هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير أمني إسرائيلي إن "إيران وإسرائيل تخوضان صراع أدمغة من العيار الثقيل منذ سنوات طويلة، من خلال تجنيد العملاء الإيرانيين، والتنصت، واختراق الحواسيب، بجانب تنفيذ العمليات المسلحة، وهي الطرق التي تسعى إيران لمواجهة إسرائيل من خلالها".
وأضاف يوسي ميلمان في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته
"عربي21" أن "حادثة الوزير الإسرائيلي الجاسوس لإيران غونين سيغيف،
كفيلة باستخلاص الدروس والعبر، لأنه يعتبر نموذجا صارخا في سلسلة النجاحات
الاستخبارية الإيرانية ضد إسرائيل خلال الربع الأخير من القرن العشرين، وهو ما شكل
في المقابل عنوانا للفشل الأكبر للمخابرات العربية والفلسطينية في عدم قدرتها على
اختراق المجتمع الإسرائيلي، والعجز عن فهمه".
جمع المعلومات
وأوضح أن "العرب والفلسطينيين لو نجحوا في
تحقيق هذه الاختراقات الأمنية ضد إسرائيل، لتحولت عملياتهم المسلحة إلى خسائر
إسرائيلية كبيرة"، مستدركا قوله: "لكن حين وصل الأمر إلى تجنيد سيغيف
الطبيب وعضو الكنيست والوزير الأسبق ورجل الأعمال؛ فهذا يعني أن الإيرانيين نجحوا
في اختراق الزجاج الخاص بالمجتمع الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "إيران لديها شبكة من أجهزة الأمن
الاستخبارية المكلفة بجمع معلومات أمنية في خارج إيران، وجزء من عملائهم ينتحلون
صفات دبلوماسيين في السفارات الإيرانية حول العالم، كما أن الحرس الثوري وفيلق
القدس لديهما عدد من المجموعات الأمنية العاملة في صفوفهما، وهناك أجهزة أخرى تعمل
في مجال التزود بالأسلحة والمعدات القتالية، خاصة فيما يلزم المشروع النووي من
أدوات ووسائل لإنجازه".
اقرأ أيضا: اعتقال وزير إسرائيلي سابق بتهمة التجسس لصالح إيران.. تفاصيل
وأكد ميلمان، وهو وثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية
الإسرائيلية، أن "إسرائيل تعتبر هدفا مفضلا لإيران لأعمال التجسس، وتحصل منها
على معلومات أمنية حيوية، وتظهر في أولوية عمل المخابرات الإيرانية، في ظل أنها
دولة متعددة الأعداء، وتسعى لأن تكون قوة إقليمية، وتنتج المشروع النووي".
وأوضح أن "إيران تخصص جزءا كبيرا من قدراتها
الأمنية وإمكانياتها الاستخبارية في استهداف إسرائيل في ثلاثة مجالات: التجسس،
العمليات المسلحة، وحرب السايبر، حيث تحصل على معلومات حيوية أولا بأول عن القدرات
العسكرية والاستراتيجية لإسرائيل، وتضعها على جدول عملياتها الهجومية من خلال
صواريخها وترسانة القذائف التي يحوزها حزب الله، في حال اندلعت حرب بينهما، كما تسعى
إيران لوضع قائمة بالأهداف المرشحة لتنفيذ عمليات هجومية".
التجسس التقني
وتحدث ميلمان أن "إيران تحصل على هذه المعلومات
عن إسرائيل من خلال تجنيد عملاء وجواسيس يتنكرون كسياح أجانب، تم اعتقالهم من قبل
حراس الأمن الإسرائيليين، أو أفراد الشرطة وموظفي الأمن المحليين، حين كانوا
يقومون بتصوير مقار السفارات الإسرائيلية حول العالم، أو ملاحقة الدبلوماسيين
والقناصل الإسرائيليين في عواصم العالم، ومعرفة جدول حياتهم اليومية، وخط سيرهم من
بيوتهم لأماكن عملهم، وبالعكس".
وأكد ميلمان أنه "بجانب التجسس البشري تسعى
إيران لتحصيل معلومات أمنية واستخبارية عن إسرائيل من خلال الوسائل التكنولوجية
والتنصت واختراق الحواسيب، وهو ما يسمى حروب السايبر، فقد نجحت إيران في السنوات
الأخيرة في توجيه فيروسات كمبيوترية، هجومية ودفاعية من خلال الهاكرز والقراصنة
باتجاه أجهزة الأمن ومجتمع الاستخبارات ووزارات الحكومة الإسرائيلية، وهي وسائل تم
إحباطها حتى الآن من خلال جهاز الأمن العام الشاباك والموساد وهيئة الأمن الوطني
للسايبر".
وشدد على أن "الحرب السرية التي تخوضها
المخابرات الإيرانية والإسرائيلية قوية وقاسية، ولا يجب الاستخفاف بها، لأن الإيرانيين
يعملون دون توقف ضد إسرائيل، وجهاز الشاباك لا يبدي استهتارا بالقدرات الأمنية
الإيرانية؛ ولذلك فإن الوحدة العاملة فيه لمواجهة المخابرات الإيرانية تعمل ضمن
قسم مكافحة التجسس الأجنبي، وتم توسيعها في السنوات الأخيرة".