سلطت الصحافة
الإسرائيلية الضوء على فعاليات المؤتمر الدبلوماسي الذي عقدته صحيفة
"جيروزاليم بوست" للسنة السابعة على التوالي في مدينة نيويورك والذي
شارك فيه مئات الخبراء والساسة الإسرائيليين والأمريكيين لتناول العديد من الملفات
التي تشغل تل أبيب وأبرزها الملف الإيراني والجبهات المشتعلة في محيطها.
ونقلت
صحيفة "معاريف" العبرية عن الجنرال غابي أشكنازي الرئيس الأسبق لهيئة
أركان جيش الاحتلال قوله إن إصلاح أو إلغاء الاتفاق النووي مع إيران "أمر جيد
لإسرائيل، وآن الأوان أن يعرف العالم الوجه الحقيقي لإيران، لكن الأمر يتطلب معرفة
رد فعل طهران على هذه الخطوة، التي تشكل خبرا سارا لكل إسرائيلي ويهودي".
وعلى
صعيد الوضع المشتعل في قطاع
غزة، قال أشكنازي في خطابه الذي ترجمته
"
عربي21": "رغم مسيرات العودة الحاصلة على حدود القطاع، لكن
انتفاضة فلسطينية جديدة لن تندلع، رغم أن غزة تبقى هي المشكلة الأكبر في الملف
الفلسطيني بالنسبة لإسرائيل، لكننا قادرون على التعامل معها".
لكن
أشكنازي تساءل: "هل تستطيع حماس إخراج المزيد من المتظاهرين باتجاه الحدود أكثر
من العدد الحالي، رغم أننا في نهاية الأمر لن نسمح لأحد منهم باجتياز الحدود نحو
إسرائيل؟".
من
جانبه قال وزير الحرب أفيغدور ليبرمان إن إسرائيل "ستبقى تعمل لمنع قيام
تواجد إيراني في سوريا، وبكل ثمن".
وأوضح
ليبرمان أن إسرائيل لديها 3 مشكلات وهي: "إيران وإيران وإيران"، مضيفا: "رغم
أنه ليس لدينا نوايا لدخول سوريا، لكن من يظن أنه يستطيع إرسال صواريخ باتجاه
مدننا أو ضد طائراتنا، فسنعمل بكل قوة ضده دون تردد".
وبشأن
المسيرات الحاصلة على حدود غزة، قال في خطابه الذي ترجمته "
عربي21" إن
لها هدفين أساسيين: "القضاء على إسرائيل، وعودة اللاجئين إلى كل حدود إسرائيل".
وتابع: "لم نجد أحدا من المتظاهرين الفلسطينيين يتحدث عن التعايش أو الحياة بسلام مع
إسرائيل، فقط يسعون لتدميرها والقضاء عليها، ونحن نقوم بالحد الأدنى من القوة
للدفاع عن أمننا، والمشكلة أن الفلسطينيين يريدون أمرا واحدا فقط، وهو القضاء على
إسرائيل، لم يقبلوا بعروض الرباعية الدولية، وأيديولوجيتهم الحصرية تقوم على
القضاء علينا، على ماذا نتفاوض إذن معهم؟".
وعلى
صعيد الموقف من الاتفاق النووي قال ليبرمان: "موقفنا واضح أن هذا اتفاق سيء،
كان خطأ كبيرا منذ البداية، وفي حال تم إلغاؤه فسندعم هذه الخطوة، لأن مجرد الحديث
عن إمكانية انسحاب واشنطن منه، سيؤذي الاقتصاد الإيراني، وهذا سيكون له أكبر الأثر
على النوايا المعادية لإسرائيل في المنطقة".
بدوره
قال رئيس الكونغرس اليهودي العالمي رونالد لاودر في خطابه الذي ترجمته
"
عربي21" إنه "يجب محاربة معاداة السامية وحركة المقاطعة العالمية
لإسرائيل بي دي أس"، زاعما أن استمرار مهاجمة اليهود وإسرائيل "أمر مخجل
ومستفز، والصمت عن ذلك أكثر استفزازا".
وأضاف
لاودر: "أعداء إسرائيل يحاولون إقناع الآخرين بعدم صوابية أطروحاتنا، يرسلون
عناصرهم للمجالس الطلابية والمؤسسات الأكاديمية، ليظهروا أن اليهود سيئون وأشرار،
واليوم، وللأسف الشديد، يحققون نجاحات أكثر من الماضي، ويقنعون الأجيال الصاعدة أن
إسرائيل دولة فصل عنصري أبارتهايد، في حين أنها لا تفعل شيئا للرد على هذه
الاتهامات".
من
جانبه قال الجنرال يؤآف غالانت وزير الإسكان وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون
الأمنية والسياسية "الكابينيت" في تصريحات نقلتها القناة العاشرة
العبرية إن "إيران تسعى لإقامة جبهة جديدة ضد إسرائيل في الجولان
ولبنان".
وأوضح
غالانت أن الوضع "أمامنا جديد برمته فالإيرانيون سيطروا على مناطق واسعة من
الشرق الأوسط من الخليج وحتى المتوسط عبر تواجد حزب الله والمليشيات
الشيعية".
وأضاف
في خطابه: "التهديد الإيراني هو الأكثر خطورة على إسرائيل، ويجب التعامل معه
في المسارين: الدبلوماسي والعسكري، كي لا تنجح إيران بتحقيق أهدافها".
ونقل
موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين عن وزير الاستخبارات والمواصلات يسرائيل
كاتس دعوته للرئيس الأمريكي دونالد ترمب لحضور حفل نقل السفارة الأمريكية إلى
القدس، والسماح للجاسوس اليهودي جوناثان بولارد بالوصول لإسرائيل، مطالبا بإجراء
تعديلات على الاتفاق النووي مع إيران، أو إلغائه.
واعتبر
كاتس بخطابه الذي ترجمته "
عربي21" أن فرض العقوبات على إيران، وعدم وجود
اتفاق من الأساس أفضل من اتفاق سيء، ويجب على المجتمع الدولي الوقوف خلف ترمب
لمنعها من تحصيل سلاح نووي.
وختم
بالقول: "المجتمع الدولي الذي هزم داعش، يجب أن يواجه إيران"، مضيفا: "ربما
تتصرف إيران كأنها إمبراطورية، لكنها كما يقول المثل الفارسي يتحدثون كالأغنياء
لكن جيوبهم فارغة".
صحيفة
إسرائيل اليوم نقلت عن إيهود أولمرت رئيس الوزراء السابق قوله إن السلام بين
إسرائيل والدول العربية لن يقوم طالما لم يتحقق مع الفلسطينيين في البداية، فإن
تحقق، فإنه سينتقل بين عشية وضحاها لمعظم الدول العربية، وستصبح إسرائيل عاصمة
الشرق الأوسط، والكل سيأتي تباعا إلى تل أبيب.
وأضاف
في خطابه الذي ترجمته "
عربي21": "العرب يعلمون أن إسرائيل دولة متفتحة
ومتطورة، والكثير من الأشياء التي يحتاجونها سيجدونها لدينا، لكنهم لن يفعلوا ذلك
خشية من المتطرفين الذين لن يقبلوا بهذا الواقع، ولذلك فإن اتفاقنا مع الفلسطينيين
حتمي وضروري من أجل إيجاد الاستقرار في دولتنا، ومع جيراننا".
وختم
بالقول: "هذه هي البوابة الاضطرارية لتحقيق اختراق دراماتيكي
سياسي-اقتصادي-اجتماعي، الأمر ليس منوطا فقط بالرئيس ترمب، بل يجب على كلا الطرفين
أن يرغبا بتطبيق الخطة المشار إليها في الأخبار، الولايات المتحدة تعرض عليهما،
لكنها لا تفرض بالقوة".