نشرت صحيفة "أوبزيرفر" تقريرا أعده سايمون سبيكمان كوردال، يقول فيه إن الفريق
التونسي سيلعب في مباريات
كأس العالم لأول مرة منذ ثورة الياسمين عام 2011.
وببدأ كوردال تقريره بالإشارة إلى الحديث مع صاحب محل دمى أطفال في العاصمة تونس، ويدعى طاهر اللواتي (63 عاما)، الذي كان يتحدث في مساء دافئ عن حظوظ الفريق التونسي، قائلا:" الفريق الوطني هو فوق كل شيء، وأدعم
الرياضة منذ سنوات، وأود رؤية تأهل الفريق التونسي للجولة القادمة قبل أن أموت".
ويعلق الكاتب قائلا إنه "حتى يتحقق هذا الحلم فإن على الفريق التونسي أن يثبت قدراته في مباراة يوم غد الاثنين ضد الفريق الإنجليزي".
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن اللواتي، قوله: "الفريق الإنحليزي هو أفضل بدرجات من فريقنا، لكن كرة القدم مليئة بالمفاجآت، وحتى مدرب الفريق الإنجليزي قال هذا.. إن شاء الله فسنحقق ذلك".
وتشير الصحيفة إلى أنه يتم الاحتفال بتونس في الخارج على أنها قصة النجاح في
الربيع العربي، مستدركة بأن ثمار النجاح عام 2011 لم تقدم إلا القليل، حيث تعاني تونس من الدين وأزمة اقتصادية وسياسية.
ويجد كوردال أن مباراة كرة القدم تقدم نوعا من الراحة من هذه المشكلات كلها، حيث أنه في الوقت الذي يستمر فيه العنف، فإن الفريق الوطني يمثل النقطة الرئيسية للتركيز، ولعدة أسابيع، حيث تنشغل البلاد به وتعول عليه الآمال.
وينقل التقرير عن الصحافي الرياضي سهيل خميرة، قوله: "أنا وبشكل واثق، نعم.. مهما حدث فإننا سنشاهد مباريات كرة قدم قوية وجميلة، ولم تتح لجيلي الفرصة ليشاهد الفريق الوطني وهو يلعب في مباريات عام 1978، ولهذا نشأنا وشاهدنا كرة قدم مستسلمة ومملة ودفاعية".
وتلفت الصحيفة إلى أن تونس تأهلت لاول مرة لمباريات كأس قبل 40 عاما، وشاركت في ثلاث مناسبات من عام 1998 – 2006، مستدركة بأن هذه هي المرة الأولى التي يلعب فيها الفريق الوطني منذ ثورة الياسمين، التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
ويقول خميرة للصحيفة: "هذا الفريق مختلف.. لدينا لاعبون تكتيكيون أقوياء، يقومون بخلق الفرص لتسجيل الأهداف، وراقب نعيم سليتي وأنيس بدري ووهبي خرزي، يمكنهم عمل هذا، ولا أقول إن هذا سيكون سهلا، وعلينا أن نكون واقعيين، لكن تعادلا ضد إنجلترا وبلجيكا وفوزا على بنما قد يقودنا إلى التأهل".
ويفيد الكاتب بأنه في أنحاء تونس كلها، فإن المباراة الوطنية منحت حسا نقيا لم تشوهه المصالح السياسية، أو يشوبه العنف، الذي عادة ما يرافق العلاقة بين المشجعين والشرطة، التي تميز مباريات الدوري المحلي.
ويورد التقرير نقلا عن الزميل الباحث في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنس حمزة مديب، قوله:"لم يرتبط الفريق الوطني أبدا بابن علي أو الحبيب بورقيبة.. كان دائما قوة موحدة ورمزا للأمة، بالطبع فقد استخدمته الأنظمة وسيلة للشرعية، وقد استثمر ابن علي الكثير في تنظيم مباريات دولية، لكن لم ينظر للفريق الوطني على أنه مرتبط بالنظام، فهو ينتمي إلى الأمة كلها رغم كل المحاولات السياسية لاستخدامه".
وتذهب الصحيفة إلى أنه مع ذلك، فإن الكثير من الرموز السياسيين التونسيين يحاولون الارتباط بالسياسة وقوتها لإشعال حماس المواطنين التونسيين، الذين خابت آمالهم بسبب التقاتل السياسي، حيث يقول مديب: "هناك الكثير من الأمثلة التي تظهر أهمية كرة القدم في المسارات السياسية بعد عام 2011"، مشيرا إلى باجي قايد سبسي ونداء تونس، الذي رشح مديري نواد سابقين وحاليين في الانتخابات البلدية في تونس وسوسة وصفاقس.
وتختم "أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى أنه مع ذلك، فإن الوحدة الوطنية بعيدة عن مظاهر العنف التي ترافق المباريات المحلية، في ظل تزايد البطالة والفساد المستشري، لافتة إلى أن هناك الكثير من التونسيين يجدون في الرياضة الكروية نوعا من الهوية، ففي نيسان/ أبريل أدى العنف إلى مقتل الشاب عمر العبيدي (19 عاما) بعد اتهام الشرطة بملاحقته.