هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، تكشف فيه عن الطرق التي اتبعها أنصار السيسي لدفع المواطنين للمشاركة في الانتخابات.
وفي التقرير، الذي أعده كل من ديكلان وولش ونور يوسف من مدينة طنطا، التي تبعد 50 ميلا شمالي القاهرة، قابلا فيه سعاد عبد الحميد، التي تساءلت عن سلة الدعم التي وعدت بها في حال قامت بالتصويت لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وينقل الكاتبان عن عبد الحميد، قولها إن إخوانها وأخواتها في القاهرة حصلوا على سلة الدعم، التي تتكون من الأرز وزيت الطبخ والسكر، التي وعدت حملة السيسي الناخبين بالحصول عليها إن خرجوا وصوتوا لفترة ثانية للسيسي.
وتقول الصحيفة إن السيسي، الذي يخوض السباق الانتخابي دون منافس حقيقي، بات يعتمد على حماسة أنصاره ليضفي دراما على اللعبة الانتخابية، ولحشد أكبر عدد من الناخبين؛ لإضفاء الشرعية الكافية على الانتخابات.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن حماسة مؤيدي السيسي ليست كافية، فلديه طرق ووسائل أخرى لتحفيز الناس، حيث قال بعض الناخبين إنهم حصلوا على 3-9 دولارات للتصويت، وفي مناطق أخرى وعد المسؤولون الحكوميون بتحسين الخدمات، مثل الكهرباء والمجاري الصحية، أما في مدينة مرسى مطروح على شاطئ البحر المتوسط فإن مجموعة من رجال الأعمال عرضت إرسال 500 شخص للحج.
ويقول الكاتبان إنه مع الجزرة جاءت العصا، حيث ذكر التلفزيون الرسمي الناخبين بأن عدم التصويت هو جرم يغرم فاعله 28 دولارا، وهو تهديد من النادر ما نفذته الحكومات السابقة، لافتين إلى أن الشرطة قامت بالطرق على البيوت في المنيا وأسيوط، وحثت السكان على الخروج من البيوت والتصويت، بالإضافة إلى أنه تم تهديد المتقاعدين والموظفين في الخطوط المصرية بحجب رواتبهم الشهر المقبل، إن لم يشاركوا في الانتخابات.
وتصف الصحيفة المشاركة في المراكز الانتخابية بالمتدنية في عدد من مراكز الاقتراع في القاهرة، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز"، ونقلت عن مسؤول في الهيئة الوطنية للانتخابات، قوله إن نسبة 13% من الناخبين الذين يسمح لهم بالتصويت، وعددهم 59 مليون شخص، أدلوا بأصواتهم يوم الاثنين.
ويشير التقرير إلى أن الشوارع الرئيسية في طنطا، المشهورة بحلوى المشبك ومسجدها الصوفي، امتلأت بصور السيسي، وكان من الصعب العثور على ملصق واحد لمنافسه موسى مصطفى موسى، الذي تم تجنيده في اللحظة الإخيرة لتجنب إحراج غياب المنافس للرئيس.
ويلفت الكاتبان إلى أن موسى، الذي يتمتع بعلاقة مع المخابرات، اتهم في مقابلة مع "سبونتك" الأسبوع الماضي الولايات المتحدة بإثارة الربيع العربي، وزعزعة استقرار الشرق الأوسط، وقال: "نفذ هذا البرنامج الكبير فريق كوندوليزا رايس"، مستدركين بأن الكثير من الناخبين في طنطا فشلوا في التعرف على اسم موسى الكامل، أو عبروا عن نيتهم للتصويت له.
وتجد الصحيفة أن الوعود بالمساعدات آتت أكلها، حيث نقلت عن ضابط في الجيش، مسؤول عن توزيع المساعدات، حديثه عن مشاركة جيدة، مشيرة إلى أن المشهد الانتخابي بدا مألوفا للمصريين، الذين عانوا من انتخابات تم التلاعب فيها خلال فترة حكم مبارك من عام 1981 إلى 2011.
وينوه التقرير إلى أن متحدثا باسم حملة السيسي رفض الإجابة على أسئلة الصحيفة، مستدركا بأن السهولة التي استطاع فيها السيسي القضاء على المعارضة المتشرذمة جاءت بسبب القمع، حيث حظر السيسي جماعة الإخوان، وسجن الآلاف من معارضيه، وقام في المراحل الأولى بسجن أو تهميش أي منافس حقيقي، وتم اعتقال صحافيين، وترحيل صحافية بريطانية من القاهرة الشهر الماضي، فيما يرى أنصاره أنه عماد استقرار في منطقة تعيش الفوضى والاضطرابات السياسية.
ويلاحظ الكاتبان أن مسؤول حملة السيسي في بلدة جنزور القريبة من طنطا تحدث للناخبين عبر الميكرفون، قائلا: "هل تريدون أن تنتهك المرأة مثلما يجري في سوريا والعراق وليبيا؟"، وبعد ذلك جاءت فرقة موسيقية تعزف وتغني، وعندما لاحظ المسؤول وجود صحافي أجنبي، فإنه قال: "دعونا نريه أننا بلد متحد"، وسحب رجل آخر الميكروفون من يده، قائلا: "أنتم لا تصوتون للسيسي بل لمصر".
وتذكر الصحيفة أنه يتوقع إعلان النتائج يوم الاثنين، حيث حصل السيسي في انتخابات عام 2014 على نسبة 97%، فكان يتمتع بشعبية في ذلك الوقت، وقبل ذلك بعام خرج المصريون إلى ساحة التحرير للتظاهر ضد محمد مرسي، بشكل فتح الطريق أمام السيسي والجيش للسيطرة على البلاد.
وتختم "نيويورك تايمز" بالقول إن "شعبية السيسي تراجعت اليوم، بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية في مدن مصر الرئيسية، وتدهور اقتصادي عانى منه الفقراء، وعادة ما يسخر الكوميديون على الإنترنت من خطاباته الطويلة، ومع تحسن الاقتصاد هذا العام، إلا أن الفقراء هم الذين يعانون".