هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استبعدت أول رئيسة وزراء لتركيا،
طانسو تشيلر، تمكن تحالف المعارضة التركي من إيجاد حلول للمشاكل التي تعانيها
تركيا في مجالات السياسة الخارجية والاقتصاد والحرب على "الإرهاب".
جاء ذلك، أثناء مشاركة تشيلر، الأحد، في التجمع الجماهيري لحزب العدالة والتنمية الحاكم، بميدان يني كابي في إسطنبول.
ولفتت إلى أن "أهداف
وسياسات وثقافات الأحزاب المشاركة في تحالف المعارضة تختلف عن بعضها"، متوقعة
أن يضم هذا التحالف حزبا آخر إلى صفوفه للحصول على الأكثرية في الانتخابات
البرلمانية والرئاسية التي ستجرى في 24 حزيران/ يونيو الجاري، وتولت تشيلر رئاسة
الحكومة التركية في الفترة 1993- 1996.
وفي تصريح
للصحفيين، خلال تواجدها في الميدان، وردا على سؤال حول نيتها العودة إلى السياسة
مرة أخرى من عدمها قالت تشيلر: "أنا أتواجد هنا اليوم فقط بدافع وطني ".
اقرأ أيضا: الأتراك في آسيا يصوتون بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية
ورأت أنه من الصعب إيجاد حلول للمشاكل العالقة عن طريق الحكومات الائتلافية، "فذلك
النوع من الحكومات بطبيعته استجابته ضعيفة للحلول العاجلة".
وأوضحت أن
"هدف الديمقراطية، هو إرضاء الشعب"، لافتة إلى أنها تقول ذلك
انطلاقا من التجارب التي خاضتها بصفتها بروفيسورة في مجال الاقتصاد، وكونها
تولت مناصب عدة خلال حكومات سابقة منها:وزارتا الخزانة والخارجية، ونائب رئيس
وزراء، ورئيس وزراء.
وأشارت تشيلر إلى
حاجة تركيا لحلول في مجال الزراعة، متحدثة كذلك عن ضرورة معالجة مشكلة البطالة لدى
الشباب.
وولدت تشيلر في 24 أيار/ مايو 1943 في مدينة إسطنبول لأسرة غنية بيروقراطية حيث عمل والدها محافظا لمدن شتى ورشحه حزب الشعب الجمهوري لعضوية البرلمان، تخرجت في كلية الاقتصاد بجامعة بوغاز إيجي، وحصلت على الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد بالولايات المتحدة.
عادت إلى تركيا لتعمل أستاذة في جامعة بوغاز إيجي، نالت درجة الأستاذ سنة 1983، وهي متزوجة من رجل أعمال وأنجبت منه ولدا واحدا.
رشحها حزب الطريق القويم لعضوية البرلمان عن إسطنبول في انتخابات 1991، وتولت منصب وزير الاقتصاد في حكومة سليمان ديميريل الائتلافية التي شكلها حزب الطريق القويم مع حزب الشعب الديمقراطي الاشتراكي.
وتولت زعامة حزب الطريق القويم خلفا لسليمان ديميريل الذي تخلى عن الزعامة ليصبح رئيسا للجمهورية، وبذلك كانت تانسو تشيلر أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في تاريخ تركيا.
وفي انتخابات 1995 شكلت تشيلر حكومة ائتلافية مع حزب الوطن الأم، لكنها انهارت بعد مدة. تلا ذلك الحكومة الائتلافية التي تشكلت بمشاركة حزب الرفاه الإسلامي وحزب الطريق القويم، وكانت تشيلر وزيرة الشؤون الخارجية ونائبة رئيس الوزراء نجم الدين أربكان في هذه الحكومة، لكن هذه الحكومة انتهت عام 1997 إثر أزمة عرفت بـ"28 فبراير/شباط" والتي أدت إلى حظر حزب الرفاه ومنع أربكان من ممارسة النشاط السياسي.
بعد ذلك فقد حزب تانسو تشيلر شعبيته في انتخابات 1999 فدخل البرلمان في المركز الخامس حاصلا على نسبة 12% من الأصوات، وقامت تشيلر في هذه الفترة بدور المعارضة في البرلمان. وتعتبر تشيلر نفسها من وسط اليمين وتدعو إلى توحيد اليمين تحت رايتها.
قامت في الآونة الأخيرة بجهود كبيرة للم شمل وسط اليمين، وقد ثار جدل كبير بشأنها في الآونة الأخيرة بسبب العقارات التي تملكها في الولايات المتحدة، وهو ما ألقى بظلال على علاقاتها المالية، وقد وعدت ببيع وإنفاق أموال هذه الممتلكات على أمهات الشهداء، لكنها لم تف بوعدها بعد.