هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
توسعت الصحافة الإسرائيلية السبت، في الحديث عن الزيارة الأخيرة غير المعلن عنها سابقا، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الأردن، ولقائه الملك عبد الله الثاني، والتعاون الثنائي بين الجانبين في ملفات عدة.
الكاتب بصحيفة إسرائيل اليوم أريئيل كهانا ذكر أن
"لقاء نتنياهو وعبد الله يؤشر على حصول تغير في طريقة تفكير الأردنيين، ما يعني
عودتهم للمحور المعتدل في المنطقة المعارض لإيران"، مضيفا أن "عدم قيام
الإعلام الأردني بتغطية واسعة للقاء المذكور، يظهر إسرائيل كمن تدير علاقة غرامية
محظورة مع الدول العربية، مع أن اللقاء شهد بحث عدد من القضايا المشتركة
والتوقيع على اتفاقيات اقتصادية".
وتابع كهانا في مقال ترجمته "عربي21" بأن
"القصر الملكي لم ينشر صورة عن الاجتماع، كما أن المصور الشخصي للملك، لم
ينشر الصورة على صفحته في موقع فيسبوك، بل إن البيان الرسمي الصادر عن القصر تحدث
عن الزيارة كأمر سيئ لا بد من إنهائه بأقصى سرعة، وجاء فيه أن رئيس الحكومة
نتنياهو غادر الأردن بعد زيارة قصيرة".
وأشار كهانا إلى أن "هذا اللقاء القصير ناقش
قضايا وجودية للأردن، ومهمة جدا من وجهة نظر إسرائيل، فقد رافق نتنياهو في الزيارة
رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين ومستشاره للشؤون الاقتصادية آفي سمحون، وسكرتيره
العسكري الجنرال أليعزر توليدانو، ومستشارون آخرون، ومن الجانب الأردني حضر رئيس
جهاز المخابرات عدنان الجندي ووزير الخارجية أيمن الصفدي وسلسلة مستشارين آخرين
للملك، ويدل حجم الحضور والمشاركة على أن اللقاء لم يكن يناقش قضايا خاطفة أو
بيزنس".
اقرأ أيضا: جلسات بحث مكثفة للعاهل الأردني بواشنطن قبيل لقاء ترامب
وكشف الكاتب عن بعض جدول أعمال القمة الأردنية
الإسرائيلية، لافتا إلى أن "الرجلين تحدثا عن عودة محتملة لجيش بشار الأسد
إلى الجولان، ما يعني ترقب الأردن لموجات جديدة من هجرات اللاجئين السوريين
القادمين من الجولان".
وتابع: "كما نسقا مواقفهما من صفقة القرن، التي
يبحثها مستشارا ترامب في المنطقة، واتفقا على بقاء الإشراف الأردني في الحرم
القدسي، كما توجه الملك بالشكر لنتنياهو على المساعدة التي قدمها لبلاده في قضايا
تحظر الرقابة العسكرية الإسرائيلية نشر تفاصيلها في هذه الآونة".
وأوضح أن "الأمر الأكيد أن الزيارة تمت في وقت
تعاني فيه الأردن من أزمة اقتصادية، ولذلك وافقت إسرائيل خلال هذه الزيارة على
إزالة العقبات التي تعترض تسويق وتصدير البضائع الأردنية في أسواق الضفة الغربية،
وقبل إسرائيل قامت السعودية بتقديم مساعدة للأردن بقيمة ملياري دولار، حيث لعبت
إسرائيل دورا بتقديم هذه المساعدة، مقابل عودة الأردن للمحور المعتدل في المنطقة
المعادي لإيران".
وختم بالقول إن "هذه الزيارة أتت بعد أربع
سنوات من القطيعة، لكن العلاقات الأخرى من تحت الطاولة ما زالت في أوجها، والطرفان
لا يرغبان بالحديث عنها، ويفضلان الحفاظ عليها سرية، ولعل المطلع على طبيعة
العلاقات الأردنية مع إسرائيل يكتشف أنهم يهاجمونها علانية، لكنهم يقتربون منها
سرا، ويحصل العكس مع الفلسطينيين".
وأكد أن "إسرائيل ترى في انهيار العائلة
الهاشمية في الأردن كابوسا خطيرا، لذلك تبدو مستعدة لتقديم أي مساعدة للملك بهدوء،
وتتقبل أي أداء إعلامي أردني مناهض لإسرائيل، لأن مصلحة الأخيرة تتغلب على الأبعاد
الشكلية".
الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية بصحيفة مكور
ريشون آساف غيبور ذكر أن "لقاء عبد
الله-نتنياهو انشغل ببحث التهديدات المشتركة، وأخطرها التواجد الإيراني في مثلث
الحدود الإسرائيلي الأردني السوري، وقد جاء لقاؤهما مفاجئا لكثير من الأوساط
السياسية لأنه الأول منذ 2014".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الأردنيين يتحدثون عن صفحة جديدة بين تل أبيب وعمان عقب هذا اللقاء بسبب تداخل المصالح الثنائية لهما، وقد أعلنت إسرائيل أن اللقاء ناقش العلاقات الاقتصادية المشتركة، والحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى، بما يحفظ الوجود الأردني".
وختم قائلا إن "المملكة الأردنية ترى في
مصالحها الأمنية مع إسرائيل قيمة عليا، لأن الإيرانيين بنظرهم يمثلون تهديدا كبيرا
عليهم، ولذلك تعتمد الأردن في علاقتها مع إسرائيل نظرية عدو عدوي صديقي".