أعلن مجلس شورى
جماعة الإخوان المسلمين في
سوريا تمسكه بالحل السياسي الذي يعتمد "المرجعيات الدولية والهيئات الوطنية
(الائتلاف الوطني، والهيئة العليا للمفاوضات)"، مؤكدا تمسكه أيضا بما وصفه
بثوابت الثورة الصادرة عن المجلس الإسلامي السوري، والمعتمدة من قوى الثورة
والمعارضة.
وشدّد "شورى الإخوان" في بيان له،
مساء الأحد، عقب انعقاد دورته السابعة على موقفه "الثابت في رفض بقاء بشار
الأسد، وأجهزته الأمنية القمعية، في أي مرحلة من مراحل سوريا المستقبل"،
لافتا إلى أن "بقاء الأسد وأركان نظامه يعني استمرار الفوضى والقتل والتدمير
في المنطقة كلها".
وقال: "تمر بلادنا وثورة شعبنا السوري
بظروف دولية بالغة التعقيد، وتطورات إقليمية شديدة الحساسية، تتجه نحو تقاسم دولي
للنفوذ على الأرض السورية، وعدم الاعتراف بحقوق شعبنا، ومحاولة تطويعه، للقبول
بنظام فرض عليه أن يختار بين الهجرة والتشرد، وبين الضرب بالكيماوي والبراميل
المتفجرة والموت تحت الأنقاض".
وأضاف شورى الإخوان: "لقد كان دور جماعتنا
وما يزال واضحا في دعم ثورة الشعب السوري الوطنية، التي تبتغي الحرية والكرامة،
وتعمل على توحيد الصفوف، وتجميع القوى ضمن المشروع الوطني ما استطاعت إلى ذلك
سبيلا".
وتابع: "ننظر للعملية السياسية بشكل شامل،
ونعتبر أن كل خطوة فيها تستند إلى ما قبلها وتدعم ما بعدها، لذلك نرى أن التعامل
مع اللجنة الدستورية، يجب أن يتم ضمن عملية انتقال سياسي شاملة، حسب القرارات
الأممية والمحدّدات التي توافقت عليها قوى الثورة والمعارضة".
واعتبر "شورى الإخوان" بسوريا إجراء
الانتخابات في ظل ما وصفه بالتهجير القسري والتغيير الديموغرافي "تزويرا مرفوضا لإرادة الشعب السوري".
وأشار إلى أن "الحديث عن حل سياسي في ظل
جرائم النظام السوري هو عبث وتلاعب بمصير الشعب السوري"، مضيفا: "لقد قدّم
شعبنا السوري التضحيات الكبيرة على جميع المستويات: شهداء ومعتقلين ولاجئين، وهذه
ملفات إنسانية لا بدّ من معالجتها قبل أي حل سياسي".
وبشأن القضية الكردية، اعتبر شورى الإخوان أن
"الكرد مكون أصيل من مكونات الشعب السوري لهم كامل حقوق المواطنة، بالإضافة
إلى حق التعبير عن خصوصيّتهم وحقوقهم الثقافية والاجتماعية، في إطار وحدة الوطن
وتماسكه"، مضيفا: "نتمسك بوحدة التراب السوري، ونرفض كل المساعي
الانفصالية من الـ PYD (حزب الاتحاد الديمقراطي
الكردستاني) أو من أيّ جهة أخرى من مكونات الشعب
السوري".
وهاجم الموقف الروسي والإيراني قائلا: "ما
زالت روسيا وإيران تخوضان في دماء الشعب السوري، دعما لنظام الأسد ومنعا لسقوطه،
وتشاركه في ارتكاب الجرائم الوحشية بحق أبناء الشعب، ونحن نعتبرهما احتلالا عسكريا
غاشما تجب مقاومته، ولا نعتقد بجدوى أي حل سياسي يمر من خلالهما".
ورأى أن عملية غصن الزيتون توفر الأمن لمدينة
عفرين وريفها، واصفا إياها بأنها "أمر مهم وضروري للثورة"، مشيدا بدور
"الجيش الحر والقوات التركية الداعمة له، في حفظ الأمن وتجنب استهداف
المدنيين".
وأكد شورى الإخوان أن هذا الدور يقطع للطريق
على دخول الأطراف التي وصفها بـ"المعادية للشعب السوري إلى المنطقة".
وأدان "جميع الجرائم التي يرتكبها النظام
بحق الشعب السوري، والتي كان آخرها مجزرة الكيماوي في دوما، التي أثارت الضمير
العالمي"، منوها إلى أنه سيتعاون مع "جميع السوريين وأحرار العالم
لمحاكمته، هو وزمرته، وكل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري".
كما أدان "جرائم التهجير القسري التي يقوم
بها الأسد بدعم من روسيا وإيران في المناطق التي يجري اقتحامها عسكريا، وهي مخطط
ممنهج لتغيير التركيبة السكانية السورية، وما ارتكب في الغوطة الشرقية مؤخرا أكبر
مثال على ذلك".
وأهاب مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في
سوريا بالمجتمع الدولي اتخاذ "الخطوات اللازمة للقضاء على هذا النظام المجرم
لإنقاذ حياة المدنيين الأبرياء".
ووجه رسالة إلى الشعب السوري قائلا: "نعاهدكم أن نبقى أوفياء لكم ولثورتكم، ولدماء الشهداء الطاهرة وتضحيات شعبنا
الجسام، ولن يهدأ لنا بال، ولن تفترَ لنا عزيمة، حتى ينال شعبنا حقوقه العادلة في
الحرية والكرامة".