هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمراسلها في القاهرة ديكلان وولش، يقول فيه إن مرض رجل ليبيا القوي اللواء خليفة حفتر أثار معركة على خلافته.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه مع رقود القائد الليبي في واحد من مستشفيات فرنسا، فإنه تم التعتيم على وضعه الصحي بصفته سرا، مستدركا بأن التكهنات بشأن حالته الصحية أدت إلى فراغ في السلطة في شرق ليبيا، ما أثار مخاوف اندلاع معركة عنيفة على خلافته.
ويفيد وولش بأن الشائعات انتشرت منذ نقل الجنرال بالطائرة من الأردن إلى فرنسا؛ لتلقيه العلاج العاجل، ولم تتوقف منذ ذلك الوقت، حيث قالت إن العسكري الذي يسيطر على معظم شرق ليبيا في وضع صحي صعب، وعاجز عن الحركة، بل إنه ميت.
وتذكر الصحيفة أن مساعدي الجنرال نفوا التقارير، مؤكدين أنه يجري فحوصات طبية عادية، وقالوا إنه سيعود إلى بنغازي قريبا، مستدركة بأن الانفجارات التي حدثت في المدينة يوم الأربعاء تشير إلى أن التوتر قد يتجاوز الجنرال المسجى على فراش المرض.
ويلفت التقرير إلى القنبلة التي ضربت قافلة تابعة للجنرال عبد الرزاق الناظوري، وهو أحد كبار القادة في معسكر حفتر وجيشه الجيش الوطني الليبي، مشيرا إلى أن الناظوري نجا دون أي جراح، ولم يتم تحديد المهاجمين، حيث فسر الهجوم على ما يبدو على أنه طلقة البداية في المعركة على خلافة حفتر.
وينقل الكاتب عن طارق مغريسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله: "هذه إشارات واضحة إلى أن المعركة على الخلافة قد بدأت.. فتحول النقاش فيما إن كان حفتر حيا أو ميتا، إلى أن كونه قادرا على العودة وأداء دوره كما في الماضي، وهو ما يراه البعض غير ممكن".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "الغموض الذي يحيط بوضع حفتر وصحته يعد صفعة لشخصية متسيدة وانقسامية سيطرت على شرق ليبيا، فبعد سقوط القذافي عام 2011 تحولت ليبيا إلى مجموعة من المناطق التي تسيطر عليها جماعات مسلحة، واستطاع حفتر طرد منافسيه الإسلاميين، والسيطرة على معظم مناطق الشرق".
ويشير التقرير إلى أن حفتر، الذي حاول الانقلاب على القذافي، بدأ عملية الكرامة في عام 2014، وبعد 3 سنوات من الحرب، التي تركت معظم مدينة بنغازي أنقاضا، وهجرت معظم أبنائها، استطاع السيطرة عليها بدعم من أبناء القبائل ومليشيات سلفية.
ويستدرك وولش بأن أنصاره طالما عبروا عن مخاوفهم من أن يؤدي عمره المتقدم إلى منعه عن مواصلة طموحاته في المعركة المعقدة للتسيد في ليبيا، مشيرا إلى أنه حتى إذا تعافى من مرضه وعاد إلى ليبيا فإن النكسة الصحية تعد ضربة لصورته كونه قائدا قويا، حيث يقول مغريسي: "لقد تم تدمير صورته بصفته رجلا قويا.. أصبح رجل ليبيا المريض".
وتقول الصحيفة إنه "لا يوجد خليفة واضح له، إلا أنه رفع قبل فترة ابنيه في الجيش، مع أن خالد وصدام لم يشاركا في معارك حقيقية، ولا يعلم الخبراء إن كانت لديهما السلطة للقيادة، خاصة أن الجيش الوطني الليبي هو مجموعة من الجماعات المقاتلة، التي يترأس كل واحدة منها قائد قوي".
ويذهب التقرير إلى أنه "مع استمرار ابتعاد حفتر عن بنغازي، فإن الشائعات تقول بأن الجيش يتصدع، فيما هناك حديث عن خلاف داخلي، حيث انتقد القادة بعضهم، بالإضافة إلى أن تزايد سلطة الجماعات الدينية في المناصب الإدارية، الذين قاموا بفرض قيود متشددة، يعد مصدرا لقلق السكان، حيث تطالب المحكمة الجنائية بتسليم قيادي، واسمه محمود الورفلي؛ لدروه في عمليات إعدام فورية لـ33 شخصا، وهناك بعد آخر، وهو قبلي، فتشعر القبائل بالحنق لتولي أبناء قبيلة حفتر، الفرجان من غرب ليبيا، المناصب المهمة".
ويبين الكاتب أن أزمة حفتر الصحية أدت بالدول الأجنبية، التي استثمرت فيه، للبحث عن طرق لحماية مصالحها، خاصة أنها زودته بالذخيرة، ووفرت له الحماية الجوية، فمصر تعتمد على حفتر لحماية حدودها ومنع تسلل الجهاديين، أما الإمارات العربية المتحدة فإنها وضعت طائرات وطائرات دون طيار في القواعد الجوية في شرق ليبيا لدعم قوات حفتر، فيما أرسلت فرنسا قوات خاصة لهزيمة الإسلاميين في بنغازي، حيث قتل ثلاثة ضباط في عام 2016.
وبحسب الصحيفة، فإن الإدارة الأمريكية ابتعدت عنه؛ لاعتقادها أنه عقبة أمام الاستقرار، مع أن "سي آي إيه" جددت اتصالاتها معه، وأرسلت عددا من القوات الخاصة للتمركز في قاعدة عسكرية خارج بنغازي.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن التكتم على صحة الجنرال قد يؤدي إلى نتائج سلبية وتصدعات، ففي الأسبوع الماضي نشر موقع إخباري فرنسي أن حفتر يعاني من جلطة دماغية أصابته وهو في الأردن، فيما قال موقع "ميدل إيست آي" يوم أمس، إن حفتر مصاب بالسرطان الذي انتشر إلى أنحاء مختلفة من جسمه، وبأنه غير قادر على الجلوس أو الكلام.