قيادي إصلاحي يكشف سيناريوهات وضعت لإقالة روحاني‎

كشف منظر التيار الإصلاحي الإيراني سعيد حجاريان، السبت، عن وجود مخطط وسيناريوهات عديدة وضعت لإزاحة الرئيس الإيراني حسن روحاني من منصبه.

ونشرت صحيفة "اعتماد" تصريحات حجاريان على صفحتها الأولى بعنوان "ماذا يخططون لروحاني؟" مما أثار موجة من ردود الأفعال الغاضبة وسط تيار المحافظين في إيران.

وقال حجاريان إن "هناك أذرعا قوية وفاعلة في هيكلة نظامنا السياسي الإيراني، وهذه الأذرع تمنع الحكومة الإيرانية من المبادرات والعمل وتنتقد بصورة دائمة السلطة التنفيذية (الرئاسة) في البلاد".

اقرأ أيضا: مجلس الخبراء يطالب روحاني بالاعتذار بسبب اتفاق النووي

وتحديث منظر التيار الإصلاحي عن جهات داخل نظام إيران تعيق عمل روحاني، بالقول إن "الرئيس الإيراني كان يواجه هذا الوضع في بعض خطاباته ويقول بأن الحكومة الإيرانية لا تشارك في بعض القرارات ويشير بصورة غير مباشرة للجهات التي تتدخل في شؤون حكومته".

مخطط إزاحة روحاني

وحول المخطط الذي وضع لإزاحة روحاني من السلطة، قال حجاريان: "إذ تفاقم الوضع الحالي في إيران، تيار المحافظون (اليمين الإيراني) وضعوا أربعة سيناريوهات أمام الحكومة الإيرانية، الأول: هو تقديم استقالة الحكومة ويتم اقتراح موضوع الاستقالة على الرئيس روحاني نفسه".

وتابع حجاريان لـ"اعتماد" بأن "السيناريو الثاني: هو ممارسة الضغوط والمناورة في القضايا الشخصية المتعلقة بالرئيس روحاني وبعد ذلك، سيتم الرد على روحاني وفقا لردة فعل الرئيس على الضغوط التي يتعرض لها، ومن ثم يتم تشديد الحملات على روحاني وإسقاط شرعيته الدستورية وعزله وإجباره في النهاية على التنحي من منصبه".

أما السيناريو الثالث، بحسب حجاريان، فإنه "سيكون عن طريق البرلمان الإيراني بطرح موضوع عدم كفاءة روحاني للرئاسة الإيرانية وستطرح الأغلبية في البرلمان هذا الموضوع قبل نهاية العام الجاري بعدما ترى الوضع في إيران يتجه نحو المزيد من التأزم ولا تستطيع مواجهة ضغوط الشعب وستستخلص هذه الأغلبية أن حكومة روحاني لا تمتلك القدرة على حل مشاكل وأزمات البلاد".

واستطرد قائلا: "إن السيناريو الأخير سيكون من نوع تلفيق الملفات، فعلى سبيل المثال، سيتم مراقبة ورصد أداء روحاني وبعد ذلك سيقولون لديه بعض العلاقات المشبوهة مع أصحاب الفتنة (معارضو النظام في الداخل) أو عن طريق الاتفاق النووي بأنه لديه علاقات وارتباط مشبوه بالأجانب وبالتالي لا يمكن لروحاني أن يكون مسؤولا في السلطة التنفيذية".

وتابع منظر التيار الإصلاحي الإيراني: "نحن أمام سيناريوهات قانونية وأخرى شبه القانونية وضعت لعزل الرئيس حسن روحاني".

وردا على سؤال حول لماذا يلجأ النظام لعزل روحاني؟ قال حجاريان إن "روحاني في حملته الانتخابية قال: أنا رجل حقوقي، ووصف منافسه بالعقيد أي العسكري، فكان يعتقد روحاني بأن من يمتلك السيطرة على القانون والقانون الدولي، وفنون الدبلوماسية بإمكانه أن يحل أزمات البلاد، ولكن إذا تفاقم الوضع وأغلقت جميع العلاقات القانونية مع الغرب، فإن النظام سيذهب بطبيعة الحال إلى العقيد (العسكر) لمنع حدوث المواجهة العسكرية مع إيران".

وحول احتمالية وقوع الحرب العسكرية المباشرة بين إيران وأمريكا، قال المنظر الإصلاحي إنه "في بداية غزو بوش للعراق لم تتعاون الدول الأوروبية الكبيرة مع أمريكا، ولكن الدول الأوروبية الناشئة حديثا والتي انفصلت من الاتحاد السوفيتي أيدت غزو بوش للعراق ومن ثم انضمت البلدان الأوروبية الأخرى ودخلت في الحرب العسكرية مباشرة".

اقرأ أيضا: روحاني: ترامب أخطأ حساب هذه الخطوة بمغادرته "النووي"

مرحلة ما بعد روحاني

ووصف حجاريان الحكومة الإيرانية التي تأتي بعد عزل روحاني بأنها "ستكون إما عسكرية أو شبه عسكرية"، لافتا إلى أن "المحافظين وغيرهم تحدثوا عن النموذج المثالي للحكومة الإيرانية المقبلة وهم وضعوا نموذجين لحكومة ما بعد روحاني، الأول: تشكيل حكومة رجال دين وعسكر وستكون وزارة الدفاع والاقتصاد والداخلية والخارجية بيد العسكر وما تبقى من الوزارات بيد رجال الدين".

وأما النموذج الثاني، لمرحلة ما بعد روحاني، بسحب حجاريان فإنه "النموذج الثاني هو الحكومة العسكرية، وسوف يكون رجل عسكري على رأس الحكومة الإيرانية ويتم اختيار جميع وزرائه من بين العسكريين".

ويواجه روحاني انتقادات واسعة من رجال الدين والعسكر في إيران بسبب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وهبوط العملة الإيرانية أمام الدولار الأمريكي وعودة العقوبات وانسحاب كبرى الشركات الغربية من مشاريعها وإلغاء عقودها العملاقة مع إيران.