هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا موجة من الانتقادات من جانب مؤيدي النظام المصري، حيث أعلن سياسيون ونواب برلمانيون وإعلاميون تضامنهم مع نظام بشار الأسد في وجه ما أسموه "القوى الاستعمارية الغربية".
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا قد قصفت أهدافا بالعاصمة السورية دمشق فجر السبت؛ عقابا للنظام السوري الذي استخدم الأسلحة الكيماوية في قصف مدينة "دوما"، حسب قولها.
أين الكيماوي؟
وظهر الإعلامي جابر القرموطي، خلال برنامجه على قناة "النهار" يوم الجمعة، مرتديا قميصا عليه العلم السوري، مكتوبا عليه "أين الكيماوي في سوريا؟ مؤكدا أن واشنطن تزعم استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية لتكرر سيناريو غزوها للعراق.
وقال أحمد موسى، يوم السبت، إن الضربة العسكرية على سوريا هي موجة أولى قد يعقبها موجات أخرى ضد الشعب السوري.
أما لميس الحديدي، فقالت إن الضربة على سوريا هي ضربة سياسية، مشيرة إلى أن ترامب يحاول صرف انتباه الرأي العام الأمريكي عن الهجوم عليه.
وقال الإعلامي نشأت الديهي إنه يتم ذبح دمشق على الهواء، مؤكدا تكالب الغرب على سوريا، وترويج الشائعات؛ بهدف إسقاط الدولة السورية، كما فعلوا في العراق.
وأدانت نقابة الصحفيين المصرية، في بيان لها، الضربة العسكرية، ووصفتها بأنها اعتداء غاشم على العشب السوري، متذرعة بادعاءات مصطنعة حول استخدام الأسلحة الكيميائية.
قلق شديد
أما عن الموقف الرسمي، فأعلنت وزارة الخارجية المصرية عن قلقها البالغ على سلامة الشعب السوري نتيجة هذا التصعيد العسكري، وطالبت بتحقيق دولي شفاف حول مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية.
وأضاف وزير الخارجية، سامح شكري، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "أون إي" السبت، إن الحل العسكري خلال السنوات الماضية لم يؤد إلى نتائج، بل خلق المزيد من التعقيدات، وأدى لانتشار الإرهاب، وانهيار مؤسسات الدولة السورية.
من جانبه، قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بسام راضي، إن مصر تدعم الجيوش الوطنية، وتقف مع الحلول السلمية التي تنهي معاناة الشعوب، مؤكدا أن التصعيد العسكري في سوريا يدعو للقلق الشديد.
أما لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، فقالت إن الاعتداء العسكري على سوريا يمثل خرقا للقوانين الدولية، مؤكدة أن الشعب السوري يدفع ثمن تصفية الحسابات بين القوى العظمى.
تقوي الأسد
وتعليقا على هذه التطورات، قال القيادي بمنصة القاهرة للمعارضة السورية ورئيس وفد التفاوض السابق في مفاوضات جنيف، فراس الخالدي، إن الضربة الأمريكية هدفها مغازلة المواطن الأمريكي، مشيرا إلى أن العالم أجمع كان يتوقع تلك الضربة للنظام السوري، التي تم تنفيذها بعد تنسيق عال بين الجانبين الأمريكي والروسي؛ لتحديد مداها، وقائمة الأهداف التي سيتم قصفها.
وأكد الخالدي، في تصريحات لـ"عربي21"، أن هذه الضربة تقوى نظام بشار الأسد، ولم تلحق به أي أذى، موضحا أن الأسد خرج على شاشات التلفزيون بعد انتهاء الغارات في مظهر البطل القومي الذي يقود معسكر الممانعة.
وأضاف قائلا: لو كان الغرب جادا في استهداف نظام الأسد لكانت هذه الضربة العسكرية تم تنفيذها كما حدث من قبل ضد الرئيس الصربي الأسبق سلوبودان ميلوسوفيتش في تسعينات القرن الماضي، أو الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011، والتي لم تتوقف إلا بعد تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية.
وحول تأييد الإعلام المصري لنظام الأسد، قال الخالدي إن موقف الإعلام المصري مؤسف وغير محايد، مشيرا إلى أن الإعلام المصري يعاني من مشكلات عديدة، ويرتكب العديد من المخالفات المهنية؛ سعيا وراء جذب المشاهدين، وتحقيق معدلات مشاهدة مرتفعة.
ولفت إلى أن الموقف الرسمي المصري كان جيدا ومختلفا عن الموقف الإعلامي؛ حيث طالب بالتوصل لحل سياسي للأزمة، ودعا لحقن الدماء.
ضربة وهمية
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، عبد الخبير عطا، إن الضربة العسكرية الأخيرة على سوريا ليست إلا ضربة وهمية، موضحا أن الأهداف التي تم قصفها تم إبلاغ الروس بها قبل تنفيذ الغارات، كما أن إيران وتركيا وإسرائيل كانت على علم بموعد هذه الضربة.
وأوضح عطا، في تصريحات لـ"عربي21"، أن هذه الضربة هدفها الأساسي حفظ ماء الوجه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتخفيف الضغوط عليه في ظل التحقيقات الجارية بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن ترامب أراد الظهور أمام الرأي العام الأمريكي بمظهر غير المتواطئ مع روسيا، الذي يواجه حلفاءها في الشرق الأوسط.
وأكد أن هذه الضربة لم تلحق أي أذى بالنظام السوري؛ حيث ظهر بشار الأسد على الشاشات وهو يتحرك بحرية في قصره بدمشق، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أكدت أنها لا تريد إسقاط النظام السوري.
وحول الموقف المصري من سوريا، قال عطا إن الموقف الرسمي يتماشى إلى حد كبير مع الموقف الغربي، بينما يترك النظام مساحة أكبر للسياسيين المؤيدين له ونواب البرلمان لانتقاد الغرب في إطار سياسة توزيع الأدوار، مشيرا إلى أن الإعلام المصري يهاجم الولايات المتحدة ويدعم الأسد بالاتفاق مع النظام؛ لامتصاص الغضب الشعبي تجاه الضربة العسكرية.