هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز"، التي علقت فيها على استخدام إسرائيل العنف ضد الاحتحاجات السلمية، إن ياسر مرتجى كان مصورا صحافيا، علّم نفسه بنفسه، يغطي أحداث مجتمعه، وحصل على تميز للعمل مصورا في فيلم وثائقي عن الفنان والمعارض الصيني أي ويوي.
وتعلق الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، قائلة إنه "في العادة، فإن عملا كهذا لا يعرض حياة مصوره للخطر، إلا أن مرتجى (30 عاما)، وهو أب لطفل عمره 15 شهرا، عاش في غزة، الجيب الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني تحت حكم حركة حماس الشرس، ودمرته 11 عاما من الحصار الذي فرضته عليه كل من مصر وإسرائيل، وعانى من ثلاث حروب بين إسرائيل وحركة حماس، أدت إلى قتل الآلاف من الفلسطينيين وحوالي 100 إسرائيلي".
وتشير الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي أطلق على مرتجى النار في يوم الجمعة، وقتله عندما كان يغطي الاحتجاجات الجارية منذ أسبوعين، التي جذبت إليها عشرات الآلاف من الفلسطينيين، الذين يطالبون بالعودة إلى أراضي عائلاتهم، التي طردوا منها عام 1948، والتي رافقت تأسيس إسرائيل.
وتلفت الافتتاحية إلى أن "بعض الشبان المحتجين اقتربوا في بعض الأحيان من السياج العازل، وحرقوا عجلات السيارات، ورموا الحجارة على السياج، وتقول إسرائيل إن بعض الغزيين حاولوا رمي قنابل حارقة وإطلاق النار واختراق السياج".
وتستدرك الصحيفة بأنه "في المجمل كانت التظاهرات سلمية، حيث بقي معظم المتظاهرين بعيدا عن السياج للتنزه، وجلسوا معتصمين في الخيام، ولم يكن هناك أي سبب يدعو لاستخدام إسرائيل الذخيرة الحية".
وتفيد الافتتاحية بأن "الحكومة الإسرائيلية تزعم أن المحتجين كانوا غطاء لأجندة حركة حماس العنيفة، بما في ذلك تشجيع الغزيين على اختراق السياج والدخول إلى إسرائيل، وفي الوقت الذي تملك فيه إسرائيل الحق للدفاع عن الحدود، لكنها تستطيع تجنب الأساليب القاتلة في مواجهة التظاهرات السلمية من أجل فرض القانون، مثل استخدام خراطيم المياه".
وتنوه الصحيفة إلى أن إسرائيل قتلت منذ بداية الاحتجاجات 29 فلسطينيا على الأقل وجرحت ألفا، مشيرة إلى أنه في اليوم الذي قتل فيه مرتجى مات ثمانية آخرون، بالإضافة إلى جرح خمسة صحافيين، من بين آلاف الجرحى، في الوقت الذي لم يسقط فيه أحد من الجانب الإسرائيلي.
وتجد الصحيفة أن "حقيقة ارتداء مرتجى إشارة (صحافة) على صدره أدت إلى الشك في أن إسرائيل تقوم باستهداف الصحافيين، كما قالت منظمة صحافيين بلا حدود، وقال رشدي السراج، صديق مرتجى، الذي تعاون معه أحيانا، إن الجيش الإسرائيلي تفاخر بدقة الضربات، ويعرف جنوده أين يطلقون كل رصاصة وأين وصلت، وأكد الجيش الإسرائيلي أنه لم يستهدف عن قصد الصحافيين".
وتبين الافتتاحية أن "هذا التأكيد تجاوزته تصريحات وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، الذي قال يوم الثلاثاء إن مرتجي كان قياديا في حركة حماس، ويحمل طائرة دون طيار من أجل جمع المعلومات عن الجيش الإسرائيلي، وهذه التصريحات النارية تتناقض مع التحقيقات الإخبارية المستقلة، ولو كانت غير صحيحة فإنها ستعرض حياة بقية الصحافيين للخطر، خاصة أن ليبرمان لم يقدم أي إثباتات، وأظهر من جديد ازدراءه للعدالة وحكم القانون وحرية الصحافة، عندما قال يوم الثلاثاء: (لا يوجد أبرياء) في غزة التي تحكمها حركة حماس".
وتورد الصحيفة نقلا عن منظمة "هيومان رايتس ووتش"، قولها إنها راجعت أشرطة فيديو، ووجدت أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على محتج في قدمه أثناء صلاته، مشيرة إلى أنه في مثال آخر، فإنه ضرب الرصاص على متظاهر كان يرمي الحجارة، ما يعني أنه لم يكن يمثل تهديدا حقيقيا على الجيش.
وتفيد الافتتاحية بأن منظمة "بيتسيليم" لحقوق الإنسان الإسرائيلية حثت الجنود على عصيان أوامر ضرب النار المفتوح؛ لأن استخدام الرصاص الحي ضد متظاهرين عزل غير قانوني.
وتطالب الصحيفة بإجراء تحقيق مستقل في القتل، مستدركة بأنه "في 31 آذار/ مارس، وبعد عملية القتل الأولى، فإن الولايات المتحدة عطلت بدعم لإسرائيل بيانا في مجلس الأمن يشجب الرد الإسرائيلي، ويحث على الشفافية، وإجراء تحقيق، وتأكيد حق الفلسطينيين بالتظاهر السلمي".
وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالقول إن "هذه أمور يجب ألا تكون جدلية، لكن لدى الفلسطينيين العاديين قلة مدافعون عنهم، وكان العالم في معظمه صامتا، وبشكل صادم، عما يحدث في غزة، فمن حق الصحافيين العمل، ومن حق الناس التظاهر سلميا، ومن المفترض أن تكون السلطات الرسمية مسؤولة عن ممارستهم هذا الحق دون التعرض للقتل".