هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في خطوة نحو مزيد من التصعيد، نشر فصيل "جيش أحرار العشائر"، الثلاثاء، مقطعا مصورا تحت عنوان "رفع التأهب لمواجهة النظام السوري والمليشيات الإيرانية في الجنوب السوري"، يظهر استعراضا عسكريا، واستعدادت يقوم بها الفصيل العامل في درعا للمعركة المقبلة، أسوة بفصائل أخرى.
يأتي ذلك، في حين ما يزال الغموض مخيما على الجنوب السوري المشمول باتفاق "خفض التصعيد"، وذلك بعد تهديدات النظام وروسيا باقتحام المنطقة، وسط أنباء غير مؤكدة عن اتفاق بين روسيا وإسرائيل، يقضي بالسماح لقوات النظام بالتقدم، لكن من دون مشاركة إيران.
وأشارت مصادر محلية إلى قيام "جيش الإنقاذ" المشكل حديثا في الجنوب بحملة اعتقالات للشخصيات التي تقوم بالترويج للمصالحات مع النظام، في سياق عدد من الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الفصائل قبيل التصعيد المنتظر.
اقرأ أيضا: اندماج للفصائل المعارضة في شمال سوريا وجنوبها.. تفاصيل
ومقابل ذلك، فإنه ما زال النظام السوري يواصل الدفع بمزيد من قواته إلى المنطقة، وأمام هذا المشهد تطفو إلى السطح تساؤلات عن الطريقة (تسوية، معركة) التي سيحسم بها مصير الجنوب السوري.
تسوية
وخلافا لما تنذر به أجواء التصعيد في الجنوب، فقد رأى الباحث في الشأن السوري، سنان حتاحت، أن "من الواضح أن هناك رغبة دولية وإقليمية بعدم التصعيد في الجنوب السوري، إفساحا للمجال أمام عقد تسوية سياسية".
وأضاف لـ"عربي21"، أن "المطالب الروسية المتقاطعة الواضحة والمتقاطعة مع النظام، أي تأمين الطريق الواصل بين معبر نصيب الحدودي الأردني- السوري ودمشق، الذي يسمح بعودة خطوط التجارة الدولية، وهو مطلب تلتقي فيها روسيا مع الأردن".
وبحسب حتاحت، فإن حرص إيران على البقاء في المنطقة يعيق تطبيق التسوية، بسبب تعارض ذلك مع المطلب الإسرائيلي والأمريكي الأمني.
وعبر عن اعتقاده بأن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من ممارسة الضغط على إيران للنزول عند هذه الشروط.
وعن سؤال ماذا لو لم تستجب إيران لذلك، أجاب حتاحت بالقول: "حينها، قد نشهد تصعيدا محدودا ومهندسا بشكل مباشر، لضرب المصالح الإيرانية في الجنوب السوري، مثل الضربات التي تعرضت لها مواقع إيرانية هناك".
وما يضعف من حدوث هذا السيناريو، بحسب حتاحت، عدم رغبة إيران بافتعال مواجهة، بالتالي مستعدة لتقديم بعض التنازلات، موضحا أن "الخلاف على المسافة التي يجب على إيران أن تتراجع إليها".
وفي السياق ذاته، أشار الباحث إلى تأكيد الأردن، قبل يومين، حرصه على اتفاق خفض التصعيد في الجنوب والحفاظ على حياة المدنيين والالتزام بالحل السياسي الشامل، وفقا لقرار مجلس الأمن 2254 في العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة في جنيف.
معركة
من جانبه، خالف الباحث السوري أحمد السعيد، ما ذهب إليه حتاحت من حديث عن حسم ملف الجنوب عبر تسوية سياسية، مبينا لـ"عربي21" أن "فصائل الجنوب ليست في وارد المصالحة مع النظام".
وأشار السعيد إلى ورقة البنود المقدمة من فصائل "الجبهة الجنوبية" إلى الدول الضامنة لاتفاق خفض التصعيد.
وبحسب الورقة التي تناقلها ناشطون، فإن مطالب الفصائل "عدم القبول بأي صيغة تتضمن دخول قوات الأسد والمليشيات المساندة لها إلى المناطق المحررة في الجنوب السوري، ورفض وجود نقاط للشرطة العسكرية الروسية أو نقاط مراقبة روسية في المناطق المحررة".
ومن المطالب أيضا "وضع جدول زمني لانسحاب المليشيات الإيرانية من الجنوب على أن يكون ملزما، ورفض أي صيغة لفتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن، إلا بشروط الثورة، وتحت سيادة مؤسساتها".
وعلق السعيد بالقول: "لن تقبل روسيا بهذه الشروط مطلقا، فضلا عن النظام الذي يعيش نشوة الانتصار" مضيفا: "وكل ذلك يؤشر إلى أن المعركة مقبلة لا محالة".
لكنه تساءل بالمقابل: "هل النظام قادر على فتح هذه المعركة دون مشاركة إيران ومليشياتها؟"، مضيفا: "هذا هو الشيء الذي يؤخر فتح المعركة القادمة".