هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دخلت الصحافية، أمل هواري، في إضراب عن الطعام بعد أول 24 ساعة على وضعها تحت تدابير الحراسة النظرية (اعتقال)، في ملف مؤسس جريدة "أخبار اليوم" وموقع "اليوم 24"، توفيق بوعشرين، المتابع بتهم الاتجار بالبشر والاغتصاب والاستغلال الجنسي.
وأثارت الطريقة التي تمت بها إحضار المطالبة بالحق المدني أمل هواري، خاصة مع اعتراف النيابة العامة بأنها "معتقلة"، استغرابا لمتابعي ملف محاكمة القرن بالمغرب التي يتابع فيها واحد من أشهر كتاب الرأي في تاريخ بالبلاد.
وكانت أمل هواري سبق وأن قالت إنها غير معنية بقضية توفيق بوعشرين، وأضافت في تصريحات سابقة أنها لم تضع أي شكاية ضد بوعشرين، وأنه لم يغتصبها ولم يحاول أن يفعل ذلك، ولم تكن له معها أي علاقة جنسية أو غرامية.
إضراب عن الطعام
وقال موقع "اليوم24"، إن الصحافية المُستجوَبة في ملف الصحافي توفيق بوعشرين، أمل الهواري، أعلنت دخولها في إضراب عن الطعام بعد وضعها تحت الحراسة النظرية، منذ الساعة الرابعة صباحا من اليوم الخميس.
وكشفت مصادر "اليوم24"، أن الهواري قررت دخول معركة الأمعاء الخاوية بسبب الظلم الذي تتعرض له، ورفضها شهادة الزور في حق الصحافي بوعشرين، كونها لم تتعرض لأي تحرش أو اعتداء جنسي من طرفه.
وأضافت مصادر الموقع أن "عائلة أمال لم تخبر بقرار الحراسة النظرية إلى في حدود الساعة العاشرة صباحا من اليوم الخميس، بعد أن أصر زوجها الذي رافقها في سيارته الخاصة إلى الرباط".
اعتقال مُستجوَبة
من جهته قال بلاغ صادر عن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط عن النيابة العامة، أنه "استنادا لمعلومات تفيد تواجد إحدى الشاهدات، (مصرحة بحسب المحكمة) بأحد المنازل انتقلت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالرباط يوم 6 حزيران/ يونيو للمنزل المذكور".
وكشف البلاغ الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه، أن المنزل ذاته في ملكية أحد أعضاء دفاع المتهم توفيق بوعشرين (النقيب زيان)، حيث تم العثور على الشاهدة المعنية بالأمر مخبأة بالصندوق الخلفي لسيارة مركونة بمرآب المنزل، والتي هي في ملكية شاهدة أخرى مطلوب إحضارها بدورها لنفس القضية".
ومضى يقول، إنه "اعتبارا لكون هذه الوقائع قد تشكل أفعالا مخالفة للقانون فقد تم الأمر بفتح بحث حول ظروف النازلة مع كل من له علاقة بالموضوع".
وزاد: "تم وضع المعني بالأمر رهن حراسة النظرية لضرورة البحث وفقا للقانون"، مضيفا أنه "سيتم اتخاذ الإجراء القانوني المناسب في النازلة حالما تنتهي إجراءات البحث الجاري".
رسالة الاعتقال
وقال عضو هيئة الدفاع عن توفيق بوعشرين، المحامي عبد المولى مروري: "لقد تم وضع أمال هواري رهن الحراسة النظرية، وهذا من غرائب وعجائب هذا الملف".
وزاد مروري في تدوينة نشرها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "اعتقال مصرحة لأنها قالت بكل شجاعة إن بوعشرين لم يغتصبها ولم يتحرش بها وأنه زُج بها في هذا الملف دون إرادتها وبغير علمها، وراسلت من أجل ذلك ملك البلاد".
وسجل "أمال هواري مارست حقها في التزام الصمت، فكان مصيرها الاعتقال.. رسالة لكل من يعنيه الأمر..".
وختم تدويتنه قائلا: "الغريب أن بعض المصرحات اعترفن بممارستهن للجنس وما يزلن حرات طليقات".
ومباشرة بعد الاستماع لها، أمس الأربعاء، بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء في قضية الصحافي توفيق بوعشرين، المتابع بتهم الاتجار بالبشر والاغتصاب والتحرش، تم اقتياد "أمال الهواري" إلى مقر ولاية أمن الرباط لوضعها تحت الحراسة النظرية تنفيذا لأمر النيابة العامة.
وكانت أمال الهواري، التي سبق أن نصبت كطرف مدني في قضية بوعشرين قد رفضت أمس الإجابة على أسئلة المحكمة، والتزمت الصمت، بدعوى أنه "لا علاقة لها بملف توفيق بوعشرين"، كما رفضت مشاهدة فيديوهات قالت النيابة العامة إنها تخصها رفقة بوعشرين.
وتنص الفقرة الرابعة من المادة 24 من قانون المسطرة الجنائية على أنه "إذا تعلق الأمر بمشتبه فيه، يتعين على ضابط الشرطة القضائية إشعاره بالأفعال المنسوبة إليه".