هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن السياسة الإسرائيلية تجاه المنظمات المعادية لن تؤدي لتحقيق الردع المطلوب، ولا إعادة الأمن المفقود لإسرائيل ، مشيرا إلى أن التأخير في توجيه "الضربة القاضية" سيصبح خطرا بصورة مضاعفة.
وقال مردخاي كيدار في مقاله نشره موقع ميدا وترجمته "عربي21" أن الشهور الأخيرة شهدت ارتفاعا متزايدا في التوتر الأمني على ثلاث جبهات أمنية ملاصقة للحدود الإسرائيلية، وفي داخل إسرائيل ذاتها، فضلا عن الجبهة البعيدة ممثلة بإيران.
وشرح قائلا: "الجبهة الأولى تتمثل في قطاع غزة مع تهديد الأنفاق والمظاهرات قرب الجدار الحدودي، والضفة الغربية مع عودة عمليات الطعن والدعس، وعلى حدود لبنان وسوريا والتطورات الخاصة بحزب الله وإيران وروسيا.
وقال كيدار، أستاذ الدراسات العربية في جامعة بار-إيلان، أن إسرائيل مطالبة بالإعلان أن أنفاق حماس الحدودية بالقرب منها، أو تلك الموجودة داخل غزة، وموجهة ضد إسرائيل، ومن حقها العمل ضدها، وتفجيرها في كل لحظة كعملية دفاعية.
اقرأ أيضا: خبير عسكري إسرائيلي يرجح تفعيل حماس لأنفاقها قبل اكتشافها
وأضاف: "يجب أن تعلن إسرائيل بالفم الملآن أن حفر الأنفاق داخل غزة عمل معادي يستوجب الرد بقوة، وبالتالي توصل رسالة لحماس بأن كل من يدخل من عناصرها داخل هذه الأنفاق في غزة ورفح وخانيونس من أجل الحفر، أو التحضير لعملية مسلحة، فإنه سينهي حياته داخل هذا النفق، مما سيضع العديد من الصعوبات على غالبية حفاري الأنفاق من النزول إليها".
ودعا كيدار إلى زرع ألغام داخل هذه الأنفاق يتم تفجيرها عن بعد، أو فور لمسها، وفي حال سربت إسرائيل مثل هذه المعلومة فإنها ستعمل على الحد من دخول هذه الأنفاق، مما سيعرقل التخطيط لهذه العمليات من قبل حماس.
أما بالنسبة للضفة الغربية، فقال كيدار، إن عمليات الطعن باتت أكثر انتشارا في الآونة الأخيرة، وهي عمليات لا تحتاج بنى تحتية أو تنظيمية، في حين أن القدرات المطلوبة لإنجازها محدودة للغاية، فهي تحتاج دعما شعبيا وإسنادا جماهيريا من خلال البيئة الاجتماعية المحيطة بعائلات منفذي الهجمات.
وأكد كيدار، وهو ضابط سابق في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، أنه لو هدمت إسرائيل أحد منازل منفذي الهجمات، فسيتم إعادة بنائه من جديد بجمع التبرعات من الفلسطينيين، كما أن عائلة منفذ الهجمات ستحظى بمساعدة مالية من السلطة الفلسطينية، سواء كان مصير المنفذ السجن أو الموت.
وطالب كيدار بأن يتم شمل عائلات منفذي الهجمات بالعقوبات الإسرائيلية، وأحد هذه العقوبات التي تحتاج دراسة جدية مسألة إبعاد هذه العائلات لقطاع غزة، لأن اقتلاع هذه العائلة من بيئتها الاجتماعية التي عاشت وترعرعت فيها، تعتبر عقوبة فورية، وتضطر المهاجم لأن يفكر مرة ومرتين قبل تنفيذ عمليته ضد الإسرائيليين.
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: هل ستخرج حماس إلى حرب دون قدرات جديدة؟
واختتم بالقول: "هناك فرصة سانحة أمام إسرائيل للتقدم بحل دائم أمام الفلسطينيين في الضفة الغربية وهي خطة الإمارات الفلسطينية، المستندة لحكم العائلات المحلية، وليس على السلطة المركزية التي يجب أن تتفكك قبل تحولها دولة داعمة للهجمات المسلحة ضد إسرائيل، خاصة بالتزامن مع اقتراب غياب محمود عباس عن المشهد السياسي".