أظهرت تقارير
إسرائيلية ونتائج استطلاع وجود قلق من تصاعد نشطاء حملات
المقاطعة في أوروبا وأمريكا وتراجعا في دعم الجيل
الصاعد بالولايات المتحدة لإسرائيل.
وقال نداف آيال مراسل
القناة الإسرائيلية العاشرة للشؤون الدولية إن هناك مخاوف إسرائيلية من تزايد
مستوى "معاداة السامية وإسرائيل" داخل حزب العمال البريطاني برئاسة
جيرمي كوربين.
وأضاف آيال في تقرير
ترجمته "
عربي21" أن كوربين ينظر لإسرائيل على أنها "مشروع استعماري
صهيوني، والثانية نظرته الماركسية لليهود بأنهم أصحاب المال في العالم، حيث يتبنى
اليسار الراديكالي هذه المفاهيم" وفق وصفه.
وأشار المراسل
الإسرائيلي إلى أن "شعارات أطلقها كوربين سابقا أدت لإغلاق حسابه على فيسبوك، بالإضافة
لعضويته في خمس مجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي تبث مفاهيم معادية للسامية"
لافتا إلى أنه في إحداها تهجم على الملياردير
اليهودي روتشيلد، واتهم اليهود بالسيطرة
على اقتصاد العالم.
وقد سبق لكوربين نفسه
أن شارك في تونس عام 2017 في إحياء ذكرى أحد "الفدائيين" الفلسطينيين
المشاركين في عملية احتجاز الرياضيين الإسرائيليين بمدينة ميونخ الألمانية عام
1972، وقبل عامين قرر حزب العمال البريطاني تجميد عضوية خمسين من كوادره بسبب
تصريحات قيل إنها "معادية للسامية".
من جانبه كتب الباحث
القانوني آساف فايس في صحيفة إسرائيل اليوم أن حركة المقاطعة العالمية "بي دي
أس" هي أحد أشكال "معاداة السامية"، لأنها تدعم العمل المسلح ضد
إسرائيل، وتزعم أنها تخنق شعبا وتحاصره منذ 69 عاما.
وأضاف فايس، الباحث بجامعة
كولومبيا الأمريكية، في مقال مطول ترجمته "عربي21" أنه بعد حضوره لعدد
من فعاليات هذه الحركة اكتشف أن "مخاطرها على إسرائيل لا تكمن في المقاطعة
الاقتصادية، وإنما في معاداة السامية التي تنشرها في المجالس الطلابية والجامعية
حول العالم".
وأشار إلى أن المقاطعة
الاقتصادية على إسرائيل ليست أمرا جديدا، لأن الجامعة العربية قررت ذلك لكن
إسرائيل تغلبت عليها، وتوسعت في اقتصادها.
وأوضح أنه منذ 13 عاما
وهي عمر الـ"بي دي أس" فإن مستوى تأثيرها على الصادرات الإسرائيلية تحيط
به كثير من الشكوك، لكنها تعيش أزهى عصورها في الجامعات العالمية، ناقلا عن رابطة
مكافحة التشهير وجود ارتفاع بنسبة 89% من الفعاليات المعادية للسامية في الجامعات
الأمريكية خلال عام 2017.
وأشار فايس إلى أن هذا
الشهر ستشهد فيه المؤسسات الأكاديمية حول العالم إحياء فعالية أسبوع الأبارتهايد،
حيث تتصدر هذه الفعاليات مؤسسة "طلاب من أجل عدالة فلسطين" و"صوت
يهودي للسلام"، تبث فيها أحاديث "مغرضة" عن إسرائيل.
وقال إن نشطاء الـ"بي
دي أس" يزعمون أن الصهيونية "حركة استعمارية تسعى للسيطرة على أراضي
الفلسطينيين، وإجلائهم منها، بالقوة والتطهير العرقي.. مع العلم أن
هذه الحركة بدأت تؤثر في الجيل الأمريكي الحالي الذي سيصبح بعد سنوات قليلة من
قادة الولايات المتحدة، وهي مشكلة استراتيجية جدية أمام إسرائيل، بجانب تراجع دعم
الشباب الجيل الصاعد لإسرائيل".
وكان استطلاع للرأي
أجراه مركز Pew للأبحاث الأمريكية في كانون ثاني/ يناير
الماضي أشار إلى أن الشبان الأمريكيين بين عمري 18 و29 يدعمون إسرائيل بمستويات
منخفضة جدا، ورغم أن بعض المؤسسات اليهودية تنشط لمواجهة "بي دي أس"،
لكن نجاحاتها متواضعة.
وشدد الاستطلاع على
ضرورة "رفد المؤسسات اليهودية بدعم خارجي لضمان أداء أكثر فاعلية، كما أن
الجامعات الأمريكية مطالبة بوضع حد للتحريض ضد اليهود".