هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت وسائل الإعلام الإسرائيلية عقب أحداث مسيرة العودة الفلسطينية على حدود قطاع غزة، ووصولها إلى ذروتها في الأيام الأخيرة، نقاشات وطرح آراء حول مقترحات يتم تسريبها بشأن عقد هدنة بين حماس وإسرائيل، تكون طويلة زمنيا نسبيا.
وقال الرئيس الأسبق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية أمان الجنرال يوسي كوبرفاسر، إن "هدف حماس الذي تعمل عليه الآن يتمثل في استنزاف إسرائيل؛ من أجل الوصول إلى خيار الهدنة معها، وبالتالي فمن المتوقع أن تبقى صيغة المواجهة قائمة بين الطرفين، ولكن من خلال تغيير الطريقة".
وأوضح في مقابلة نشرها معهد القدس للشؤون العامة والدولة، وترجمتها "عربي21"، أن "ما حصل في الأسابيع الماضية في قطاع غزة جزء من الكفاح المتواصل الذي تشنه حماس ضد الصهيونية وإسرائيل، والمحافظة على إبقاء النار مشتعلة، ما يتطلب تقديم تضحيات بشرية من الفلسطينيين، وفي حال شعرت حماس أن الثمن الذي دفعته في المواجهات الأخيرة ثقيل الكلفة، فإنها قد تبحث عن خيارات أخرى ووسائل بديلة".
وأكد أن "حماس ترى في قطاع غزة عبوة ناسفة قابلة للانفجار، لكنها لا تريد إشعالها في الوقت الحالي، وقد نجحت الحركة في تصدير الموضوع الفلسطيني مجددا إلى الصحافة الغربية، وأثبتت أنها ملتزمة بحقوق الفلسطينيين، من خلال الاستمرار في عملية المقاومة".
وختم بالقول إن "حماس تبدو في الوقت ذاته بحاجة للتنبه لمطالب الناس في غزة واحتياجاتهم، ولذلك فإن الحركة تسعى لإيجاد الظروف الملائمة للتوصل مع إسرائيل إلى اتفاق على تهدئة أو هدنة طويلة زمنيا، من خلال أوضاع مريحة لها أكثر".
دانة فايس، المحررة السياسية في موقع القناة التلفزيونية الـ14، نقلت عن مصدر أمني كبير قوله إن "العرض الذي تقدمه حماس بشأن الهدنة غير جدي حتى الآن، رغم أن هناك وساطات تجري بين الجانبين للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد، لكن المباحثات لم تنضج بعد؛ بسبب رفض الحركة تقديم تنازلات بهذا الخصوص".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "ما وراء الكواليس تشهد تبادل أفكار بين الجانبين حول موضوع الهدنة، عقب انتهاء أحدث مسيرات العودة قبل أيام، لكنها اصطدمت بتشدد حماس بإبداء تجاوب في المطالب الإسرائيلية لتحقيق هذه الهدنة، ومن ذلك نزع سلاح الحركة، أو منع تعاظمها العسكري في القطاع، ولذلك فإن المباحثات لم تسفر حتى الآن عن نتائج جدية، رغم أن إسرائيل أبدت موافقتها على أنه في حال أظهرت حماس استعدادا لنزع سلاحها، فإن فكرة الهدنة قابلة للنقاش".
وختم المصدر الأمني بالقول إنه "يبدو واضحا أنه بعد الأيام الدامية الأخيرة على حدود قطاع غزة فلا يبدو أن الجانبين معنيان بالتصعيد العسكري، خاصة أن إسرائيل أظهرت حزما أنه في حال تصاعد أعداد الضحايا الفلسطينيين، فإنها لن تقدم على تنازلات للحركة، بل إن مستوى التصريحات المعادية للحركة زادت في الأوساط السياسية الإسرائيلية".