توقف الباحث الأمريكي المعروف، سايمون هندرسون، عند موقف وزير الخارجية الأمريكي الجديد من الأزمة الخليجية.
وقال هندرسون، وهو زميل "بيكر" ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، إنه "لم تمضِ 48 ساعة على تعيين وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو وتأديته اليمين الدستورية، حتى أوضح أن موقفه من الخلاف الخليجي، الذي هو أحد أكبر متاعبه، والذي يشارف على إنهاء عامه الأول، مشابه -خلافا للتوقعات- لموقف سلفه ريكس تيلرسون".
ونقل هندرسون، في مقاله الذي نشره موقع معهد واشنطن، ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" وغيرها من وسائل الإعلام، التي كانت متواجدة على متن طائرة بومبيو، في طريقه من اجتماع لـ"حلف شمال الأطلسي" في بروكسل إلى الشرق الأوسط، أن "الخلاف الحاصل بين
قطر من جهة وأربع دول عربية برئاسة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى، لا بد أن ينتهي"، مشيرا إلى الرسالة البسيطة التي كشفها للصحفيين "مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية، لم يصرح بالكشف عن اسمه"، وخلاصتها: "لقد طفح الكيل.. أوقفوا حصار قطر".
ويتابع هندرسون قائلا: "ويبدو أن هذه الرسالة نفسها نُقلت إلى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي استقبل بومبيو في المطار، وإلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود، خلال مأدبة عشاء أقيمت مساء السبت، وإلى الملك سلمان، صباح الأحد، قبل أن يغادر بومبيو إلى إسرائيل".
ويرى هندرسون أن "قرار بومبيو بتبني وجهة نظر تيلرسون حول أزمة الخليج ناتج على الأرجح عن إدراكه ببساطة أن هناك قضية أكثر أهمية يجب التركيز عليها (إيران تحديدا).
وذكّر هندرسون بقائمة المطالب الـ13 للدول الأربع، مشيرا إلى "التشكيك في جدّية المطالب"، وضاربا على ذلك مثالا أنه "يتعين على قطر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، على الرغم من أن
الإمارات لا تزال تملك مثل هذه العلاقات الرسمية مع طهران".
وأضاف: "وما قلّل من شأن القائمة المذكورة هو الاعتقاد السائد في الأوساط المُطّلعة بأن القائمة صدرت عن مؤسسة فكرية محلية كلّفتها وزارة الخارجية الإماراتية بإعداد بعض نقاط الحوار على وجه السرعة".
ورأى هندرسون أن "الأمر الأكثر تشويقا هو أفعال وحوافز القائد الفعلي لدولة الإمارات، أي ولي عهد إمارة أبوظبي الشيخ
محمد بن زايد آل نهيان"، مشيرا إلى إقناعه وابن سلمان لترامب بذنب قطر، "لكن ترامب غيّر موقفه منذ ذلك الحين، معلنا أنه يريد تسوية الخلاف، ودعا كلا من محمد بن سلمان وتميم ومحمد بن زايد لإجراء محادثات منفردة".
ويستدرك هندرسون قائلا: "غير أن محمد بن زايد اتخذ موقفا متشددا تجاه قطر، ورفض الذهاب إلى واشنطن، في ما شكل على الأرجح ضربا من الحماقة".
وينتهي هندرسون إلى القول إن "من الصعب إيجاد الكلمة المناسبة لوصف الخلاف الخليجي، ولكنني سمعت كلمة "تفاهة". فإذا صحّ هذا التعبير، سيكون من الصعب تقدير الوقت اللازم لإيجاد حل لهذا الخلاف والظروف التي ستحصل فيها التسوية، حتى يصبح بالإمكان تركيز الاهتمام على الخطر الأكبر، أي إيران".