هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة "حرييت" التركية في تقرير لها، عن الخلاف الذي نشب بين رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو، ومرشح الحزب للانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا محرم إنجه.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن الأخبار والتقارير التي سلطت الضوء على ما يحدث في كواليس
حزب الشعب الجمهوري، تشير إلى وجود محاولات وساطة من أجل التخفيف من حدة الخلاف
القائم بين قادة الحزب، وخير دليل على ذلك اللقاءات التي عقدها الرئيس الأسبق
للحزب ألتان أويمان مع كل منهما بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
التركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "أويمان أقر زيارته
لإنجه وكيليتشدار أوغلو برفقة الرئيس السابق لحزب الشعب الجمهوري الديمقراطي مراد
كارايالتشن، وكانت الزيارة تهدف إلى مناقشة المسائل العالقة، واقتراح بعض الرؤى
على كليهما".
وأوضحت أن "أويمان ذكر المواضيع التي جرى
مناقشتها، المتعلقة بشكل أساسي بنتائج الانتخابات، خاصة بعد الضغوط الخارجية التي
مورست على الحزب، والمتمحورة حول ضرورة استقالة كيليتشدار أوغلو مقابل ترأس محرم
إنجه الحزب"، بحسب "حرييت".
وأشارت إلى أن "أويمان أفاد بأن بعض الأطراف
الخارجية كانت تريد أن يصل الحزب لمرحلة يدخل فيها قادته في خلافات شديدة، قبيل
انعقاد الانتخابات البلدية"، موضحة أنه "لذلك كانت الزيارة الأولى موجهة
لمحرم إنجه، ثم لكمال كيليتشدار أوغلو، وجرى تبادل الآراء حول ما حدث".
اقرأ أيضا: غضب أنصار "الشعب الجمهوري" بعد خسارة الانتخابات للمرة الـ9
ونقلت الصحيفة عن أويمان قوله إنه "لو كان على
رأس الحزب وخسر الانتخابات، فإن أول ما سيفعله هو تحليل الظروف السياسية المحلية،
التي غالبا ما تكون صعبة، ما يفرض على الحزب العديد من الرهانات والتحديات".
وانتقد أويمان الأجواء الانتخابية في تركيا، معتبرا
أن "وسائل الإعلام لم تكن محايدة، وهذا قلل من مبادئ الديمقراطية، إلى جانب
افتقار الانتخابات للمساواة على مستوى الترويج الإعلامي، وتعرضها لعمليات التلاعب
بالأصوات والتزوير"، وفق قوله.
ونفى أويمان حدوث انقسامات متوقعة في صلب حزب الشعب
الجمهوري، واصفا هذه الشائعات بأنها "مجرد أكاذيب، ولا تعكس سوى ما يتمناه
البعض"، لافتا إلى أن الحزب مضى على تأسيسه 99 عاما، ولا يوجد حزب سياسي في
تركيا متأصل في التاريخ مثله.
وأوضح أن "مسألة وصوله لسدة الحكم معتمدة
بالأساس على مبادئ الديمقراطية، إذ لا يمكن لحزب ديمقراطي أن يضمن بقاءه في سدة
الحكم أو في المعارضة"، مشيرا إلى أن "عدم تمكن حزب ما من الفوز في
الانتخابات، قد يعكس فشله على المستوى السياسي".
واستدرك أويمان قائلا: "لكن في بعض الأحيان، قد
لا تعني خسارة الانتخابات، الإخفاق في تحقيق الأهداف السياسية؛ فعلى سبيل المثال
يوجد في أوروبا العديد من الأحزاب العريقة التي لم يحالفها الحظ في تسلم دفة
الحكم، إلا أنها تمكنت من الفوز بمقاعد في البرلمان، ولعب دور المراقب".
اقرأ أيضا: مرشح الرئاسة التركية إنجه ينفي تعرضه للخطف ليلة الانتخابات
وبحسب قول أويمان لصحيفة "حرييت"، فإن
"اعتماد نسبة الحسم في الانتخابات لدخول البرلمان، تحول دون تمثيل إرادة
الشعب على أكمل وجه"، مبينا أن "نسبة الحسم أكبر نقيصة تعاني منها
الديمقراطية في تركيا، لأن الأحزاب السياسية الصغيرة لا تتمكن من الدخول إلى
البرلمان إلا من خلال عقد تحالفات سياسية".
وحول رأيه في رئيس حزب الشعب الجمهوري الحالي، قال
أويمان إنه "يمتاز بالواقعية، بمساهمته في الدخول بتحالف مع حزب الخير
والأحزاب الأخرى، وما انعكس في اكتساب العديد من الأصوات التي كانت في رصيد تحالف
العدالة والتنمية والحركة القومية".
وأضاف أنه "في المقابل على حزب الشعب الجمهوري
تقييم أداء قيادات الحزب وإعادة ترتيب أوراقه، وهي خطوة ضرورية لضخ دماء جديدة
للحزب"، مشددا على أهمية المحافظة على تحالف المعارضة لخوض الانتخابات
البلدية، مع اقتراح توسيعه ليشمل أحزابا سياسية أخرى، لمنافسة تحالف العدالة
والتنمية والحركة القومية.
وبين أويمان أن "نية إنجه القيام بسلسلة من
الزيارات ستشمل 81 ولاية تركية، هي عادة معمول بها في حزب الشعب الجمهوري منذ
القدم، حتى في ظل خسارة المرشح الرئاسي للحزب للانتخابات".