هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الجمعة، إن "إسرائيل تبذل جهودا كبيرة لتسوية الجبهتين المشتعلتين في الشمال والجنوب".
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها التي ترجمتها
"عربي21"، أن "جهود التسوية الإسرائيلية تسير من خلال اتصالات
مكثفة تتراوح بين موسكو وواشنطن والقاهرة والدوحة وعمان"، مشيرة إلى وجود
توافق بين إسرائيل وروسيا، وفي إطاره ستخرج قوات إيرانية وحزب الله من جنوب سوريا.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن "التصعيد الأخير
في غزة، لم يمس بالاتصالات والمفاوضات المتقدمة في التسوية الشاملة في الجبهة
الجنوبية؛ بل على العكس ساهم في تسريعها"، مؤكدة أن "الاتصالات تتواصل
بوتيرة عالية بوساطة مصرية وبمشاركة قطرية محددة".
وذكرت أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو نضج بالنسبة للحاجة إلى تهدئة الجبهة الجنوبية وحشد الجهد على ما يجري في
الشمال، الذي يشكل تهديدا أكبر بكثير على إسرائيل"، منوهة إلى أن "وزير
الجيش أفيغدور ليبرمان لا يزال يصر على إدراج جثماني هدار غولدن وأرون شاؤول في
إطار التسوية الجنوبية، ولكن الموضوع لا يزال يشكل عقبة في الاتصالات".
اقرأ أيضا: هآرتس: أنظار إسرائيل لا تزال بسوريا.. لهذا توقفت النار بغزة
ولفتت إلى أن "نتنياهو يركز على ما يجري في
الشمال أمام التوسع الإيراني؛ ولهذا فهو معني بتهدئة الجبهة الجنوبية، بل وأن يدفع
ثمنا لقاء ذلك"، إضافة إلى التوصية الدائمة من الجيش الإسرائيلي التي تقول
إن "الردع الذي تحقق بعد حرب 2014، من شأنه أن ينهار أمام اليأس والتفاهم
السريع لوضع أهالي قطاع غزة وحركة حماس".
وأكدت الصحيفة أن "الجيش الإسرائيلي خرج من
المواجهة القصيرة في غزة، بإحساس أن حماس تسيطر في القطاع أكثر من أي وقت مضى،
ولكنها تعاني من انتقاد داخلي شديد آخر في التعاظم ويهدد فقدان السيطرة، وهذه
وصفة معروفة للانجرار إلى حرب أخرى زائدة تماما"، بحسب تعبيرها.
وأردفت: "الجيش الإسرائيلي يقول إنها فرصة
ذهبية للتوصل إلى تسوية شاملة، في الوقت الذي توجد فيه حماس في نقطة الدرك الأسفل
في كل الأزمنة، ولا يفترض أن تسمح لها بالإقلاع إلى ارتفاع ذي مغزى في
أعقابها".
وأشارت إلى أن "رئيس الأركان الإسرائيلي غادي
آيزنكوت بذل في جلسة الكابينيت الأخيرة جهدا واضحا، لإقناع الوزراء في أن هجوم
سلاح الجو في غزة، كان ذا مغزى وإن لم يتسبب في قتلى في حماس أو الجهاد"،
منوهة إلى أن "الجميع يعلم أن الفلسطينيين والإسرائيليين اجتهدوا ألا يلحقوا
ضررا أكبر مما ينبغي الواحد للآخر".
اقرأ أيضا: يديعوت: هكذا فشل نتنياهو وليبرمان في جولة التصعيد بغزة
وبينت أن "حماس لم تطلق صواريخ ثقيلة واكتفت
بالمسافات القصيرة، والطائرات الإسرائيلية قصفت أهداف بنية تحتية مهمة، ونزعت قليلا من قدرات حماس ذات المغزى، ولكنه لم يلحق أذى بالأرواح".
ورأت الصحيفة الإسرائيلية أنه "في الوضع الحالي
تعتقد قيادة المنطقة الجنوبية، بأن كل حدث تكتيكي صغير من شأنه أن يجر الطرفين إلى
اشتعال شامل"، مشددة على أن "درجة الحرارة في القطاع آخذة في الارتفاع،
والردع الإسرائيلي بدأ يتآكل".
وتابعت: "هذا هو الوقت لاتخاذ قرار استراتيجي
لكسر دائرة العنف للمدى البعيد، وحسب تقدير الاستخبارات هذا ممكن، وحماس تكون
مستعدة لتنازلات لم يسبق أن سمعنا مثلها، في كل ما يتعلق بتقاسم القوة بينها وبين
السلطة الفلسطينية في القطاع".
وكانت صحيفة "هآرتس" قالت في مقال للكاتب عاموس
هرئيل الخميس، إن "الاتفاق غير المباشر لوقف إطلاق النار في غزة لا يزال صامدا، لأن
الجيش الإسرائيلي حذر من تدهور الوضع بصورة غير مرغوب فيها"، مشيرة إلى أن
"الاعتبار الإسرائيلي واضح هذه المرة".
وأوضحت أن "المشاكل الملحة التي تقف أمام أنظار
رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الجيش وهيئة الأركان العامة، هي الوضع في سوريا
والتدخل الإيراني هناك"، منوهة إلى أن "أفيغدور ليبرمان سافر إلى موسكو
في محاولة لتحقيق تفاهمات بشأن إبعاد القوات الإيرانية والمليشيات الشيعية عن
الحدود الإسرائيلية السورية في هضبة الجولان".
وذكرت
أن "غزة تم اعتبارها جبهة ثانوية بالمقارنة مع ما يحدث في سوريا"،
متابعة قولها: "ليس لإسرائيل في هذا الوقت هدف واضح في القطاع، لأن إسقاط
نظام حماس مرتبط بحرب سيكون لها ثمن لا بأس به، وليس هناك ضمان بأن البديل بعد
حماس سيكون بالضرورة أفضل".