ألغى رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين اتفاقا مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يهدف للحد من ترحيل آلاف
المهاجرين الأفارقة بعد ساعات فقط من إعلانه شخصيا عن التفاهم.
ويأتي التحول المفاجئ إثر تظاهرات غاضبة في إسرائيل في وقت يواجه فيه نتانياهو ضغوطا متزايدة من قاعدته اليمينية.
وحثت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة نتانياهو على "إعادة النظر" في قرار الإلغاء.
وأثار إعلان الجانبين للاتفاق غضب سياسيين يمينيين بينهم حلفاء لنتانياهو وعدد من أنصاره التقليديين.
ونتيجة ذلك، أعلن رئيس الوزراء في منشور على موقع "فيسبوك" في وقت متأخر الاثنين أنه سيعلق الاتفاق الذي كان سيسمح لآلاف المهاجرين بالبقاء في إسرائيل ولو بشكل موقت. ثم قال الثلاثاء إنه قرر إلغاء الاتفاق بعد مناقشة المسألة.
وقال في بيان: "بعد الاستماع باهتمام إلى ملاحظات وتصريحات حول الاتفاق وبعد تقييم الإيجابيات والسلبيات والمزايا والعيوب، قررت إلغاء الاتفاق".
وصيغ الاتفاق لإنهاء خطة الترحيل القسري لآلاف المهاجرين إلى رواندا المثيرة للجدل عرضها نتانياهو في كانون الثاني/يناير.
وبموجب الاتفاق مع
الأمم المتحدة، كان سيعاد إسكان 16250 مهاجرا كحد أدنى في دول غربية، على أن تمنح إسرائيل إقامة موقتة لعدد مماثل من المهاجرين الذين يعاد توطينهم في بلدان أخرى.
وتحول وجود مهاجرين سودانيين وإريتريين في إسرائيل إلى قضية سياسية رئيسية فيما يواجه نتانياهو ضغوطا عدة على خلفية سلسلة من التحقيقات المرتبطة بالفساد.
ووصف المهاجرين مرارا بأنهم "ليسوا لاجئين بل متسللون غير شرعيين". وانتقد عدد من وزراء نتانياهو أنفسهم الاتفاق بشدة إذ قال وزير المالية موشيه كحلون إنه لم يعرف به حتى الاثنين.
وصباح الثلاثاء، اجتمع نتانياهو مع سكان في جنوب تل أبيب حيث يقيم معظم المهاجرين. وانتقدت مجموعة من هؤلاء الاتفاق بشدة.
في وقت سابق، حذر نتنياهو، من أن "موجة تدفق المهاجرين غير اليهود تهدد النسيج الإسرائيلي".
وقال نتنياهو خلال خطاب له أمام مؤتمر للتنمية في مدينة ديمونة المحتلة، إننا "نتحدث عن دولة يهودية ديمقراطية، لكن كيف نضمن هذه الدولة بوجود 50 ألفا ثم 100 ألف ثم 150 ألف مهاجر كل عام".
وأكد نتنياهو أنه "بعد الوصول إلى المليون ونصف سيكون علينا إغلاق البلاد، ونحن لم نغلق، لكننا بنينا سياجا"، موضحا أن السياج الإلكتروني على الحدود الإسرائيلية المصرية أنقذ إسرائيل من موجة تدفق للمهاجرين الأفارقة.
واعتبر نتنياهو موجة تدفق المهاجرين الأفارقة أسوأ من الاعتداءات الشديدة من تنظيم الدولة في
سيناء، مضيفا أنه "لو لم يكن السياج الحدودي موجودا، كان يمكن أن نواجه اعتداءات من سيناء وشيئا أسوأ كثيرا يتمثل بتدفق المهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا".