جمال عبد الفتاح ومحاولة القتل العمد

اليوم تمرّ 30 يوما على اختطاف قوات عبد الفتاح السيسي؛ الدكتور جمال عبد الفتاح، من منزله بهضبة الهرم فجر 23 آذار/ مارس 2018.

ومنذ ذلك التاريخ لم نستطع التعرف على هوية المختطفين، كما لم يُعرف مكان التحفظ عليه، حيث تم إخفاؤه قسريا، ليظهر بعد اسبوع بنيابة أمن الدولة في حالة إعياء تام؛ نتيجة لعدم النوم وتناول الطعام ومنع دوائه عنه.. وحتى اليوم، مع منع الزيارة، لم نتمكن من التواصل معه..

د. جمال عبد الفتاح الصيدلي البالغ من العمر 70 عاما، والذي يعاني من العديد من الأمراض، لا يعنى التعامل معه بهذا الأسلوب إلا محاولة قتل عمد من مختطفيه ومن وراءهم، والتي لن يكون الدافع إليها موقفه من الانتخابات الرئاسية فقط، ولكن تاريخة النضالي المثبت في ملفات أمن الدولة منذ أوائل السبعينيات، وهو طالب جامعي.

فهو الطالب اليساري المنحاز للعمال وفقراء الفلاحين، المنادي بحقوقهم وحرياتهم، والمناهض لسياسات التبعية والخصخصة.. والأهم من هذا كله، هو مع تحرير كامل التراب الفلسطيني، ورؤيتة أن قضية فلسطين هي القضية المركزية في المنطقه.. هو المناضل اليساري رافع لواء مناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني!

وهنا مربط الفرس.. فموقف جمال عبد الفتاح في نظر النظام ورأسه، سواء كان ضد سياسة النظام الخاصة بحق قوت الفقراء ونهبهم المنظم أو الحريات الديمقراطية أو التفريط في الأرض والغاز والمياه، يهون على النظام كله إلاّ موقفه من العدو الصهيوني والتطبيع معه. فموقفه من كامب ديفيد وما ترتب عليها نصب عينيه في كل لحظة، وإعلانه أنه ضد سياسة النظام الداخلية والخارجية، وضد تفريطه في مقدرات الوطن، ودهسه على حقوق الفقراء وتكميم أفواههم.. لا يهم هذا النظام بقدر موقف د. جمال المعلن دوما من العدو الصهيوني..

ومن هنا يأتي التخوف على حياته ومحاولات قتله العمد، عبر منع الدواء عنه وعدم السماح بالزيارات..

ومن هذا المنطلق، أُعلن أن حياة الدكتور جمال في خطر داهم، وأن منع الزيارة والدواء عنه ما هي إلا محاولات للقتل العمد، وأن المسؤول الرئيسي عن هذا هو رأس النظام عبد الفتاح السيسي، وأن جمال عبد الفتاح لن يكبر في عين هذا النظام عن الشهيد سليمان خاطر الذي قتل في محبسة لموقفه من العدو الصهيوني..

في تمام الشهر لخطفه وحبسه لدى السلطات المصرية في ظروف صعبة، وما يترتب عنها، أحمل المسؤولية بالكامل لعبد الفتاح السيسي... وليشهد من يشهد على كلماتي.

الحرية للمناضل الثوري الدكتور جمال عبد الفتاح..

* ناشطة وزوجة الدكتور جمال عبد الفتاح