ملفات وتقارير

هل يقلق السيسي من مشهد الجماهير حول نجل مبارك؟‎

أدى علاء مبارك صلاة فجر الجمعة بمسجد الإمام الحسين، جالسا بالصفوف الأحيرة- جيتي
أدى علاء مبارك صلاة فجر الجمعة بمسجد الإمام الحسين، جالسا بالصفوف الأحيرة- جيتي

أثار مشهد الجماهير الملتفة حول علاء مبارك، نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، والمحتفية به بساحة أشهر مساجد القاهرة، تساؤلات البعض حول ما يمثله ذلك الظهور المتكرر والمصحوب بكادرات السيلفي بين الجماهير وابني مبارك من قلق لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي.

وأدى علاء مبارك صلاة فجر الجمعة بمسجد الإمام الحسين، جالسا بالصفوف الأخيرة، رفقة 4 من حراسه يتلو القرآن، وما أن انتهت الصلاة حتى أحاط به عشرات المصلين؛ لأخذ الصور التذكارية، فيما خاطبه البعض بقول "رئيس مصر أهو".


ذلك المشهد أثار التكهنات حول نية نجلي مبارك بالعودة للمشهد واللعب على وتر الجماهير الغاضبة من سياسات السيسي، بظهورهما بملاعب الكرة ومنطقة الأهرامات والمناطق الشعبية ومسجد الحسين والحفلات والمناسبات العامة، والكتابة بالشأن العام، والسجال مع المتابعين عبر تويتر وفيسبوك.

ويرى المحامي الحقوقي، عمرو عبدالهادي، أن "السيسي أبدى قلقه منذ بداية فترته الأولى، حينما أعاد علاء وجمال ومبارك للسجن، وأعطاهم حكما بقضية سرقة القصور الرئاسية يمنعهم من ممارسة حياتهم السياسية".

عبد الهادي، أشار بحديثه لـ"عربي21"، إلى أن "السيسي يعلم جيدا أن من قام بانقلاب 30 يونيو، هم رجال مبارك والدولة العميقة؛ لذا فهو يعمل بكل قوته لخلق نخبة بديلة عن نخبة مبارك.

السياسي المصري، يرى أن نوايا أسرة مبارك بالعودة للمشهد رويدا رويدا، وعبر الجماهير، قائمة، مؤكدا أن "هذا ليس حلما، لكنهم يرونه حقهم الذي سُلب منهم، وينتظرون اليوم الذي ينقضون فيه على السلطة".

وفي تعليقه، أكد المنسق العام للتجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام محمد سعد خيرالله، أن "السيسي أصبح يحيا داخل شرنقة القلق، ليس الآن، ولكن منذ فترة طويلة"، مؤكدا أنه "قلق منطقي؛ لعلمه بالجرائم والخيانات الكبرى التي اقترفها بحق الشعب، من بيع وتفريط وتنازل واستدانة ومشروعات فاشلة وتبديد للعملات وسجن وقهر وظلم لكل مختلف معه، وبالتالي القلق والخوف والتربص منطقي وطبيعي".

وعن نوايا أسرة مبارك حول العودة للمشهد السياسي، قال خيرالله، لـ"عربي21": "لا أستبعد ذلك، خصوصا أنه بالقياس بالسيسي ومجموعته تعدّ أسرة مبارك محنكة سياسيا، هي ورجال المرحلة الذين كانوا معها"، مشيرا إلى أن "عائلة مبارك تدرك بأن هناك حنينا مجتمعيا طبيعيا كحالة من حالات النوستالجيا السياسية تجتاح المجتمع بمقارنات ما بين حقبة مبارك وحقبة الجنرالات بقيادة السيسي".

وعن إمكانية عودة عائلة مبارك للمشهد، قال خيرالله: "إجابة هذا السؤال لا يملكها فقط الداخل المصري، فهناك عدة أطراف دولية وعالمية تقرر ذلك"، مؤكدا أن "الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، خصوصا أن بقاء السيسي من عدمه تحدده عدة معايير وخطوات مستقبلية مصيرية، منها ملف المياه، وصفقة القرن".

وعلى الجانب الآخر ترى الكاتبة ماجدة أبو عثمان أن ظهور علاء والتفاف الجماهير حوله لن يقلق السيسي، مؤكدة أنه "أراجوز يحكم مصر كواجهة فقط، وأن الحاكم الحقيقي هو المشير طنطاوي ومجلسه العسكري، من أوصلوا السيسي للحكم".

وقالت لـ"عربي21": "معروف للجميع أن البلد تحكم بقبضة من حديد، وأن الدستور ومادة الفترة الرئاسية سيتم تغييرها ومد حكم السيسي، مشيرة لتسريب صوتي بين السيسي والصحفي ياسر رزق، الذي قال فيه الأخير: "لازم المادة تتغير"، فيرد السيسي: "همتك معانا".

أما عن عودة عائله مبارك، فلا تعتقد أبو عثمان ذلك، قائلة: "ولو كنت أتمنى ذلك، لكن علاء يعتمد على حب الشعب، وظهوره يعني استهزاء بكل المعارضين والثوار، مشيرة إلى أن "علاء وجمال لن يتركا حقهما بعدما نالهما من إهانة وسجن".


النائب هيثم الحريري، أكد على وجود صراع بين نظامي السيسي ومبارك، قائلا إن الثوار أخطأوا بوضعهما بكفة واحدة، موضحا عبر "فيسبوك" أن هذا الكلام غير صحيح، وأن السيسي يتعامل مع كل من هو خارج معسكره على أنه خصم، ويرى الفلول أخطر من الثوار، مضيفا أن الاحتفال بعلاء ضربة لنظام السيسي.



وأشار الكاتب الصحفي، عبدالحميد قطب، إلى أن "تزاحم المصلين على علاء مبارك، ومن قبل انحناء طنطاوي لشقيقه جمال، مؤشر واضح على أن دولة مبارك ما زالت قوية وتستعيد أوراقها".




فيما تساءلت الكاتبة الصحفية، مي عزام، قائلة: "يا ترى السيسي حس بإيه وهو يشاهد فيديو علاء مبارك بالحسين؟".




وفي المقابل يرى أستاذ القانون الدستوري الدكتور نور فرحات، أنه "لا داعي للمبالغة في دلالات الزحام حول علاء مبارك"، مضيفا عبر "فيسبوك" "لا دلالة سياسية لهذا الأمر، شعبنا يحب التصوير حتى مع نخنوخ".


التعليقات (2)
مصري
الأحد، 10-06-2018 12:53 م
و ما ادراك انها ليست وسيلة من وسائل العسكر الأوباش لإلهاء الشعب الغفلان و الذي يتحصر من آن لآخر علي ايام المخلوع فهي فرصه للترحيب بأبن الغالي الذي زرع الفساد في كل ربوع مصر ليحصدة السيسي جاسوس اسرائيل بإشراف الموساد الإسرائيلي الذي كان يراقب عن كثب سير الأحداث في مصر .
مصري جدا
الأحد، 10-06-2018 04:28 ص
القلق يكون عندما يحسم صندوق الانتخابات الوصول للسلطة ،،، اما عنمنا يكون الحسم لصندوق الذخيرة ،،، الجيش والشرطة والبلطحية ،،، فلا قلق من شعبية احد ،، وستخرج الاذرع القانونية والاعلامية لعمل اللازم بفتح ملفات وقضايا قديمة كما تم مع خالد على وقتصوه وعنان وغيرهم ،،، ترزية القوانين وشياطين الاعلام وفتوات الشرطة تحت الطلب