هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أورد تسيكي يشاي مراسل "القناة الإسرائيلية 12 "، عددا من شهادات الجنود الإسرائيليين الذي شاركوا في حرب غزة الأخيرة 2014، باعتبار أن الكثير من يومياتها لا زالت عالقة في ذاكرتهم، ولم تستطع السنوات الأربع أن تمحوها.
وأضاف في تقرير مطول ترجمته "عربي21" أن حيثيات الحرب تلاحق هؤلاء الجنود، سواء عمليات إطلاق النار، أو المصابين، ورائحة اللحم المشتعل، والظروف الصعبة التي باتت تشكل لهم كوابيس متلاحقة.
وأوضح أن من الجنود الذين التقاهم من انفجر باكيا، وآخرون دخلوا مرحلة من المعاناة النفسية، فضلا عن الصدمات التي ما زال بعضهم يتلقاها بعد مرور كل هذه السنوات، كلما تذكروا موقفا أو حدثا رافقهم خلال الحرب.
ونقل الجندي غلعاد مزراحي، الذي خدم في لواء الناحال، أن سلسلة الأحداث التي رافقته خلال حرب الجرف الصامد 2014 هي عبارة عن كوابيس مزعجة، فقد شارك بمعارك قتالية في غزة.
اقرأ أيضا: اعتراف إسرائيلي: عدم احتلال غزة يعني أن الجيش مردوع من حماس
وقال: "قبل الاجتياح الميداني لبعض مناطق قطاع غزة، حاولنا عدة مرات الدخول إليها، وفي كل مرة كنا نتراجع في اللحظات الأخيرة، فنعود أدراجنا لقواعدنا العسكرية، وهذه أيام ساهمت بشكل كبير في إحداث تغيير في حياتي".
وأضاف: "في إحدى الليالي كنا قرب مستوطنة زيكيم شمال القطاع، أبلغنا الضابط أن هذه الليلة هناك اقتحام جدي وحقيقي لبعض مناطق غزة، عشنا حينها لحظات دراماتيكية، حين فجرنا الجدار الحدودي ودخلنا القطاع، كانت الأجواء هادئة، لكنه الهدوء الأكثر بشاعة الذي مررت به في حياتي، أن تكون في الظلام ولا تتكلم ولا تعلم ما الذي سيحصل معك بعد قليل".
وأوضح قائلا: "شكل الدخول للقطاع المشوار الأكثر صعوبة في حياتي، لا زلت أسمع أصوات الانفجارات والحجارة المتطايرة، وإصابتي في وجهي، دخلنا بعض المناطق، الشوارع فارغة، المباني مهدمة، بدأنا ندخل البيوت واحدا تلو الآخر للعثور على المسلحين، في أحد البيوت رأينا حفرة، وفجأة بدأوا يطلقون علينا النار من الأسفل، واندلعت اشتباكات".
مزراحي يصف مشاهد الحرب العالقة في ذاكرته: "كان الوضع مربكا، أطلق بعضنا النار على البعض الآخر، عمت الفوضى ساحة المعركة، أحد الجنود أطلق صاروخ "لاو" باتجاه هدف فلسطيني، لكن شظاياه اخترقت قدم جندي آخر، فبدأ يصرخ، لم نعرف ما الذي حصل، اعتقدنا أن الفلسطينيين أطلقوا علينا النار".
يختم شهادته قائلا: "في يوم 26 أغسطس حين انتهت الحرب، أبلغونا الضباط بذلك رسميا، فانفجرت بالبكاء فرحا".
بعد تسريحه من الجيش، تكررت مع مزراحي نوبات الكوابيس في الليل، مشاهد الحرب ومناظر الدماء، "أصحو من النوم لأرى ملابسي مبتلة، وأشم رائحة الدم، وقد مكثت عدة أشهر بعد انتهاء خدمتي العسكرية لا أخرج من البيت، لا أريد رؤية أحد، بت أصاب بالقشعريرة، وكأني أرتعد، أصبحت مرتبكا في حياتي، وأفقد التركيز مع الآخرين، وأقبل على البكاء بصورة متكررة".
اقرا أيضا: جنرال إسرائيلي: سياستنا الخاطئة بغزة حولت حماس إلى جيش ودولة
ذهب مزراحي للعمل في مؤسسة حكومية، لكن الفحص النفسي أظهر أنه غير مؤهل لحمل السلاح بسبب نفسيته المتعبة، مما شكل كسرا لمعنوياته، ومع مرور الوقت بدأت أتفهم حقيقة أنني مصاب بصدمة نفسية، بجميع أعراضها القاسية علي.
ويختم بالقول: "لم يأتنا أحد من وزارة الدفاع للاطمئنان علينا، أو يقدم لنا المساعدة، لك أن تتخيل عدد الجنود المصابين بالصدمات النفسية، لكنهم يخجلون من الحديث عن أنفسهم، أنا امتلكت الجرأة، وتكلمت"!
وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم"، قد نقلت شهادات حية لجنود اشتركوا بمعركة الشجاعية، تحولوا مرضى نفسيين، غير قادرين على العودة للحياة الطبيعية، لأن أحدهم يعاني من صدمة نفسية بعد أن تركه رفاقه وحيدًا بالمعركة، ورفضوا إدخاله للمدرعات بذريعة عدم وجود أماكن، قائلا: لم أتوقع يومًا أن يتصرف معي رفاقي في السلاح بهذه الطريقة التي كادت أن تودي بحياتي.
وأضافت في تقرير ضم شهادات ترجمتها "عربي21" أن قائد كتيبة المدفعية قال: ما جرى بالشجاعية يوازي معركة بنت جبيل بجنوبي لبنان خلال حرب 2006 بـ "8 أضعاف"، لقد عشنا في الشجاعية 8 بنت جبيلات، بل إن معركة الشجاعية تشبه حرب أكتوبر 1973، حدث شيء شاذ للغاية، سواءً بطبيعة العملية ونوعية قذائف المدفعية وكميتها، كان العدو مغطى داخل الأنفاق، مع بنية تحتية جاهزة للدفاع.
وأضافت الصحيفة: بدا غالبية الجنود في المعركة ساخطين على الجيش لأنه خذلهم في ساعة الحاجة، بكوا خلالها، وتوقعوا أن يتم خطفهم في أي لحظة، فما حصل بات كابوسا يلاحقهم بحياتهم اليومية، إلى أحد أن أحد الجنود يحاول حتى اليوم عدم المبيت في الطوابق الأرضية خشية الاختطاف، وفي حال اضطر للمبيت يغلق النوافذ الحديدية، تحولت حياته مع عائلته إلى جحيم، يكثر فيها الصراخ والبكاء.
اقرا أيضا: جنرال إسرائيلي يشرح تفاصيل الحرب القادمة مع حماس في غزة