هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، تقريرا تحدثت فيه عن الأسباب التي تحول دون تمكن العلماء من إعادة إحياء الديناصورات من جديد، بالاعتماد على حمضها النووي المحتقن في جثث البعوض.
ووردت هذه الفكرة في النسخة الأصلية من فيلم "جوراسيك بارك"، ولا تزال مجرد خيال.
وقال معدا التقرير دارين غريفن وريبيكا أكونور وفق ما ترجمته "عربي21"، إن العلماء تمكنوا مؤخرا من تحديد البنية الجينومية الشاملة للديناصورات.
وتمثل البنية الجينومية الطريقة التي يتم على أساسها ترتيب الجينات على الكروموسومات في كل نوع من المخلوقات. وعلى الرغم من أن كل حيوان من النوع ذاته يحمل حمضا نوويا مختلفا، إلا أن البنية الجينومية في مجملها تكون خاصة بنوع معين.
وذكرت المجلة أن العلماء بدأوا العمل على البنية الجينومية الأكثر احتمالا لأسلاف الطيور والسلاحف، قبل تعقّب أية تغييرات قد وقعت منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا.
ويشمل هذا النسل ظهور الديناصورات والبيروصات منذ قرابة 240 مليون سنة، مرورا بالثيروبودات (التي تضم التيرانوصور والفيلوسيرابتور) وتنتهي بالعصافير.
وأضافت المجلة أنه على الرغم من عدم وجود أي تصريح للعلماء حول استخراجهم للحمض النووي للديناصورات، إلا أن أغلب الناس يتساءلون بشأن اقترابنا من إنشاء "حديقة جوراسية" انطلاقا من هذه العينة من الحمض النووي. لكن الإجابة عن هذا السؤال تحمل نفيا مؤكدا لهذه الفكرة، وتتعدّد أسباب ذلك.
وأوضحت المجلة أن فكرة وجود دم ديناصورات سليم لدى الحشرات مصاصة الدماء المحفوظة في الكهرمان لا تعتبر إضافة علمية. ويعود ذلك إلى أن بعوض عصور ما قبل التاريخ، التي تم اكتشافها، يحمل دماء ديناصورات كانت قد تحللت منذ وقت طويل.
وأوردت المجلة أن العلماء نجحوا في عزل الحمض النووي للنيندراتال والماموث الصوفي، لكن الحمض النووي للديناصورات يعتبر قديما للغاية. ويعود أقدم حمض نووي تم اكتشافه إلى مليون سنة مضت، بيد أنه ينبغي للعلماء العودة في التاريخ إلى 66 مليون سنة خلت للحصول على الحمض النووي للديناصورات.
وحتى في حال تمكن العلماء من استخراج الحمض النووي للديناصورات، سوف يتم تقسيمه إلى ملايين القطع الصغيرة. وسيكون بحوزتهم قدر ضئيل من المعلومات حول كيفية تنظيمها.
وسيكون الأمر أشبه بمحاولة حل أصعب أحجية في العالم دون أدنى فكرة عما ستبدو عليه الصورة وعن احتمال وجود أجزاء مفقودة.
وأشارت المجلة إلى أن العلماء في فيلم "جوراسيك بارك" وجدوا القطع المفقودة وقاموا بإتمامها بأجزاء من الحمض النووي للضفدع. لكن هذا الأمر لن ينتج عنه ديناصور، وإنما سيخلّف مخلوقا هجينا. وسيكون من المعقول اعتماد أجزاء من الحمض النووي للطيور بدلا من الضفادع ذلك أنها أقرب نسبا للديناصورات، ومع ذلك، لن ينجح هذا الأمر.
وأوردت المجلة أن الفكرة القائلة بأن كل ما يحتاجه العلماء لإعادة إنشاء خلق كامل لحيوان ما هو سلسلة من حمضه النووي يعد ضربا من ضروب الخيال العلمي.
وفي الحقيقة، يمثل الحمض النووي نقطة بداية فقط، لكن تطور الحيوان داخل البويضة يجسد "رقصة" معقدة للجينات بين تباعد وتقارب إلى جانب سلسلة من العوامل البيئية.
وقالت المجلة إن عملية إعادة إحياء هذا النوع من المخلوقات تحتاج إلى بيضة ديناصور مثالية وكل الكيمياء المعقدة الموجودة داخلها. إلى جانب ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار التشريعات والتراخيص، وردة فعل الجماعات الاحتجاجية، ومدى تأثير هذه العملية على النظام البيئي.
وأفادت المجلة بأن الديناصورات لم تنقرض أبدا، بل على العكس تماما، إنهم يتواجدون بيننا حاليا. وتتجسد هذه الديناصورات في الطيور، حيث أن هذا النوع من الحيوانات لا يعتبر تطورا للديناصورات وليس لديه ارتباط وثيق بها، بل تعتبر ديناصورات في حد ذاتها.
وأوضحت المجلة أن الديناصورات (بما في ذلك الطيور) نجت من أربع حوادث انقراض على الأقل، وتظهر كل مرة بأشكال أكثر تنوعا وغرابة وروعة.
ومن الناحية النظرية، يعتقد العلماء أن هذا الأمر يعزى إلى الدور الذي تلعبه البنية الجينومية. وقد اكتشفوا أن الطيور ومعظم الديناصورات غير الطائرة تمتلك عددا كبيرا من الكروموسومات، ويسمح هذا العدد من إنتاج التنوع، الذي يعد محرك الانتقاء الطبيعي.
وفي الختام، ذكرت المجلة أنه من الممكن اعتماد تكنولوجيا الحديقة الجوراسية للمساعدة على التخلص من بعض الضرر الذي يتسبب به الإنسان للنظام البيئي.
وشهدت البشرية انقراض الديناصورات الطائرة المعروفة، على غرار طائر الدودو. وتعتبر فكرة استعادة الحمض النووي الخاص بهذه الطيور، الذي يعود تاريخه إلى مئات السنين، اقتراحا أكثر واقعية.
وفي الظروف المناسبة، قد يتمكن العلماء من استعادة هذه الأنواع المنقرضة.