هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وجد عدد من السوريين أنفسهم حبيسي المطارات بعد أن تقطعت بهم السبل إثر فرارهم من النزاع في بلدهم، والذي دخل عامه السابع، بحسب ما نشر موقع "ميدل إيست آي".
وتابع الموقع، كطفل ، درس حسن القنطار الأطلس الذي أعطاه إياه والده، وحفظ أسماء الدول وعواصمها. وعندما أصبح شابا عرف أن الوضع مختلف، إذ أدرك بعد الهروب من بلده أن معظم تلك الدول مغلقة في وجهه.
وبقي القنطار يبحث عن بلد جديد لأن خيار العودة إلى بلده سوريا لم يكن مطروحا، لأن ذلك يعني السجن لرفضه استدعاء الجيش السوري للقتال في حرب يكرهها.
وفي بحثه عن الأمن، وجد القنطار نفسه محتجزًا في مركز احتجاز إماراتي، وأبعده موظفو المطار عن البلاد، لتتقطع به السبل في مطار ماليزي لثلاثة أشهر تقريبا.
— خالد وعائلته المطار بيتهم (@khald471) April 27, 2018
القنطار ليس الشخص الوحيد الذي تقطعت به السبيل فمنذ بدأت الحرب في سوريا، أمضى السوريون أسابيع وأشهرًا في مطارات بعيدة مثل تركيا وروسيا وكوريا الجنوبية، بسبب سياسات التأشيرات وحظر ترامب للهجرة من دول إسلامية سوريا أحدها.
وفاقم تعامل موظفي المطار، ومشاكل الوثائق، والسياسات الحكومية، معاناة السوريين الذين يشعرون أنهم محاصرون، أو مضطرون للسفر في رحلات خطيرة عبر البحار، والتي تكلف غالبا أكثر من السفر جوا.
ويتابع قنطار للموقع: "لقد فتحت الأطلس على شبكة الإنترنت، وعرفت كم هي خياراتي قليلة، إما بلدان بالكاد سمعت عنها، أو أخرى لم أسمع بها مطلقا".
وقرر القنطار السفر إلى الإكوادور التي لا تحتاج إلى تأشيرة للسوريين.
كان يعمل القنطار في الإمارات العربية المتحدة، التي ألقت به في مركز احتجاز بعد انتهاء جواز سفره، وخرج منها إلى ماليزيا التي تمنع الإقامة فيها للسوريين فوق 3 أشهر، وفشلت محاولة السفر إلى الإكوادور بسبب إبعاده عن رحلة الطيران ليعود إلى المطار الماليزي.
وقنطار ليس العالق الوحيد في المطارات، إذ قضى السوري فادي منصور سنة في مطار بإسطنبول بعد مشاكل الوثائق، وأمضى حسن ياسين تسعة أشهر يعيش في خيمة في مطار في موسكو وتعيش عائلة قطراش في مطار كوالالمبور.
— Hassan Al Kontar (@Kontar81) April 27, 2018
ويقول خالد قطراش لـ"ميدل إيست آي": "لقد كان الوضع سيئاً للغاية، لقد سئمنا من احتجازنا".
ويعاني والده المسن من مشاكل في القلب، لكنه لا يستطيع مقابلة الطبيب، ولا يستطيع الصحفيون تغطية مأساتهم بسبب منع السلطات.
ويتابع: "ليس لدينا إقامة في أي بلد آخر ولا يسمح لنا بالرحيل ما لم نحصل على تأشيرة أو يتم ترحيلنا إلى سوريا".
وبالعودة إلى قنطار فقد رسم لنفسه مسارا يتجنب فيه الدول التي تحتاج تأشيرة، وتجنب البلدان الأوروبية.
ويدرك قنطار أن الدول قد تفرض عقوبات على شركات الطيران التي تنقل الركاب دون التوثيق الصحيح.
ونقل الموقع عن المديرة المؤسسة لبرنامج الهجرة بجامعة كوين ماري في لندن، فيوليتا مورينو لاكس، أن نظام معاقبة شركات الطيران معيب، وتابع: "شركات الطيران مطالبة فقط بالبحث عن الوثائق ولكن ليس شرعية طلبات اللجوء".
ووصل أكثر من مليون سوري إلى أوروبا عن طريق البحر في عام 2015 ، وهو نفس العام الذي مات فيه 3770 شخصًا في البحر المتوسط. وكان العديد منهم قد دفعوا للمهربين أكثر بكثير مما كانوا سيحصلون عليه من خلال طرق قانونية أكثر أمانًا، لكن لم يكن لديهم خيارات أخرى.
وقال تقرير صادر عن وكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي إن عدداً قليلاً جداً من السوريين حصلوا على تأشيرات لزيارة منطقة "شينغين" في أوروبا في عام 2013، مقارنة بأكثر من 30 ألفا في سنوات ما قبل الحرب.