هكذا فسر العبادي "تعجل" تركيا في ملء سد إليسو (شاهد)

قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الثلاثاء، إن الحكومة تتخذ إجراءات وخططا سليمة لتأمين الموارد المائية على الصعيد الداخلي والخارجي، وأن الموضوع لم يصل حد الأزمة، لأن شحة المياه قديمة وليست جديدة.

وأضاف العبادي في مؤتمر الصحفي الأسبوعي في بغداد أن "مياه الشرب متوفرة للمواطنين، ولدينا خطط لتوفير المياه للزراعة الصيفية، ولا يوجد قلق من هذه الناحية".

وأوضح أن "الحكومة متواصلة دبلوماسيا مع تركيا وإيران، لأنهما يمتلكان سدودا على طول الأنهر الواصلة للعراق، حتى لا يحدث ضررا على البلد، وأن الموضوع خضع لحوارات طويلة والجانبان وعدونا باحترام حصتنا المائية".

اقرأ أيضا: سفير تركيا يكشف تفاصيل جديدة عن اتفاق المياه مع العراق

وردا على تصريحات السفير التركي بأن الجانب العراقي لديه علم بموعد ملء سد إليسو، قال العبادي: "لا ليس لدينا علم، لأن رئيس الوزراء التركي وعدني أن تشغيل السد سيكون في نهاية حزيران الجاري وليس بدايته، لأن هذه الفترة هي لملء سدودنا".

وأردف العبادي: "استغربنا عندما سمعنا من وسائل الإعلام أنهم بدؤا بملء سد إليسو من أول حزيران، لأن هذا شهر كامل ويؤثر على الخزين المائي للعراق"، لافتا إلى أن "سد إليسو مشروع تركيا منذ 10 سنوات وليس في حكومتي".

وخاطب رئيس الوزراء العراقي تركيا قائلا: "أنتم تعرفون أن هذه السنة فيها شحة مياه، وأنتم تشكون منها بسبب قلة الأمطار والثلوج، نعم أنكم اتخذتم القرار سابقا، لكنكم بدأتهم في الأول من حزيران وهذا خطأ وتجاوز".

وفسر العبادي، ملء تركيا للسد في هذا الوقت بالقول: "أنا أعلم أن في تركيا انتخابات في 24 من الشهر الجاري، وجزء من التصعيد وتقديم موعد ملء السد، ربما لكسب أصوات الكثير من المزارعين في جنوب تركيا، وأنا أردت أن لا أتكلم بالموضوع خشية الرد الانتخابي، لكن يجب على العراقيين معرفة الحقيقية".

وشدد على أنه "من الخطأ ملء السد الآن في ظل وجود شحة مائية في هذه السنة، وهذا فيه ضرر على بلدنا"، نافيا حاجة الى بناء سدود، لأن السدود الحالية لم تمتلئ بعد، وجميعها تعاني النقص. 

وكان السفير التركي في بغداد، فاتح يلدز كشف، عن تفاصيل جديدة حول أزمة المياه الأخيرة التي ضربت نهر دجلة بالعراق، واتهمت أطراف عراقية تركيا بأنها السبب في الأزمة حين بدأت بتشغيل سد إليسو.

وقال يلدز في مؤتمر صحفي عقده ببغداد، اليوم الثلاثاء، إن "تركيا خططت لبناء سد إليسو منذ زمن طويل"، مشيرا إلى أن "بلاده لم تخط أي خطوة دون الاستشارة مع الدول الجارة".

وأكد أن "تركيا أبلغت رئيس الوزراء حيدر العبادي لدى زيارته إلى تركيا في عام 2017، بأننا أكملنا بناء هذا السد ونستعد لملئه"، وقال: "إننا استمعنا إلى القلق من ملء السد من الجانب العراقي وقمنا بتأجيل ذلك وهو ما كلفنا الكثير".

اقرأ أيضا: وزير عراقي يكشف حقائق مثيرة عن أزمة المياه وموقف تركيا

وشدد على أنه "جرى الاتفاق في الاجتماع الذي عقد في 15 أيار/ مايو بين اللجنتين العراقية والتركية بشأن المياه على موعد الخزن، وسيتم عقد لقاءات مستمرة حول الأمر"، موضحا أنه "من ضمن الاتفاق إطلاق كميات كافية من المياه".

وأوضح يلدز أن "الكلام الذي يدور في وسائل مختلفة عن قطع المياه بشكل كامل هو غير صحيح"، مبينا أن "السد هو لتوليد الطاقة الكهربائية وليس للسقي والإرواء".

ويشهد العراق، وضعا غير مسبوق في انخفاض منسوب المياه في نهر دجلة، حيث بثت وسائل إعلام محلية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد تظهر نسبة الجفاف التي تعرض لها النهر خلال الأشهر القليلة الماضية.