات للحصول على
الألقاب الأوروبية حتى نهاية شهر أيار/ مايو الماضي. كما ساهم غياب كل من اللاعب
كوكي ميروديو وزميله سيرخيو بوسكيتس عن خط الوسط في تعميق الهزيمة الإسبانية.
وجد المنتخب
الإسباني نفسه عاجزا عن الفوز على منتخب محدود الإمكانيات، مع العلم أنه لم ينفذ
أي هجوم منذ الدقيقة 60 من عمر المباراة. وقد تم تغيير أوقات تدريب المنتخب عند
الصباح بدلا من الظهر، حيث كانت درجات الحرارة في مدينة كراسنودار تبلغ 40 درجة.
وأفادت الصحيفة
بأن حارس مرمى المنتخب الإسباني دافيد دي خيا قد أثار جدلا واسعا بعد أن ارتكب خطأ فادحا أدى إلى تعادل المنتخب الإسباني أمام نظيره السويسري على ملعب
"لاسيراميكا" في مدينة فياريال، خلال المباراة الودية، في إطار
الاستعداد لنهائيات كأس العالم في
روسيا.
ونوهت الصحيفة
بأن دافيد دي خيا لم يرحب بزيارة رئيس الوزراء الإسباني الجديد، بيدرو سانشيز، إلى
معسكر التدريب، حتى أنه لم يصفق إثر انتهاء خطابه. كما أخطأ دي خيا في تقدير
تسديدة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، التي مرت من تحت قدميه لتسكن الشباك
الإسبانية. وقد علقت إسبانيا أمالا كبيرة على هذا الحارس، خاصة أنه أثبت جدارته في
فريق مانشستر يونايتد.
وفي الختام،
ذكرت الصحيفة أن استبعاد المدرب لبعض اللاعبين الموهوبين من تشكيلة المنتخب
الإسباني خلال المباراة، مثل ألفارو أودريوزولا وساؤول نيغيز، كان من بين أسباب
هزيمة المنتخب. في المقابل، اعتمد المدرب هييرو على لاعبين لم يقدموا الإضافة، على
غرار لوكاس فاسكيز وتياغو ألكانتارا وماركو أسينسيو، خلال مباراة يوم الأحد ضد
روسيا. وقد قدم كل من رودريغو مورينو وياغو أسباس مردودا جيدا في المباريات التي
جمعت بينهم وبين المنتخبين والروسي والمغربي.