هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عم الإضراب الشامل كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، حدادا على أرواح شهداء
مجزرة "مليونية العودة"، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس،
بالتزامن مع الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة.
وأعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار الثلاثاء، يوم
"إضراب شامل في كافة الأراضي الفلسطينية حدادا على أرواح شهدائنا
الأبرار".
ومنذ ساعات الصباح الباكر لم تفتح المحال التجارية في محافظات غزة والضفة
والقدس المحتلة بالإضافة لمناطق عديدة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 أبوابها
وسادت أجواء حزن على سقوط الشهداء أمس والذين ارتفع عددهم إلى 60 شهيدا وأكثر من 2800
جريح بعد وفاة اثنين من المصابين صباح اليوم متأثرين بجراحهما.
وكانت جماهير قطاع غزة خرجت في مسيرة مليونية، للتعبير عن الرفض الفلسطيني
لـ"جريمة" نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وهي "الجريمة الأمريكية
التي تضاف إلى جرائم الاحتلال"، وفق ما ذكرته الهيئة الوطنية في بيان لها وصل
"عربي21" نسخة عنه.
وأكدت أن خروج الفلسطينيين بمئات الآلاف "أسقط كل الرهانات على صمت
الشعب الفلسطيني، وهو مشهد عز وفخار"، منوهة أنه "آن الأوان لفتح كل
الجبهات وعلى كافة خطوط التماس مع العدو المجرم في الضفة والقدس، وأن تحشد كل
الطاقات وأن يتوحد الجميع حول مشروع إسقاط صفقة القرن وكسر الحصار، والعودة إلى
أراضينا".
وحملت الهيئة، "الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة رئيسها الصهيوني
دونالد ترامب، مسؤولية الدماء التي سالت من عشرات الشهداء، في حين كانت ابتسامات
مسؤوليه الخبيثة تختلط بابتسامات قادة الاحتلال، حيث يبني أمجاده الموهومة على
جماجم أطفالنا".
وشددت على أن "هذا التاريخ الأسود سيظل وصمة عار في جبين كل من تواطأ
أو تخاذل عن نصرة شعبنا"، مؤكدة أن "هذه الدماء لن تزيدنا ولن تزيد كل
شرفاء الأمة إلا إصرارا على استمرار مسيرة العودة حتى كسر الحصار وتحقيق
العودة".
ودعت الهيئة جماهير الشعب الفلسطيني، إلى "مواصلة فعاليات مسيرة
العودة يوميا وأيام الجمع"، موضحة أنها "ستجعل من تاريخ النكسة في 5
يونيو ذكرى احتلال القدس تاريخا لاسترداد الكرامة الوطنية, واستعادة الأرض
والمقدسات".
وأكدت أن "الاحتلال الصهيوني إلى زوال, والحقوق لا تسقط
بالتقادم"، في حين تستعد جماهير قطاع غزة اليوم، لتشييع شهداء مجزرة مليونية
العودة الذين ارتقوا برصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي على طول الخط الفاصل مع قطاع
غزة.
وخلال اجتماع طارئ في مقر السلطة بمدينة رام الله أمس، أعلن رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس، عن "تنكيس الأعلام مدة ثلاثة أيام حدادا على أرواح
الشهداء، والإضراب اليوم بمناسبة ذكرى النكبة"، وفق ما نقلته وكالة
"وفا" الرسمية، في حين اعتبر عباس أن ما جرى في القدس من احتفال لنقل
السفارة الأمريكية هو "افتتاح لبؤرة استيطانية أميركية".
من جانبها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، استشهاد 60 فلسطينيا، وإصابة
نحو 2800 آخرين بجروح مختلفة؛ من بينهم 1359 بالرصاص الحي، منوهة أن من بين
الشهداء 6 أطفال أصغرهم الطفلة الشهيدة ليلى أنور الغندور (8 أشهر).
وأفادت في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، أن من بين المصابين،
54 حالة حرجة جدا، 76 خطيرة، 1294 متوسطة و1347 طفيفة، منوهة أن من بين المصابين
12 صحفيا فلسطينيا و8 مسعفين.
ومن بين الشهداء، الجريح المقعد فادي أبو صلاح، عقب إطلاق النار عليه من
قبل قوات الاحتلال المتمركزة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، مع العلم أنه أصيب
في قصف إسرائيلي عام 2007.
وأطلقت وزارة الصحة بغزة، مناشدة عاجلة للمواطنين بالتوجه للمستشفيات من
أجل التبرع بالدم لإنقاذ حياة الجرحى، مطلقة نداء استغاثة عاجل لتوفير الأدوية
والمستلزمات الطبية اللازمة، حيث تعاني الوزارة في غزة من انعدام رصيد عشرات
الأنواع من الأدوية والمهام الطبية الهامة.
واستهدفت قوات الاحتلال السيارات
الخاصة بالصحفيين والبث الفضائي، المتواجدة في موقع "ملكة" شرق مدينة
غزة، بقنابل الغاز السام المسيل للدموع، وتعمد قناصة الاحتلال استهداف
الصحفيين بالقنص في بداية فعاليات المسيرة المليونية.
وانطلقت مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة في ذكرى "يوم
الأرض" 30 آذار/ مارس الماضي، حيث أقيم عدد من المخيمات على مقربة من الخط
الفاصل على طول المنطقة الشرقية لمحافظات غزة، ومن المتوقع أن تتواصل فعاليات
مسيرات العودة لما بعد اليوم الثلاثاء 15 أيار/ مايو المقبل، وهو اليوم الذي يصادف
ذكرى النكبة الفلسطينية السبعين.
إلى ذلك عم إضراب شامل المخيمات الفلسطينية في لبنان إحياء لذكرى النكبة
السبعين واحتجاجا على مجزرة غزة أمس وتضامنا مع ذوي الشهداء والجرحى.
وأقفلت المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" أبوابها
بعدما صدرت بيانات سياسية باسم الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية تدعو للإضراب
العام.
ويستعد اللاجئون الفلسطينيون في لبنان اليوم للمشاركة في التجمع الفلسطيني
اللبناني في قلعة الشقيف على الحدود الفلسطينية اللبنانية.
وكانت العديد من المخيمات في لبنان شهدت مسيرات ليلية أمس استنكارا لنقل
الولايات المتحدة سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة والاعتراف بها عاصمة لدولة
الاحتلال.